ما سبب تكدس المانجو في مختلف الأسواق اليمنية؟
ما سبب تكدس المانجو في مختلف الأسواق اليمنية
الجمعة26أبريل2024_ عبدالرحمن مطهر
انحرفت قضية انتشار المبيدات الخطرة والتي أثيرت خلال الأيام القلية الماضية عن مسارها ، لاستهداف المنتجات الزراعية اليمنية بشكل عام،
على سبيل المثال لأول مرة تقريبا يصل سعر الكيلو من فاكهة المانجو مائة ريال ، وثلاثة وأربعة وخمسة كيلو بألف ريال للصنف الفاخر” التيمور” الذي يمتاز بجودته وبدون شهر ، بدلا من سعر ألف وخمسمائة ريال للكيلو الواحد، حتى أن سعر الكأس من عصير المانجو وصل إلى مائة ريال بدلا من أربعمائة ريال للكأس الواحد في شهر رمضان وما قبله.
وفي عدن وصل سعر الكيلو من المانجو خمسمائة ريال بدلا من أربعة ألف ريال في المواسم السابقة.صوت الشورى حاول استطلاع الأمر من الجهات المعنية فلم نحصل جواب ، الجميع لا يريد أن يتحدث حول موضوع الكساد في الكثير من الخضروات .
توسع في الزراعة وقطع المرتبات
يقول إسماعيل محمد يقول تكدس فاكهة المانجو بهذا الشكل شيء طبيعي نظرا للتوسع في زراعته بشكل كبير ، خاصة في وديان تهامة التي تمتاز بتربتها الطيبة والخصبة.
إضافة إلى الشائعات التي سمعها الكثير خلال الأيام الماضية بان المانجو مصابة بالديدان وما إلى ذلك ،كذلك ساعد في انتشار هذه الإشاعة هو قضية المبيدات الخطرة والتي تستخدم بشكل عشوائي التي أصبحت قضية رأي عام ، هذا بالتأكيد ساعد تكدس هذه الفاكهة والتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين في اليمن.
ويضيف إسماعيل بأن الكثير من الفواكه والخضروات بل وأيضا مختلف المستلزمات أسعارها هذا العام أرخص بكثير من الأعوام السابقة والسبب في ذلك انعدام السيولة لدى غالبية المواطنين بسبب قطع المرتبات منذ ثمان سنوات.
ويقول إسماعيل محمد بأن المنتجات الزراعية اليمنية تمتاز بجودتها العالية ومطلوبة في مختلف دول العالم ، خاصة دول الإقليم ، غير أن ما يعيق التصدير هو نقص الوعي لدى المزارع والدولة والقطاع الخاصة في الاهتمام بالتغليف بشكل جيد ، لدينا في اليمن نقص كبير في هذا الجانب وهو ما ساعد على عدم تصديرها للخارج، لذا على الدولة من خلال الجهات المختصة أن تتدخل في مثل هذه القضايا وان تشتري أيضا الفائض من الإنتاج وتقوم بتخزينه في ثلاجات مركزية مخصصة لهذا الجانب ، كما يقع على عاتقها تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في الجانب وان تقدم له كل التسهيلات اللازمة.
15مليون طن إنتاج اليمن من الفواكه
أما بالنسبة للباحث الاقتصادي رشيد الحداد فيقول من جانبه :يقدر إنتاج اليمن من الفواكه بنحو 1.5 مليون طن سنوياً، يتصدرها المانجو بحوالي 400 ألف طن، منها مايصدر للخارج بكميات كبيرة ، ورغم أن هذه المنتجات موسمية وتتميز بجودة عالية ، إلا أن الحملة الأخيرة ضد تجار المبيدات انحرفت عن مسارها ، وباتت تستهدف سمعة وجودة الإنتاج الزراعي ككل .
بالنسبة لـ علي أحمد التويتي : فيقول المانجو اليمني من أجود أنواع المانجو في العالم، كما أن سعره رخيص جدًا بسبب كثرة المعوقات التي تعيق التصدير وضعف القوة الشرائية لدى المواطن. لذلك انصح الناس بشراء المانجو والتصدق به للفقراء الذين لا يستطيعون شراءه.
ففي ذلك خيرٌ للجميع، حيثُ يُدعم المزارع ويأكل الفقيرُ الذي لا يقدر على شرائه ،وكذلك بقية المنتجات الزراعية اليمنية.
قيمة غذائية كبيرة
الدكتور وهاج المقطري : يقول بأن المانجو ثروة وطنية،، وهو من أكثر الفواكه قيمة غذائية حيث يتميز بانخفاض سعراته الحرارية وغنائه ب فيتامين سي والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين B6 وفيتامين A و E و K, اضافة للبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز، فهو مزود رائع للجسم بمضادات الأكسدة الضرورية لحماية الخلايا من التلف ومقاومة السرطان..
ونحن نرفض بشدة محاربة المانجو بأسلوب تصوير كمية فاسدة بداخلها ديدان ونشرها،، قضية وجود كمية بسيطة بها ديدان هذا أمر طبيعي وتحصل في كل مكان في الدنيا،،فالفواكه قد تصاب أيضا بالعديد من الآفات وليس هذا مبررا لمحاربتها،..!!
مضيفا بأن على الجميع محاربة استخدام المبيدات المسرطنة في رش المحاصيل وهذا وحده الذي يجب أن تتوجه ضده الأقلام.
محافظة لحج أول من زرع المانجو
هذا ويتوقع إنتاج اليمن لهذا الموسم 2024 من المانجو مع حلول نهاية الموسم حوالي 4,77000 طن وفقاً لمركز الإحصاء الزراعي “وما زال جني الثمار مستمر حتى اليوم بهذا الموسم” حيث ماتم إنتاجه فعلاً من بداية الموسم وصل إلى 438,000 طن، وتحتل اليمن المرتبة 18 حسب التصنيف العالمي لإنتاج المانجو.
وتقدر الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن عام 2024 بحوالي 2,190,000 شجرة مانجو، منها 30% أشجار غير مثمرة، تنتج أكثر من 4,77000 طن سنوياً و تصل مساحة الأراضي المزروعة بفاكهة المانجو في اليمن لحوالي 26,815 هكتار، ومن المتوقع آن تصدر اليمن ما نسبته 28 % من إنتاجية هذا الموسم لدول الخليج، حيث تعد فاكهة #المانجو من أكثر المنتجات الزراعية جودة ومذاقاً في اليمن.
تاريخياً، تشير إحدى المصادر إلى أن محافظة لحج كانت أول منطقة يمنية تزرع المانجو في اليمن، فقد عرفت زراعته قبل قرابة 200 عام.
وتشير المصادر إلى إن سلاطين وأمراء لحج جلبوا أنواعاً من أشجار المانجو من الهند. لم تكن موجودة في السابق، مما ساعد على تحسن الأنواع المزروعة منه في اليمن وفي لحج بشكل خاص.
ومن أهم المحافظات المنتجة لفاكهة المانجو في اليمن، تتصدر الحديدة، وتهامة، وحجة، وبعدها لحج، وتعز، وحضرموت، وأبين. بالإضافة لبعض المناطق التي تعد قليلة الإنتاج.
ومن أصناف المانجو المزروعة في مناطق اليمن: ( قلب الثور، تيمور، أبو سنارة، الحافوص، الفونس، الباميلي، البركاني، والسوداني).