مدينة زبيد التاريخية تستغيث
مدينة زبيد التاريخية تستغيث
منازلها معرضه للانهيار فوق رؤوس ساكنيها والجهات المختصة لا تعي ذلك
مدينة زبيد التاريخية تستغيث
كتب :عبدالرحمن مطهر
السبت10أغسطس2024_ زادت المخاطر المحدقة بمدينة زبيد التاريخية جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي شهدتها مدينة زبيد ومحافظة الحديدة بشكل عام الأسبوع الماضي.
مدينة زبيد التاريخية منذ سنوات وهي على قائمة التراث المعرض للخطر ، والشطب النهائي من قائمة التراث الإنساني ، وفقا لتصنيف منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ،وذلك منذ العام 2012 بسبب ازدياد المخالفات المعمارية التي أدت على تشوهها بشكل كبير ، ويقول المسئولون عن المدينة وعن الثقافة في اليمن بأن ذلك لا يعني خروجها من قائمة التراث العالمي، بقدر ما يسلط الضوء عليها وعلى غيرها من مواقع معرضة للخطر، من أجل تحرك الجهات المختصة لعمل شيء لإنقاذها والحفاظ عليها.
غير أن ما حل بها من دمار وخراب جراء أمطار وسيول الأسبوع الماضي زاد الوضع تعقيد ، الأمر الذي يستوجب حسب الكثير من المتابعين للتراث في اليمن إلى مضاعفة الاهتمام بالمدينة.
وقد أدت أمطار الأسبوع الماضي إلى سقوط الجزء الشمالي لممرات السوق القديم، وقد قام الأهالي بإغلاق منافذ الممر لمنع حركة التجول خشية أن يحدث أي انهيارات أخرى.
وقال عدد من أهالي المدينة أنه تم تبليغ الجهات المختصة بأن هناك أضرار جسيمه في ممر الجزء الشمالي والذي ينبأ بسقوطه دون تحرك جاد من تلك الجهات المعنية بالحفاظ على المدن التاريخية، وذلك قبل حدوث الأمطار الغزيرة بحوالي عشرة أيام.
كذلك أكد العديد من سكان المدينة ،بأن هناك منازل أثرية تسقط على رؤوس ساكنيها ..
الأمر الذي يحتم على مكتب هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بالمدينة وبالجهات المختصة والسلطة المحلية التدخل العاجل لإنقاذ سكتان المدينة ، وكذلك إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المباني الأثرية للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية ، وإنقاذ الناس الفقراء من انهيار منازلهم الأثرية فوق رؤؤسهم.
وقالوا أن من ابرز المنازل المعرضة للانهيار منزل المرحوم علي إسحاق ،حارة الجزع ، وغيره من منازل المدينة القديمة مهددة بنفس المصير.
خطاب اليونسكو لليمن
وكانت اليونسكو قد وجهت خطابا لليمن في العام 2012 تحذر فيه من شطب المدنية التاريخية من قائمة التراث العالمي لكثرة المخالفات وتوسع البناء الأسمنتي فيها، وفعلا بدأت اليمن في التحرك لإنقاذ المدينة ولو أن هذا التحرك لم يكن بالقدر المطلوب.غير أن الحرب والعدوان على اليمن والتي بدأت في مارس2015 أعاق كل الجهود الممكنة لإنقاذ المدينة المتشبثة بالحياة، الأمر الذي قد يؤدي لا سمح الله إلى شطبها نهائيا ،وللأسف لا يعي الكثير معنى شطب موقع تراثي حضاري من قائمة التراث الإنساني ، وهذا الشطب أن تم سيعيق إعادتها للقائمة أو إضافة أي موقع يمني آخر إلى قائمة التراث الإنساني.
تميز زبيد
زبيد مدينة تاريخية فريدة من نوعها بنمطها المعماري المتميز على مستوى مختلف مدن العالم وبسوقها القديم التقليدي ،بسكانها أيضا الذين ينطقون شعرا وبلاغة ، بحرفها وصناعاتها اليدوية المختلفة ،بمساجدها ومدارسها التاريخية والمتعددة ، بمورثها الثقافي الكبير من المخطوطات التاريخية ، بخضرتها الدائمة وبساتينها الواسعة ,كل ذلك وغيره أهلها لتكون ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي ، غير أن تاريخ هذه المدينة وحضارتها وتراثها مهدد بمغادرة التاريخ بسبب الإهمال خلال العقود الماضية.