اخبار محليةكتابات فكرية

صنعاء تصبر فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ

صنعاء تصبر فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ

  • عبد الرحمن مطهر

صنعاء تصبر فوقَ صبرِ الصبرِ.. لكن لا انخذالْ

الخميس 11 سبتمبر 2025-

حتى عصر اليوم الخميس لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال الجثث من تحت الأنقاض، جراء العدوان الإرهابي الصهيوني الغادر والجبان الذي استهدف التوجيه المعنوي وصحيفتي 26سبتمبر واليمن في منطقة التحرير عصر أمس الأربعاء وتحديدا الساعة الخامسة إلا ربع مساء.

العدوان خلف الكثير من الضحايا ما بين شهيد وجريح، معظم الضحايا من الزملاء الصحفيين والإعلاميين والاداريين العاملين في التوجيه المعنوي، بالإضافة إلى العديد من الضحايا من المدنيين المارة، وكذلك سكان بعض المنازل المجاور التي تهدمت فوق رؤوس سكانها كأسرة الضمدي والتي انتهت بالكامل، ومعظمهم نساء وأطفال.

كما أن منطقة التحرير كما يعلم الجميع منطقة مزدحمة باعتبارها في قلب العاصمة صنعاء، ومنطقة تجارية  بها العديد من المحلات التجارية والمطاعم وغيرها والاستهداف جاء في وقت الذروة .

كان ليل العاصمة صنعاء مساء أمس الأربعاء ليلة الخميس ليلة موحشة، يكسوها الغبار ورائحة للموت والبارود، فقط كان صوت سيارات الإسعاف يكسر هدوء هذه الليلة الكئيبة الموحشة، والتي اكدت لنا ما يعانيه أطفال ونساء قطاع غزة.

لم يكن يتوقع أحد أن تقطع طائرات العدو الصهيوني كل هذه المسافة من فلسطين المحتلة إلى قلب حي التحرير، أحد أقدم أحياء العاصمة ومركزها الحيوي المزدحم بالسكان والمارة، ليستهدف امرأة نزلت للتو من الحافلة ، أو لاستهداف طالبة جامعية عادت توها من محاضراتها في جامعة صنعاء، كالطالبتين في كلية الطب صفية الحطاب وماريا الجعفري، أو لاستهداف سائق ميكرو باص باعت والدته أو زوجته كل ما تملك من ذهب وتدينت فوقه مبلغ آخر لشراء هذا الباص حتى يستطيع الابن أو الزوج العمل عليه لتوفير ما تيسر من مصاريف أسرته.

الزميل الصديق الشهيد عبدالعزيز الشيخ

لم نكن نتخيل جميعا أن تقطع طائرات العدو القبيحة كل هذه المسافة لاستهداف زميلنا وصديقنا العزيز عبدالعزيز الشيخ، الصحفي المثابر في عمله بصحيفة 26سبتمبر هو وزملائه الصحفيين والإعلاميين والاداريين وجميعهم مدنيون.

للأسف هناك من بين جلدتنا من يبرر للعدو استهداف الزملاء الصحفيين تحت مبرر انهم يعملون مع من يسميهم بالحوثي ، نقول لهؤلاء الذي باعوا ضمائرهم وانفسهم مقابل المال الحرام ، لقد استهدف العدو بشكل مباشر الصحفية شيرين أبو عاقلة قبل انطلاق السابع من أكتوبر وهي بالتأكيد ليست حمساوية ولا حوثية ، فماذا انتم قائلون يا عبيد بني صهيون.

 تروي أم مرام والتي كانت ذاهبة لزيارة قريبتها المريضة قائلة أنها نزلت من الحافلة القادمة من نقم في مديرية آزال إلى التحرير، وبمجرد نزولها من الحافلة في الموقف بمنطقة الرادع ، حتى شعرت وانها تطير في الهواء جراء الضغط بسبب الضربة الأولى التي استهدفت صحيفة 26 سبتمبر ، أصيبت بعدة جروح من الشضايا المتطايرة من زجاجات المنازل المجاورة ، اخذها أحد الجنود وادخلها إلى بيت مجاور ليحميها من الشضايا .

وتتابع قائلة شاهدت الموت والجثث والجرحى، شاهدت الخراب والدمار والغبار والنار، الشارع كان مزدحم باصات وسيارات نساء وأطفال ناس كثر.

حاليا أم مرام في منزلها بعد ان ارتفع لها السكر إلى أكثر من 500 وهي لم تكن تعاني من السكري من قبل ولا تسطع الحركة بسبب الجروح التي تملأ جسدها.

الصحفي الزميل منصور الآنسي

اتصلت مساء امس بالزميل الصحفي والصديق العزيز منصور الآنسي والذي يعمل في صحيفة 26سبتمبر ، الحمد لله طمأنني على صحته ، كان منصور في حوش الصحيفة واستطاع الهروب مع أول انفجار ، لكنه أصيب بإصابات في راسه وفي يديه وكضوض في مختلف انحاء جسده.

زملاء كثر حاولت الاتصال بهم مساء امس وكانت معظم التلفونات مقفلة أو مشغولة ، واليوم الخميس رد عليا البعض واطمأنت عليهم وعلمت من خلالهم انه استشهد وأصيب العديد من الزملاء المرابطين في مقر أعمالهم. 

 ووفق وزارة الصحة، أوقعت الغارات 35 قتيلاً و131 مصاباً في صنعاء والجوف، غير ان هذا العدد بالتأكيد مرشح للزيادة، حيث أوردت هذه الأرقام الأولية في الوقت الذي ما زالت فيه فرق الدفاع المدني ترفع الأنقاض للبحث عن الضحايا. وخيم الحزن في أوساط السكان على ضحايا الغارات الإسرائيلية، حيث لاحظت بأن عدداً من المباني دُمرت كلياً وسُوِّي بالأرض وتضررت معظم المنازل في حي التحرير، لا سيما وهي منازل شعبية، كمات تضرر المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي وجامع قبة المتوكل التاريخي ومبنى البنك اليمني للإنشاء والتعمير، وانتُشل عشرات القتلى والمصابين من تحت الأنقاض، بينهم نساء وأطفال”.

هذا هو حظ صنعاء التاريخ والحضارة التي صبرت فوقَ صبرِ الصبرِ لأكثر من عشر سنوات صبرت على عدوان الشقيق وعدوان اليهود .. لكن لا انخذالْ، كل ذلك من اجل دعم ومساندة شعب يذبح من الوريد إلى الوريد وسط صمت عربي ودولي مخز ومذل وفاضح.

حاليا نحن أمام عدو مجرم متوحش يرتكب كل الجرائم بدعم مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، دمر قطاع غزة بالكامل، ويستهدف اليمن لا لشيء سوى ان الشعب اليمني يدعو لوقف المجازر والابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، دمر جنوب لبنان لذات السبب ، يدمر سوريا ، ومساء الثلاثاء قصف العاصمة القطرية الدوحة ، الحليف الاستراتيجي لواشنطن ، بل ويهدد بانه سيستهدفها مرارا وتكرارا وسيستهدف أي عاصمة عربية تأوي قيادات فلسطينية.

العدو الفلسطيني يرتكب كل هذه المجازر وكل هذه الفضائع سيأتي الدور حتما على القاهرة وأبو ظبي والرياض وكل العواصم العربية لتنفيذ مشروعه التاريخي “إسرائيل الكبرى”.

العرب اليوم أمامهم خيار واحد فقط وهو التوحد لمواجهة غطرسة الكيان اللقيط المدعوم أمريكيا وإلا فأنه لا مفر فالتوحش الصهيوني سيلتهم الجميع ، ولن يرحم حتى المهرولين للتطبيع معه .

اقرأ أيضا:ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى