منح الاحتلال الضوء الأخضر للمضي في جرائمه

منح الاحتلال الضوء الأخضر للمضي في جرائمه
بقلم الدكتور: عبدالرحمن المؤلف
الأحد10يوليو2025_
في لحظة قلبت المشهد رأسًا على عقب، أعلنت حكومة الاحتلال الصهيوني قرارها باحتلال قطاع غزة كاملًا. القرار، الذي وصفه مراقبون بأنه “الخطوة الأخطر منذ 1948″، جاء صادمًا للعالم، لكن ما تلاه كان أكثر صدمة: إدانات عربية ودولية وأممية بلا أي فعل، وصمت يعادل في أثره منح الاحتلال ضوءًا أخضر للمضي في جرائمه.
الولايات المتحدة، بدورها، لم تكتفِ بدعم القرار، بل وفرت له الغطاء السياسي الكامل عبر عرقلة اجتماع لمجلس الأمن الدولي كان مخصصًا لبحثه. مشهد يختصر المعادلة: الاحتلال يتوسع، العالم يكتفي بالكلام، وواشنطن تضمن الحماية.
رهانات الاحتلال: إنهاك السلاح وكسر الإرادة
يرى قادة الاحتلال أن اللحظة مناسبة لحسم المعركة ميدانيًا، وتعتمد استراتيجيتهم على إضعاف المقاومة بعد أشهر من القتال المستمر تحت الحصار الخانق.
استنزاف الذخيرة عبر ضرب مخازن السلاح وشبكات الإمداد.
بدورها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية (7 أغسطس 2025) عن مصادر أمنية للاحتلال أن المقاومة فقدت جزءًا كبيرًا من قدراتها الصاروخية بعيدة المدى، ما شجع قيادة الجيش على المضي نحو التوغل الكامل.
رهانات المقاومة: استنزاف الدم قبل الأرض
المقاومة تدرك أن المعركة ليست سباقًا على الخرائط بقدر ما هي حرب استنزاف نفسية وعسكرية. خطتها تقوم على:
إغراق جيش الاحتلال في حرب مدن حيث تتحول كل زقاق إلى فخ.
رفع كلفة الاحتلال البشرية، وهو ما يضغط على حكومة نتنياهو داخليًا.
استثمار ورقة الأسرى لخلق شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي.
على ذات الصعيد كشفت قناة الميادين (8 أغسطس 2025) عن نشر مئات العبوات المتطورة على محاور التوغل، وإعادة تموضع الوحدات القتالية لضرب القوات من مسافات قريبة.
ميدان مفتوح… بلا سقف زمني
معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) حذّر من أن حرب استنزاف حضرية قد تكلف الجيش أكثر من ألف قتيل في عام واحد إذا استمرت على الوتيرة نفسها. لكن غياب الضغط الدولي، والدعم الأمريكي غير المحدود، يمنح الاحتلال وقتًا أطول لتجربة فرض سيطرته بالقوة.
الخلاصة: المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد
والاحتلال الكامل لغزة قد يكون لحظة قوة للعدو في حساباته، لكنه أيضًا بداية مرحلة جديدة من الصراع حيث تتحول كل يوميات غزة إلى جبهة، وكل شارع إلى ساحة اشتباك.
المعادلة واضحة: الاحتلال يراهن على إنهاك السلاح، والمقاومة تراهن على إنهاك الدم. أما العالم، فيواصل المراهنة على النسيان.
اقرأ أيضا:اليمن تُواجه الغرب في البحر الأحمر: حين تنبع القوة من الإيمان
