رسالة إلى القاسم في الذكرى الأولى لرحيله ..

رسالة إلى القاسم في الذكرى الأولى لرحيله ..

بقلم / لطف لطف قشاشة
الثلاثاء27مايو2025_
إلى القامة الإنسانية السياسية الأدبية الفذة ..
غالى من عاش ثابتا على دينه مؤمنا بمبادئه رافضا أن يتسلط الزيف على رقاب الأمة مناوئ لقوى الظلام والطغيان حتى لقي الله راضيا مرضيا ..
إلى الراحل الباقي بيننا نتنفس وعيا ورشدا من معين أفكاره ومبادئه ورؤاه التي أكتسبها من حرثه في حقول المعرفة وانبتت ثمارا من أصناف الفكر الإنساني بشمولية قل أن يحتويها شخص بمفرده، إلا إذا كان قاسما أو من هو مثل قاسم ..
إليك في الذكرى الأولى لرحيلك عن دنيانا إلى آخرتك التي تجد فيها جدك الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مستبشرا به ومستبشرا بك، فقد استوعبت رسالته الشاملة الإنسانية وتيقنت إنها ثابتة على قواعد العدل والخير والشورى، صالحة للثقلين تجعل الخليفة الذي استخلفه خالقه في هذه المعمورة قادرا على تحمل عبء الإستخلاف، كيف لا وهو الذي خلق في أحسن تقويم ..
إليك أيها المرضي عنه، ابعث حروفي الناطقة بكل معاني الإجلال والتقدير لك حينما رأيناك فكرا تتمحور حوله قيم الصدق والثبات والإنسانية سلوكا شخصيا يتحرك في محيط الفكر والسياسة والأدب، ليرسل مع هذه الحركة مؤشرات تضع المتأمل إليك والى عناوين حركتك وسكونك أنها تنظر كمالا بشريا استقاه من حسن منبت أسري، ومن صبر مظلوم تتابعت عليه المحن شتى لأنه إنسان رفض أن يعيش مع التائهين حين حمل موروث التنوير من والده الشهيد ورجالات التغيير المنشود ..
سيدي القاسم بن علي، ما دفعني لمخاطبتك بعد رحيلك هو إنني لم احظ بهذا الشرف وقت حياتك فأنت كنت الحاضر الغائب الحاضر بمشروعه الاتحادي الغائب بجسده الذي آثرت أن تبتعد به عن وطنك لأنك كنت تخشى أن تفقد إنسانيتك إن أنت رضيت بالعيش فيه مع الطغاة والمتسلطين ومعاشر الكهنوت والمتزلفين ..
لهذا ها أنا ذا أخاطب فيك عظمة صبرك وعنفوان ثباتك وحقيقة إيمانك بربك وبدين جدك الخاتم ..
أستاذنا القاسم، كثيرون هم أولئك الذين تظهر ملامح بروزهم حينما يظهرون على سطح الأحداث بسرعة ويختفون أيضا بسرعة لأن ظهورهم يا سيدي كان بتأثير خارجي ألقى عليهم هالة من التلميع والترويج الممنهج حتى صاروا حديث الساعة أو الفكرة أو القضية الراهنة، ولأنهم من راكبي الموجة فقد وجد المتحكمون الطغاة فيهم ضالتهم فعملوا على تلميعهم لا لأنهم لوامع أو نوابغ وإنما لأنهم راضون بان يكونوا أدوات لمحركيهم، فإذا بهم يرحلون بعد أن يؤدون دورهم المعد سلفا لهم ككمبارس في مسرح الحياة وهؤلاء كثر في مسيرة الحياة يرضون بهذه الأدوار لأنهم لا شيء فيظهرون كل شيء ويغيبون بلا شيء بينما انتم سيدي القاسم ظل تأثيركم طيلة عمركم تأثير الشخصية المحورية في الأحداث المتلاحقة لأنكم بكل صراحة رفضتم أن تكونوا أداة من أدوات الزيف أو أن يختار الآخرون لكم أدوارا لا تتناسب وفكركم وثباتكم وانتمائكم للحقيقة لا للزيف، لهذا ظللتم منبرا للحقيقة ومدرسة للحق في زمن الأباطيل والتظليل ..
لهذا يا رضوان الله عليك أخاطبك من دنيانا بعد أن غادرتها وأنت تحمل هم امة جدك آمرا بالمعروف ناه عن المنكر تقف إلى صف قضاياها العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ما بدلت في سلوكك هذا ومنهجك تبديلا ..
أخاطبك بعد عام من رحيلك، باعثا إليك تباشير النصر الذي تحرزه قوى الحق والجهاد بعدما تحقق وشاهدت ما تحقق من تباشير طوفان الأقصى بنفسك قبل رحيلك ..
اليوم لم تعد فلسطين لوحدها فها هو شعب الإيمان يقف مساندا لها هو والقوى الخيرة من أبناء امتنا العربية والإسلامية ..
ولكن آه وألف آه يا،سيدي فما كنت تحذر منه وتقارعه في حياتك لقوى الظلام والعبودية من أنظمة البغي والدكتاتورية والتسلط والفردية هاهم اليوم يقفون صفا بصف مع الصهيونية العالمية بل ويجاهرون بذلك عيانا بيانا ..
لكن يا سيدي القاسم لن يمروا وحاشا أن نجعلهم يمرون طالما وأننا من مدرستك ومدرسة آبائك وأجدادك مدرسة الحق والجهاد، التي تعلمنا أسسها منك ومن أخيك المؤسس الراحل إبراهيم بن علي الوزير رحمه الله، نقولها بثبات أنهم لن يمروا فهم إلى زوال، وأمة العدل والخير والشورى هي المنتصرة، فنم قرير العين فما تمنيته وجاهدت من اجله أثمر اليوم فتحا موعودا وجهادا مقدسا ..
سيدي الكريم في حياته الكريم بعد رحيله الكلام ذو شجون وفي الحشا داخلي ما فيه فلا زال في تفاصيل الرحلة إلى الخلاص منغصات جمة ،تعيق اتحاد الأمة وحاكمية الإسلام لكننا على يقين أن ما أورثتموناه سيكون خير زاد فقد أورثتمونا التقوى والصبر على المكاره وتحمل تبعات الرسالة الإنسانية فتلقفنا ما أورثتمونا كما تلقفتم ما ورثتموه وسنسير كما سرتم وسنصبر كما صبرتم حتى نلقى الله ورسوله ونلقاكم على العهد ..
والله المعين والمؤيد ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
• نائب الأمين العام أمين أمانة الدعوة والفكر
اقرأ أيضا:الأستاذ النعيمي يكتب عن الضوء الذي لا ينطفئ
