اشتباكات في السودان ودعوات للتهدئة
اشتباكات في السودان ودعوات للتهدئة
السبت25أبريل2023 عبّرت عدة دول عن قلقها من الاشتباكات الدائرة في السودان اليوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، وكشفت عن مخاوف من تمدد النزاع.
وأعربت العديد من الدول العربية والاسلامية عن قلقها من الاشتباكات التي اندلعت، صباح اليوم السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، ودعت إلى التمسك بمكتسبات العملية الانتقالية، حسبما نقلت الميادين.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: “نشعر بالقلق من الاشتباكات المسلحة التي وقعت في السودان اليوم”.
ودعا بيان الوزارة جميع الأطراف في السودان إلى “التمسك بمكتسبات العملية الانتقالية، وإلى الهدوء والحوار”.
وأكّد أنّه “لا يمكن إيجاد حل دائم لمشاكل السودان إلّا من خلال وفاقٍ وطني”، مشيراً إلى أنّ تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب دولة السودان وشعبها.
وشهدت الخرطوم، بالإضافة إلى مدن أخرى، في وقتٍ سابقٍ من صباح اليوم السبت، اشتباكاتٍ مسلحةٍ بين قوات من الجيش وقوات الدعم السريع.
وعقب الاشتباكات، أكدت وزارة الخارجية المصرية أنّ “القطاع القنصلي يتابع على مدار الساعة أوضاع المواطنين المصريين المقيمين بكل أنحاء جمهورية السودان الشقيقة”.
وطالبت الخارجية المصرية المصريين المقيمين بالسودان بـ”توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوترات، والاستغناء عن التحركات غير الضرورية، والتزام المنازل إلى حين استقرار الأوضاع”.
وفي السياق نفسه، أعربت قطر عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في كل من الخرطوم ومروي في السودان.
وقالت الإمارات، في بيان صحافي أوردته وكالة أنباء الإمارات، “وام”، اليوم السبت، إنّ “سفارتها في الخرطوم تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد موقف دولة الإمارات الثابت، والمتمثل بضرورة خفض التصعيد، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية”.
وأكّدت ضرورة دعم الجهود الرامية إلى إسناد العملية السياسية، وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة.
وأصدرت الجزائر بياناً، اليوم السبت، بصفتها الرئيسة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، قالت فيه إنها “تتابع بقلق كبير تطورات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة بعد الاشتباكات الخطيرة والمواجهات بالأسلحة الثقيلة، والتي تم تسجيلها في العاصمة الخرطوم، بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وما تخلّفُه من خسائر في الأرواح والممتلكات”.
وتابع البيان أنه “انطلاقاً من علاقات الأخوّة والروابط التاريخية التي تجمعُ البلدين والشعبين الشقيقين، تدعو الجزائر جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال، وتغليب لغة الحوار، من أجل تجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها”.
وعقب هذه التطورات، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً جاء فيه: “تتابع جمهورية مصر العربية بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على أثر الاشتباكات الدائرة هناك، وتطالب الأطراف السودانيين كافة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدّرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن”.
ودعت روسيا أيضاً إلى “إجراءاتٍ عاجلة لوقف إطلاق النار” في السودان. وقالت إنّ “الأحداث المؤسفة والجارية في السودان تثير قلقاً عميقاً في موسكو”.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن قلقه الكبير بشأن تقارير عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.
وكتب بلينكن، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”: “نحن على اتصال بفريق السفارة في الخرطوم، وجميعهم بخير، ونحث جميع الأطراف على وقف العنف فوراً، وتجنّب مزيد من التصعيد أو تعبئة القوات، ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة”.
وقبل أيام، حذّر الجيش السوداني من انتشار قوات “الدعم السريع” في الخرطوم وبعض المدن، لافتاً إلى أنّ تلك التحركات تمت من دون موافقة قيادة القوات المسلحة، ومن دون أي تنسيق معها.
في المقابل، أكدت قوات “الدعم السريع”، التي تعمل تحت قيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، نائب رئيس المجلس العسكري، أنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد، في إطار واجباتها العادية..
إلى ذلك أفاد مصدر في الجيش السوداني، بإصدار قرار يقضي بحل قوات الدعم السريع وإنهاء انتداب جميع ضباط وأفراد الجيش لديها، على خلفية الأحداث الجارية في البلاد.
وأكدت القوات المسلحة السودانية، أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي المتمردة”حسبما نقلت وكالة RT الروسية.
ووفقا لهيئة الأركان العامة للجيش: “لن يكون هناك حوار او اتفاقات مع قوات الدعم السريع حتى يوقفوا خروجهم على القانون”.
ومن جانبه، اعتبر قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن استسلام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان والفريق أول شمس الدين كباشي هو الحل الوحيد في السودان.
وقال البرهان إن الجيش السوداني ما زال يحتكم إلى صوت العقل، وطالب بإعادة قوات الدعم السريع التي دخلت الخرطوم إلى أماكنها.
وأضاف أن هناك احتياطات جيدة وقواعد عسكرية لم يتم تحريكها حتى الآن، مؤكدا أنه لم يستطع أحد دخول القيادة العامة وأن الأمور تحت السيطرة، وأن كل المرافق الإستراتيجية تحت السيطرة.
وصرح البرهان بأن قوات الدعم السريع تسللت للمطار عبر صالة الحج والعمرة وأحرقت بعض الطائرات ما دفع قوات الجيش للتعامل معها.
وصباح اليوم السبت، اندلعت اشتباكات في الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.
أقرأ أيضا:وزير الخارجية السوري يزور السعودية بعد قطيعة لـ12 عام