سقوط الطائرات والنجاة من الموت المحقق ..طائرة اليمنية أحداها
سقوط الطائرات والنجاة من الموت المحقق ..طائرة اليمنية أحداها
السبت19أغسطس2023 أظهرت عدة كوارث جوية أن فرصة النجاة لا تنعدم تماما في حوادث تحطم طائرات الركاب في الجو، ويولد أحيانا البعض كما يقال في “ثيابهم” ويمنحون عمرا جديدا، فالأجل لم يحن بعد.
“جدتكم فاطمة تبحث عنكم.. ابقوا في أماكنكم نحن قادمون لإنقاذكم”!
الإحصاءات تؤكد أن الطيران وسيلة انتقال أكثر أمنا بكثير من السيارات لكن في حال سقوط الطائرة من النادر جدا العثور على ناجون.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال يلقى عدد أكبر من الأشخاص حتفهم في حوادث السيارات كل عام، أكثر من حوادث الطائرات في تاريخ النقل الجوي بأكمله.
وعلى الرغم من أن طائرات ركاب تحطمت في عدة مناسبات ولم ينج أحد، إلا أن البعض نجا بأعجوبة من موت محقق في كوارث جوية، نستعرض منها 7 حالات.
الكارثة الجوية الأولى:
سقطت طائرة لوكهيد “إل -188 إلكترا” تابعة لشركة طيران “لانسا” البيروفية إثر تعرضها لعاصفة رعدية شديدة في 24 ديسمبر 1971، في عمق الغابات المطيرة على بعد حوالي 500 كيلومتر من العاصمة ليما.
كانت الفتاة جوليان كوبكي البالغة من العمر 17 عاما مثبته بالحزام في أحد المقاعد في صف انفصل عن بقية الجسم. سقطت الفتاة فيما كانت الشظايا تدور مثل شفرة المروحية، إلا أن سقوطها على تيجان الأشجار الكثيفة خفف من وقع الضربة.
تعرضت لعدة كسور وخدوش، وتضررت عينها اليمنى، وتغطى جسمها بالكدمات والخدوش، ومع ذلك لم تفقد الفتاة المحظوظة وعيها ولا قدرتها على الحركة.
بقيت الفتاة وحيدة تعاني من مختلف الأخطار في الغابة الموحشة، إلا أنها تمكنت من الصمود بفضل والدها وهو عالم أحياء كان علمها قواعد العيش في الغابات النائية. لاحقا انجرفت مع تيار النهر، وانتهت محنتها التي تواصلت 9 أيام بعد أن صادفت صيادين أنقذوها وقاموا بإسعافها.
الكارثة الجوية الثانية:
انفجرت في الجو طائرة ركاب يوغوسلافية طراز “دوغلاس دي سي -9 ” كانت في طريقها في 26 يناير 1972 من كوبنهاغن إلى زغرب بالقرب من بلدة “صربسكا كامينيس” في تشيكوسلوفاكيا على ارتفاع 10160 مترا.
كان سبب المأساة، بحسب السلطات اليوغوسلافية في ذلك الوقت، قنبلة زرعها إرهابيون كرواتيون على متن الطائرة.
تحولت الطائرة في الجو إلى أشلاء، وتساقط الحطام وهوت مضيفة تدعى فيسنا فولوفيتش عمرها 22 عاما كانت تجلس في منتصف الطائرة، وتصادف أن سقطت على أشجار مكللة بالثلوج وعثر عليها فلاح بعد وقت قصير، وكانت هي الأخرى الناجية الوحيدة من الكارثة وإن بقيت شهورا طويلة تحت العلاج من بينها 27 يوما في غيبوبة.
هذه الفتاة المحظوظة التي كانت عوضت في تلك الرحلة المنكوبة زميلة لها تحمل نفس الاسم، دخلت في عام 1985 موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأعلى قفزة من دون مظلة.
الكارثة الجوية الرابعة:
حدثت هذه الكارثة الجوية في اليابان في 12 أغسطس عام 1985، وكانت الأكبر من نوعها بالنسبة لعدد الضحايا في تاريخ الطيران العالمي.
تحطمت طائرة “بوينغ 147 إر آر” تابعة للخطوط الجوية اليابانية أثناء توجهها من طوكيو إلى أوساكا وعلى متنها 524 راكبا.
بعد 12 دقيقة من إقلاعها، انكسر مثبت الذيل العمودي للطائرة، ونتيجة لذلك حدث انخفاض في الضغط داخل الطائرة، وتوقفت جميع الأنظمة الهيدروليكية.
في تلك الظروف القاسية، حاول الطاقم في استماتة الحفاظ عليها في الجو وتفادي سقوطها. تمكنوا من ذلك لمدة 32 دقيقة قبل أن تتحطم بالقرب من جبل “تاكاماغاهارا”، على بعد 100 كيلومتر من طوكيو.
رجال الإنقاذ لم يتمكنوا من الوصول إلى منطقة التحطم الوعرة إلا صبيحة اليوم التالي ولم يكونوا يتوقعون العثور على ناجين، ومع ذلك عثروا على أربعة دفعة واحدة، وهم المضيفة “يومي أوتياي” البالغة من العمر 24 عاما، و”هيروكو يوشيزاكي”، البالغة من العمر 34 عاما مع ابنتها “ميكيكو”، البالغة من العمر 8 سنوات و”كيكو كاواكامي”، البالغة من العمر 12 عاما.
أطلق في اليابان على الناجين لقب “المحظوظين الأربعة”، وكان جميع الناجين يجلسون في قسم الذيل أثناء الرحلة، في المنطقة التي تمزق فيها هيكل الطائرة. لاحقا تبين أن تأخر وصول فرق الإنقاذ تسبب في وفاة مسافرين آخرين كانوا على الأرض أحياء لكنهم توفوا متأثرين بإصاباتهم ومن البرد الشديد!
الكارثة الجوية الخامسة:
من مطار ديترويت بالولايات المتحدة، أقلعت في 16 أغسطس عام 1989 طائرة ماكدونيل “دوغلاس دي سي 9-82” تابعة لشركة نورث ويست إيرلاينز، على متنها 154 شخصا، من بينهم فتاة تدعى سيسيليا سيشان، تبلغ من العمر 4 سنوات، وكان والداها وشقيقها البالغ من العمر ست سنوات معها في الرحلة.
بدأت الطائرة في التأرجح عند الإقلاع، ولمست سارية الإضاءة بالجناح الأيسر، وانكسر جزء من الجناح واشتعلت فيه النيران. انحرفت الطائرة بعد ذلك إلى اليمين، واخترق الجناح الآخر سقف مكتب لتأجير السيارات. تحطمت الطائرة على المدرج وانقسمت إلى قطع واشتعلت فيها النيران. وتناثر الحطام وجثث الضحايا على مساحة واسعة.
لم يعثر رجال الإنقاذ على أحياء في البداية إلى أن سمعوا أنينا لطفل صغير بين الحطام، وتبين أنه لطفلة عمرها 4 سنوات، تعرضت لكسور في الجمجمة وفي الساق وعظمة الترقوة وحروق من الدرجة الثالثة. أجريت للطفلة عدة عمليات جراحية على الجلد لإزالة آثار الحروق وتمكنت من التعافي تماما وكانت الناجية الوحيدة.
الكارثة الجوية السادسة:
في منطقة مستنقعات في كولومبيا، تحطمت في 11 يناير 1995 طائرة “ماكدونيل دوغلاس دي سي 9-14″، كانت متوجهة من بوغوتا إلى قرطاجنة وعلى متنها 47 راكبا وطاقم يتكون من 5 أفراد.
سقطت من الطائرة قبل تحطمها الطفلة إيريكا ديلجادو البالغة من العمر 9 سنوات، وذكرت لاحقا أن والدتها دفعت بها بعد انقسام الطائرة في الجو، ومن حسن الحظ أنها سقطت على كومة ضخمة من الطحالب، كانت بالنسبة لها مثل وسادة أمان.
كانت الطفلة مسافرة مع والديها وشقيقها الأصغر، وكانت الناجية الوحيدة من الكارثة الجوية، وخرجت من الكارثة بذراع مكسورة فقط، لكنها أصبحت يتيمة تماما.
الكارثة الجوية السابعة
الكارثة الأخيرة كانت لطائرة “إيرباص إيه-310-300” تابعة للخطوط الجوية اليمنية وحدثت في 30 يونيو 2009.
الرحلة رقم 626 من باريس إلى جزر اليمن عبر صنعاء توقفت بتحطم الطائرة في المحيط الهندي في المياه الإقليمية لجزر القمر قبل دقائق قليلة من الهبوط ، وتضاربت التصريحات حينها ، حيث يقول البعض أن سقوطها بصاروخ فرنسي أثناء تدريبات لسلاح البحرية الفرنسية ، والبعض يشير إلى خلال فني في الطائرة ايرباص.
باهية بكاري البالغة من العمر 13 عاما، كانت نائمة وقت الكارثة، ولم تستيقظ إلا في الماء بكسور وكدمات. تمكنت من الوصول إلى قسم طاف من حطام الطائرة، وعلى ظهره بقيت تسع ساعات على هذا الوضع، لكنها لا تعلم سبب سقوط الطائرة.
بنهاية المطاف عثر عليها صيادون نقلوها إلى المستشفى، وظن الكثيرون أنها سقطت من قوارب هجرة غير شرعية ولم يصدقوا في البداية أنها نجت من الكارثة الجوية، وكانت الوحيدة من بين 153 شخصا.