اخبار محليةكتابات فكريةنافذة على كتاب

عوامل النهضة العربية .. في فكر القاسم بن على الوزير ..(1)

عوامل النهضة العربية .. في فكر القاسم بن على الوزير ..(1)

 كتب ..عبدالغني العزي

الأحد18مايو2025_

تحل علينا الذكرى الأولى لرحيل المفكر الكبير القاسم بن على الوزير الذي غادر دنيانا راضيا مرضيا إلى جوار ربه في مثل هذه الأيام من العام الماضي، رحل بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية والجهاد الفكري والسياسي الذي كان ينشد من خلاله  إخراج الأمة كل الأمة من واقعها المرير، وانتشالها والعروج بها إلي معراج الأمم الراقية بدلا من السير العشوائي نحو الهبوط القيمي والدكتاتورية السياسية  التي تجرها إليها مرغمة  أنظمة الاستبداد والفردية المطلقة، عبر الظلم والطغيان والتعسف والقهر  والنهب للثروات وتوزيعها وبعثرتها وشراء الذمم وصناعة الإتباع من خلالها.

إننا ونحن نعيش الذكري الأولى  لرحيل  القاسم الوزير فإننا لابد أن نستحضر إرثه الفكرى وبصماته الجهادية لنستفيد منها ونعزز حضورها في الوسط الثقافي والشعبي فغياب شخص القاسم لا يعني غياب مآثره ومشروعه وطموحه في إصلاح حال الأمة ..

وهاهو القاسم الوزير في كتابه (حرث في حقول المعرفة) يبحر ويغوص بنا في أعماق الواقع المؤلم الذي تعيشه الأمة، مشخصا الأسباب التي يؤول إليها الانحدار المخيف للأمة محددا بعد التشخيص  المعالجات التي يرى أنها كفيلة بتغيير حال الأمة ونهضتها لتكون امة عظيمة كما أراد الله لها ..

يقول القاسم في الكتاب السالف ذكره في  الصفحة رقم (77) وهو يستهل محاضرته عن أولويات النهضة العربية  في مركز الحوار العربي (إن مشاكلنا لا تحصى وهي تتراكم مع الأيام فكل يوم يمر يضع مشاكله الجديدة ولأننا لا نحلها فأننا نعجز بالضرورة عن مواجهة المشاكل المستجدة بل أننا نعجز عن تفهمها فضلا عن حلها كما تقتضيه طبيعة الأشياء وبما تقتضيه)  إنتهي الاقتباس.

وهنا يتضح للجميع أهمية التشخيص الذي حدده القاسم الوزير عن مشاكلنا كأمة بل أن العجز في عدم حلحلة المشاكل يضيف مشاكل الي المشاكل التي تواجهها الأمة وهو بهذه الاستهلالية يقصد أن بقاء المشكلة بدون حل يعني توالدها وتعددها حتى تصير مشاكل شتى ذات ألوان وأشكال وذات اتجاهات متعددة ..

ويضيف القاسم في الصفحة رقم (78) (وحين يجد المجتمع نفسه في حالة كهذه فانه لا يكون أمامه إلا الخروج بحل أو الدوران في نطاق  المشكلة )

ومن خلال رؤية القاسم لا يعدو الأمر من البحث عن حلول ناجعة للمشاكل أولا بأول أو الاستمرارية بالدوران في إطار المشكلة التي سيتولد منها مشاكل وهذا ما هو واقع الأمة اليوم. ويري القاسم إن الجرأة في الخروج من خضم المشكلة يحتاج إلى عامل رئيسي مهم يتمثل في تحرير العقل من أسره والذي سيقود حتما إلى تحرير الإرادة واستجماع القوي واسترجاع الوعي واستعادته وهذا يعني أننا استطعنا تجاوز النقائص التي تعيق توجهنا وفي المقدمة الشوائب النفسية التي يؤكد القاسم بأنها السبب الرئيسي في فقدان الوعي والإرادة وبالتالي وقوعنا ضحايا لمشكلات فرعية ..

يتبع في حلقات قادمة..

اقرأ أيضا:قاسم الوزير.. الكبار لا يرحلون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى