اخبار محليةكتابات فكرية

عربات جدعون 2: نتنياهو يقود حرب إبادة.. وصمت عربي يشرعن الجريمة

عربات جدعون 2: نتنياهو يقود حرب إبادة.. وصمت عربي يشرعن الجريمة

بقلم الدكتور: عبد الرحمن المؤلف

الجمعة 22 أغسطس 2025_

لم يعد ما يحدث في غزة مجرد حرب، بل إبادة جماعية مكتملة الأركان، تمضي قدماً تحت أعين العالم وبغطاء أمريكي مطلق. إعلان جيش الاحتلال، اليوم، بدء ما يسمى “عربات جدعون 2” ضد مدينة غزة، التي تضم أكثر من مليون إنسان بين سكان ونازحين، ليس إلا قراراً بارتكاب مجزرة جديدة تستهدف المدنيين العُزّل.

نتنياهو.. المجرم الذي يهرب إلى الأمام

في الوقت الذي وافقت فيه حركة “حماس” على مقترحات الوسطاء، تجاهل نتنياهو الرد، وفضّل إعلان عملية عسكرية جديدة. هذه الحقيقة وحدها تكشف أن الرجل ليس معنياً بالسلام ولا باستعادة أسراه، بل بجرّ المنطقة إلى مزيد من الدماء، لإنقاذ نفسه من محاكم الفساد ومن الشارع الإسرائيلي الغاضب.

نتنياهو يعرف جيداً أن الانسحاب من غزة يعني إقراراً بفشل الاحتلال، لكنه يصر على المضي في العدوان، حتى لو كان الثمن تدمير مدينة بأكملها وتجويع مليون إنسان.

خان يونس: فضيحة مدوية للاستخبارات الإسرائيلية

ما جرى في خان يونس مؤخراً كان صفعة قاسية للاحتلال. صحيفة معاريف العبرية نفسها وصفت ما حدث بأنه “فشل دراماتيكي للشاباك والاستخبارات العسكرية”، بعد أن أظهرت كتائب المقاومة قدرة عالية على إدارة حرب عصابات منظمة، واستخدام أنفاق لم يستطع الجيش اكتشافها رغم حملاته المتكررة.

هذا يعني أن نتنياهو، وهو يطلق “عربات جدعون 2″، يدفع جيشه نحو مستنقع غزة، حيث الموت المحقق والخسائر البشرية الهائلة، كما حدث في كل اجتياح سابق.

المواقف الدولية: ضجيج بلا أفعال

تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الهجوم على غزة “سيجرّ المنطقة إلى كارثة دائمة” ليست سوى كلمات فارغة بلا أثر، طالما أن فرنسا وأوروبا كلها تقف عاجزة أمام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.

الولايات المتحدة، من جانبها، لا تكتفي بالسكوت، بل توفر الغطاء السياسي الكامل للاحتلال، وتحول دون أي قرار دولي يوقف هذه المجزرة. بكلمات أوضح: واشنطن شريكة مباشرة في جرائم الحرب ضد غزة.

الصمت العربي: تواطؤ معلن

أين الدول العربية؟ لا بيانات الشجب ولا مؤتمرات العواصم تردع الاحتلال. هذا الصمت لم يعد حياداً، بل تواطؤاً يشرعن المذبحة. سيأتي اليوم الذي تمتد فيه النيران إلى العواصم الصامتة، وعندها لن يجدي البكاء ولا الندم.

نحو انفجار إقليمي

وفي مؤشر خطير، أعلن الاحتلال قصف مواقع ومخازن تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بزعم أنها خرق للتفاهمات. هذا التطور قد يعني أن “عربات جدعون 2” ليست فقط ضد غزة، بل مقدمة لتوسيع رقعة الحرب إقليمياً، وإشعال مواجهة شاملة في المنطقة.

الخلاصة

عملية “عربات جدعون 2” ليست إلا جريمة حرب معلنة، وهروباً يائساً من فشل الاحتلال في الميدان. نتنياهو يغامر بجيشه وبالمنطقة كلها، فيما يقف العرب متفرجين، والغرب متواطئاً، وواشنطن راعيةً رسميةً للإبادة.

لكن غزة، كما أثبتت خان يونس، لن تركع. الاحتلال لن يخرج بنصر، بل بجراح أعمق وخسائر أفدح، فيما تبقى الحقيقة الساطعة: أن غزة رغم جراحها، أقوى من أن تُهزم.

مراجع:

صحيفة معاريف العبرية (18 أغسطس 2025) – تقرير عن فشل الشاباك في خان يونس.

وكالة رويترز (19 أغسطس 2025) – تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

قناة الجزيرة (19 أغسطس 2025) – بيانات حماس حول موافقتها على مقترح الوسطاء.

أسوشييتد برس (AP) – تقارير عن الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان.

اقرأ أيضا:طريق القــدس .. نحو تحالف إسلامي إنساني لإنقاذ غـــــزة

الصورة أرشيفية لغزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى