فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وعلاقته بالقضية الفلسطينية
فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وعلاقته بالقضية الفلسطينية
الأربعاء6 نوفمبر 2024_ تقرير خالد الشريف
فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وعلاقته بالقضية الفلسطينية
أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تساؤلات عددية، وذلك حول تأثير سياساته المستقبلية على القضية الفلسطينية.
فخلال فترة رئاسته الأولى، اتخذ ترامب قرارات أثرت سلبًا على الفلسطينيين، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وإلغاء التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وغيرها من القرارات، ولذا نلاخط ان رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني كان أول من هنأ ترامب بالفوز قائلا انه فوزه أي ترامب “نصر عظيم”.
هذه السياسات ساهمت في تعزيز عزلة السلطة الفلسطينية وتهميش مطالبها السياسية.
صوت الشورى رصدت بعض ردود الفعل لفوز ترامب خاصة لدى محور المقاومة.
فكانت ردود محور المقاومة على فوز ترامب كانت متنوعة.
فعلى سبيل المثال علقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على فوز ترامب بقولها إن موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة يعتمد على موقفها وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال ولن يقبل بمسار ينتقص من حقوقه.
أما جبهة اليمن الداعمة لقطاع عزة ولبنان فقد عبر عنها محمد البخيتي محافظ محافظة ذمار وعضو المكتب السياسي لأنصار الله قائلا:بأن صلاحيات أي رئيس أمريكي على التهدئة محدودة ولكن صلاحياته التصعيدية غير محدودة، لذلك سيفشل ترامب في التهدئة في أوكرانيا وسينجح في التصعيد ضد الصين ومحور المقاومة.
وأضاف البخيتي في تغريده له على اكس:صحيح آن أولويات ترامب اقتصادية ولكن جزء منها مرتبط ببيع السلاح لذلك سيشعل الحروب بطريقة تجبر الآخرين على تحمل تكاليفها.
حزب الله اللبناني
أما حزب الله اللبناني فقد أعرب عن استعداده لمواجهة أي تصعيد أمريكي محتمل. وأكد الحزب أن سياسات ترامب السابقة كانت تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وأنه سيواصل مقاومته ضد أي محاولات لفرض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
مقاومة العراق
وفي العراق، عبرت فصائل المقاومة عن رفضها لعودة ترامب إلى البيت الأبيض. وأكدت الفصائل أن سياسات ترامب السابقة كانت تهدف إلى تدمير العراق وتقويض سيادته. وأشارت إلى أنها ستواصل مقاومتها لأي تدخل أمريكي في الشؤون الداخلية للعراق.
إيران
وبالنسبة لإيران كانت من أكثر الدول التي عبرت عن قلقها من فوز ترامب. وأكدت الحكومة الإيرانية أن سياسات ترامب السابقة كانت تهدف إلى تقويض استقرار المنطقة وزيادة التوترات. وأشارت إلى أنها ستواصل الدفاع عن مصالحها وسيادتها في مواجهة أي تهديدات أمريكية.
تصريحات ترامب السابقة
تصريحات ترامب السابقة حول القضية الفلسطينية كانت مثيرة للجدل. خلال فترة رئاسته الأولى، أظهر ترامب دعمه المطلق لإسرائيل واتخذ قرارات أثرت سلبًا على الفلسطينيين، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. هذه التصريحات والسياسات أثارت مخاوف من استمرار هذا النهج في فترة رئاسته الجديدة.
انعكاسات فوز ترامب على الفلسطينيين
فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 يثير تساؤلات حيوية حول السياسات المستقبلية وتأثيراتها على الشؤون الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية. مركز رصد للدراسات السياسية والإستراتيجية في لندن أصدر ورقة بحثية عن هذه القضية، موضحًا أن الانتخابات في الولايات المتحدة تعتبر دائمًا محط أنظار العالم بسبب التأثير الكبير لسياسات واشنطن على الساحة الدولية. ومع إعلان فوز ترامب، تتصاعد المخاوف والآمال المتضاربة بشأن الاتجاهات السياسية التي سيتبناها في ولايته الجديدة.
موقف ترامب من فصائل المقاومة
توضح الورقة أن ترامب من أشد المعادين لفصائل المقاومة، والتي ينعتها بـ”الميليشيات المسلحة”، وهو ما دفعه، مثلاً، إلى الحديث عن استشهاد يحيى السنوار والإعلان عن أن مقتله يمثل خطوة مهمة في سبيل استقرار المنطقة. جاء هذا الإعلان من ترامب بشكل لافت ومبالغ فيه، مما يعكس سياسته المحتملة في المستقبل.
السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية
تاريخ الانتخابات الأميركية يظهر أن السياسة الأميركية ليست دائمًا ثابتة، حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات. يشير المحللون إلى أن استمرار ترامب في البيت الأبيض يثير مخاوف بشأن استمرارية النهج الذي اتبعه خلال فترته الرئاسية الأولى. أحد أبرز عوامل عدم الاستقرار هو الغموض الذي يكتنف السياسات المستقبلية، حيث لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بالتوجهات التي سيتبناها ترامب في فترة ولايته الثانية.
المخاوف المستقبلية
ومع إعلان ترامب فوزه في الانتخابات، هناك مخاوف من أن تستمر هذه السياسات أو تتوسع لتشمل إجراءات أكثر صرامة، مثل تقليص المزيد من الدعم الدولي للفلسطينيين أو تشجيع خطط استيطانية إضافية. بالنسبة للفلسطينيين، يعني ذلك مواجهة واقع جديد يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية، مع أن سياسة أدارة بايدن في الحقيقة لم تتغير تجاه عدائه للشعب الفلسطيني ودعمه المطلق للعدو الصهيوني ، وقد تجلى ذلك في الدعم الأمريكي اللامحدود للعدو الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة منذ أكثر من عام وأيضا على لبنان والذي لايزال مستمر حتى كتابة هذا التقرير.
المستقبل المجهول ومخاطر التنبؤ
الانتخابات الأميركية تحمل في طياتها مخاطر تتعلق بعدم القدرة على التنبؤ بالسياسات المستقبلية. ومع إعادة انتخاب ترامب، تصبح التوقعات أكثر صعوبة في ظل سجله السياسي الذي اتسم بالقرارات المفاجئة والمتشددة.
يبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر هذه الفترة الجديدة من رئاسته على السياسات الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وما هو مصير الحلول السياسية التي تسعى الأطراف الدولية لتحقيقها؟
التحديات السياسية الكبيرة
فوز ترامب وإعلانه عن فترة جديدة في البيت الأبيض يضع المنطقة أمام تحديات سياسية كبيرة. القضية الفلسطينية، بشكل خاص، قد تشهد المزيد من التعقيد في ظل السياسات المتوقعة من إدارة ترامب، التي قد تسعى إلى ترسيخ نهجها السابق في التعامل مع الملف الفلسطيني دون أي تغيير جذري. في ظل هذا المشهد السياسي، يبقى الفلسطينيون والأطراف الدولية المعنية في حالة ترقب لما ستأتي به الأيام المقبل، الأمر الذي يحتم الاستمرار في خيار المقاومة ولا شيء آخر غير المقاومة.