استجداء أمريكي لحماس بإيقاف الحرب لإنقاذ حكومة نتنياهو من التفكك
استجداء أمريكي لحماس بإيقاف الحرب لإنقاذ حكومة نتنياهو من التفكك
استجداء أمريكي لحماس بإيقاف الحرب لإنقاذ حكومة نتنياهو من التفكك
تحليل : خالد الشريف
هناك تحول جذري في الموقف الأمريكي ولكنه لا يرقى إلى مستوى الضغط على نتنياهو فليس من مهمة الرئيس الأمريكي أن يعلن في مؤتمر صحفي تفاصيل مقترحات لا زالت على شكل أفكار ولم يتم الاتفاق عليها من قبل الأطراف.
ولكن ذلك الخطاب – حسب محللين دوليين – هو فرصة لأمريكا أولا قبل أن يكون لحماس أو لإسرائيل حيث تريد الإدارة الأمريكية أن تصل إلى حالة من الهدوء في المنطقة قبل الوصول إلى بداية الجولات الانتخابية الأمريكية في شهر تموز القادم والى اتفاق مع السعودية للتطبيع مع إسرائيل كورقة تقدمها لناخبيها.
كما أن ملف الأسرى الصهاينة قد يؤدي إلى انهيار الحكومة الإسرائيلية لذلك ليس لأمريكا مصلحة أن تأتي الانتخابات وهناك أسرى أمريكيون يهود في قبضة حماس وهذا يسمى ضعف انتخابي لا تحمد نتائجه العكسية على الرئيس بايدن.
الخطاب الأمريكي هو استجداء لحماس للموافقة على الصفقة لأنها فرضت نفسها على الواقع وأثبتت أن لديها جبهات متماسكة ومقاومة ثابتة وحالة من الاستمكان الميداني على الأرض وعلاقات تتحسن مع المجتمع الدولي ومع الوسطاء وغيرهم.
سلوك حماس السياسي فاجأ الإدارة الأمريكية في تعاطيها الإيجابي المتكرر مع جميع المقترحات والخطابات الأمريكية التي تسعى إلى وقف الحرب وتبادل الأسرى.
وكأن حماس تسعى لنزع فتيل الحساسية الموجود وتقديم نفسها الطرف الإيجابي وغير المعقد سواء كن ذلك للوسطاء أو الأمريكيين أو المجتمع الغزي الذي فهم جيدا أن إسرائيل هي من تعطل الاتفاق مهما ادعى الصهاينة غير ذلك.
وفي المقابل حكومة الصهاينة المدعومة دوليا أثبتت بممارساتها العدائية أن لديها قيادة متشظية مرتبكة في مواقفها لم تستطع التعبير عن موقفها مقابل ضغط أمريكي دولي على الكيان.
تصريح أمريكي واضح أنه في عدم القبول بهذه الصفقة لن يعود المحتجزون الإسرائيليون نهائيا ولن تخرج إسرائيل من ورطة غزة ولن يعود الإسرائيليون إلى مستوطناتهم في شمال وغلاف غزة وستزداد العزلة الدولية والمقاطعة للكيان الصهيوني.
وحسب استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية أن 48 بالمائة من الإسرائيليين يدعمون مقترح الصفقة و27 يعارضونها 23 في المائة يعتقدون أن إسرائيل ستفكك قدرات حماس.
خطاب بايدن انطلق من مسألة مفادها أن الحل العسكري قد سقط وهو نفس التفكير لدى 48 في المائة من الإسرائيليين حسب الاستطلاع السابق ولا سيما أن الجيش الصهيوني وبعد مرور ثمانية أشهر لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة ولم يستطع أن يعيد الشعور بالأمن الفردي لكل صهيوني ولا الأمن الوجودي والجماعي بالإضافة إلى مسألة الأسرى ورغم كل تلك المعطيات على الواقع يريد نتنياهو أن يستمر في الحرب بلا نهاية حتى تستقر حكومته لأنه لم يحقق شيئا من تلك الأهداف.
حماس لن توافق على صيغة ليس فيها وقف إطلاق نار دائم وهي من دفعت فاتورة الدم وهي من أثبتت بالسلاح وبالدليل وبالبرهان أنها باقية لذلك تخاطبها أمريكا ورئيسها مسلم بالواقع أن حماس باقية ولا يمكن هزيمتها وأن الحل العسكري قد سقط ولا بد من احتواء الحرب دبلوماسيا وإلا ستتحول إسرائيل إلى عزلة دولية حقيقية للكيان وستدخل في حرب استنزاف لا طائل منها.
ولن تقبل بأي صيغة لن تتضمن وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة أو عودة كاملة للنازحين وشكل واضح من أشكال الإعمار وصيغة واضحة لكسر الحصار.
موقف حماس أكثر قوة من الموقف الإسرائيلي كما أن الخطاب الأمريكي وضع الكيان في حالة ضغط وفي حالة حرج أكثر من موقف حماس ولذلك تعاطت حماس مع الخطاب الأمريكي إيجابيا لأنه على الأقل يوفر بيئة إيجابية نوعا ما بحضور الوسيط القطري والمصري في أي اتفاقات قادمة.
الفترة القادمة تحمل في طياتها الكثير من الصعوبات أمام الحكومة الصهيونية ومجلس الحرب فهناك صهاينة سكان الغلاف يرفضون العودة إلى غلاف غزة.
ومئات الشركات الاقتصادية الهامة التي تضررت من سياسة نتنياهو دخلت على الخط ورفعت وخاطبت الحكومة الإسرائيلية بضرورة التعاطي الإيجابي الفوري مع مبادرة الرئيس بايدن والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما أن المئات من آباء الجنود الإسرائيليين طالبوا الحكومة بالانسحاب من غزة وعدم إبقاء أي جندي في القطاع.
وهناك عشرات الجنود والضباط الصهاينة أكدوا بأنهم لم يعودوا إلى الخدمة في غزة.
ليس هناك مخرج أمام نتنياهو مهما حاول أن يناور، كما أن استمراره بهذه السياسة المتعنتة – حسب المعارضة الصهيونية – سيؤدي إلى تصدع وململة في أوساط الجيش الصهيوني وسيدفع القيادة العسكرية لتبني موقف علني ضده والتمرد عليه.
اقرأ أيضا:الاتحاد الأوروبي يحذر العليمي من خطورة القرارات التصعيدية لبنك عدن