هل حان زمن كسر الاستباحة الصهيونية للدول العربية والإسلامية؟

هل حان زمن كسر الاستباحة الصهيونية للدول العربية والإسلامية؟
بقلم الدكتور:عبدالرحمن المؤلف
السبت14يونيو2025_
لم يكن الرد الإيراني الكاسح على العدوان الصهيوني مجرد رد فعل عسكري تقليدي، بل مثل لحظة فاصلة في تاريخ الصراع الممتد منذ النكبة عام 1948، حين بدأ المشروع الصهيوني باحتلال فلسطين، واستباحة العالم العربي والإسلامي، بدعم غربي وتواطؤ رسمي عربي.
اليوم، تعيد طهران تشكيل معادلة الردع في المنطقة، وتبعث برسالة مفادها: زمن الاستباحة من طرف واحد قد انتهى.
من النكبة إلى الهيمنة: سجل طويل من الاستباحة، منذ أن زرعت بريطانيا الاحتلال الصهيوني في قلب الأمة، بدأت سلسلة من الاستباحات المتكررة:
1. 1948: احتلال فلسطين بدعم بريطاني وغربي مباشر، وتواطؤ من أنظمة عربية لم تطلق طلقة جدية دفاعًا عن القدس أو يافا أو حيفا.
2. 1956–1973: حروب الاستباحة الشاملة، شنّ خلالها الاحتلال حروبًا ضد مصر وسوريا والأردن ولبنان، احتل أراضيها، واستباح أجواءها وسيادتها، بينما العالم العربي كان بين منقسم ومتخاذل.
3. من 1982 إلى اليوم: لبنان وسوريا، حيث فرض الاحتلال وجوده العسكري في جنوب لبنان لعقود، ثم دعم الفوضى في سوريا، واستهدفها جوًا ومخابراتيًا بشكل مستمر، دون أي ردع فاعل.
4. القرن الجديد: استباحة الدول الإسلامية، فالصهيونية لم تقف عند حدود العالم العربي. من اغتيالات في إيران، إلى اختراقات أمنية في تركيا، وتحريضات داخل أذربيجان، وحتى تغلغل استخباراتي في أفريقيا وآسيا.
أسباب الاستباحة: الدعم الخارجي والخيانة الداخلية، واستمرار هذه الاستباحة لعقود لم يكن وليد قوة الاحتلال وحده، بل بُني على أربعة أركان رئيسية:
الدعم الأمريكي والغربي المطلق: بالسلاح والمال والحماية السياسية، حتى بات الاحتلال فوق القانون الدولي.
الخيانة والتخاذل الرسمي العربي: أنظمة رسمية ساهمت في حماية الاحتلال، ونسّقت معه أمنيًا، بل واحتضنته اقتصاديًا.
الانقسام الإسلامي: صراعات داخلية أضعفت وحدة القرار الإسلامي وأهدرت الطاقات.
الهيمنة الإعلامية والنفسية: حيث سُوّق للاحتلال على أنه “قوة لا تُقهر”، بينما شعوبنا تُغرق في الهزيمة النفسية.
الرد الإيراني… بداية لعصر جديد؟
في الأيام الماضية، كشفت إيران عن قدرات إستراتيجية عسكرية قادرة على إحداث توازن ردع حقيقي. الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي اخترقت العمق الإسرائيلي لم تكن مجرد ردع، بل إنذار مبكر بتغير الزمن.
ما بعد الرد الإيراني ليس كما قبله. لقد زالت هيبة “الجيش الذي لا يُقهر”، وتزعزعت ثقة الداخل الإسرائيلي، واهتزت صورة الاحتلال أمام حلفائه في الغرب.
النتائج والتوقعات: إلى أين تتجه المنطقة؟
إذا استمرت ديناميكية الردع الجديدة، فإننا أمام عدة تحولات جوهرية:
نهاية زمن التفوق الصهيوني المطلق: فالمعادلة العسكرية تغيّرت جذريًا.
عودة الروح للمقاومة الإقليمية: من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا، وقد تتشكل جبهة موحدة تُنهي عهد الهيمنة.
إعادة تعريف العلاقات الدولية: دول كبرى بدأت تراجع موقفها من دعم غير مشروط للاحتلال، خشية من تفجر الأوضاع.
الخاتمة: هل نكسر الاستباحة؟
الرد الإيراني لا يجب أن يُفهم بمعزل عن السياق العربي والإسلامي. فالمعركة ضد الاحتلال الصهيوني ليست معركة إيران وحدها، بل معركة أمة بأكملها.
لقد آن الأوان أن تتحول هذه اللحظة إلى بداية مشروع تحرر عربي وإسلامي شامل، يعيد الكرامة للأرض والإنسان، ويكسر الاستباحة التي طالت أكثر من سبعة عقود.
الزمن الآن لم يعد في صالح الاحتلال… بل لصالح من يجرؤ على المواجهة.
اقرأ أيضا للكاتب:كيف سترد إيران؟ قراءة في سيناريوهات ما بعد الضربة
الصورة للدمار الذي احدثته الصوريخ الإيرلانية على تل أبيب مساء أمس الجمعة
