رئيس كولومبيا : الفيتو الأمريكي دمر آمال الدبلوماسية ولا بد من إنشاء جيش لتحرير فلسطين

رئيس كولومبيا : الفيتو الأمريكي دمر آمال الدبلوماسية ولا بد من إنشاء جيش لتحرير فلسطين
السبت 27 سبتمبر 2025-
ما يقله الزعماء العرب من أصحاب الجلالة وأصحاب السمو وأصحاب الفخامة، قاله الرئيس الكولومبي؛ حيث دعا إلى إنشاء جيش من المتطوعين لتحرير الأراضي الفلسطينية، في اغرب مواقف مخزية ومذلة للدول العربية والإسلامية.
مؤكدا أن ليس لديه مشكلة مع الإسرائيليين، وأن لديه العديد من الأصدقاء اليهود، لكن ما يجري في غزة هي إبادة جماعية، وأن أحداث غزة لم تعد مشكلة تخص الدول العربية أو السلطة الفلسطينية فحسب، بل أصبحت قضية مشتركة للبشرية جمعاء.
في هذا الصدد قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إن ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، مجددا دعوته لإنشاء جيش دولي من أجل حماية الإنسانية وتحرير فلسطين.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته أمس الجمعة في مظاهرة داعمة لفلسطين ومنددة بإسرائيل بميدان تايمز سكوير في نيويورك.
وذكر بيترو أن ما يحدث في غزة هو “إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، ولا يمكن تفسيره بطريقة أخرى، الهدف هو القضاء على الشعب الفلسطيني”.
وأشار بيترو إلى أنه قدّم توصيات بشأن غزة في خطابه أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف “لقد دمر الفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن الدولي كل آمال الدبلوماسية، يُظهر لنا التاريخ البشري أنه عندما تبقى الدبلوماسية دون حل، من الضروري الانتقال إلى المرحلة التالية”.
وتابع “عندما تقع إبادة جماعية، تكون جريمة ضد الإنسانية قد ارتكبت، فلا بد من محاسبة المسؤولين”.
ولفت إلى أن الناس يبدون ردة فعل أكبر يوما بعد يوم ضد تلك الإبادة. وقال “ليس لدينا أي مشاكل لا مع الشعب الإسرائيلي ولا مع اليهود، في الواقع، لديّ العديد من الأصدقاء اليهود”.
وجدد دعوته لجميع دول العالم الرافضة للإبادة الجماعية بغزة لإنشاء جيش قوي على أساس تطوعي، من أجل حماية الإنسانية وتحرير فلسطين.
وخاطب الجنود الأميركيين قائلا: “لا تصوّبوا صواريخكم ضد الإنسانية، لا تنحنوا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل اخدموا الإنسانية”، وفق تعبيره.
وأضاف “أنحني احتراما لجميع جنود أميركا الشمالية الذين قاتلوا وفقدوا أرواحهم في أوروبا ضد الزعيم الألماني أدولف هتلر، لا تنسوا البطولة التي أظهرها أسلافكم”، داعيا الإنسانية إلى رفع صوتها مجددا كما فعلت مع النازية.
وأكد أن أحداث غزة لم تعد مشكلة تخص الدول العربية أو السلطة الفلسطينية فحسب، بل أصبحت قضية مشتركة للبشرية جمعاء.
وقال “إذا زالت فلسطين، زالت الإنسانية، أدعو جميع الأمم والدول إلى إنشاء جيش قوي لحماية الإنسانية، على أساس التطوع، وستقوم كولومبيا بما يقع على عاتقها في إنشاء هذا الجيش”.
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، دعا بيترو إلى توحيد جيوش الدول التي ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من أجل تحرير فلسطين.
وبررت الخارجية قرارها بما سمّته تصرفات بيترو المتهورة والتحريضية، قائلة إنه “حرض الجنود الأميركيين على العصيان واستخدام العنف”.
ماذا قال الرئيس الكولومبي في نيويورك؟
دعا بيترو، دول العالم وشعوبها “للانضمام إلى الجيوش وحمل السلاح”، قائلاً: “يجب أن نحرر فلسطين”.
وأضاف: “أدعو جيوش آسيا وشعوب السلاف الذين هزموا هتلر ببسالة، وجيوش أمريكا اللاتينية – جيوش بوليفار وغاريبالدي (الذي قاد جيشاً أيضاً في إيطاليا)، وسان مارتن، وأرتيغاس، وسانتا كروز. لقد اكتفينا من الأقوال”.
واستحضر بيترو رموز التحرر في أمريكا اللاتينية، مثل سيمون بوليفار، قائد استقلال أمريكا الجنوبية عن إسبانيا، وجوزيبي غاريبالدي، المناضل لتوحيد إيطاليا، وخوسيه دي سان مارتن، الزعيم الأرجنتيني الثوري، وخوسيه خيرفاسيو أرتيغاس، مؤسس الهوية الوطنية في الأوروغواي، وأندريس دي سانتا كروز، الزعيم العسكري البوليفي.
وذكّر بكلمات بوليفار: “الحرية أو الموت”، معتبراً أن “القصف لا يستهدف غزة وحدها، ولا الكاريبي فقط كما يحدث الآن، بل الإنسانية التي تنادي بالحرية”.
وتابع: “من واشنطن ومن حلف الناتو تُقتَل الديمقراطية وتُصنع تيارات استبدادية وشمولية على مستوى عالمي. علينا أن نرفع العلم الأحمر والأسود للحرية أو الموت الذي رفعه بوليفار، إلى جانب اللون الأبيض رمز السلام والأمل، حتى يبقى هناك رجاء للحياة على الأرض وفي قلوب البشر”.
كما شدد على أن “الولايات المتحدة لم تعد تُعلّم الديمقراطية بل تقتلها عبر سياساتها تجاه المهاجرين وجشعها، فهي اليوم تُعلّم الطغيان”. ودعا الأمم المتحدة إلى “البدء بتغيير جذري عبر وقف الإبادة في غزة والعمل بفعالية تشبه فعالية جيش من أجل خلاص العالم”.
من هو غوستافو بيترو؟
يُعد بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا. في شبابه انضم إلى حركة إم-19 (حركة 19 أبريل) اليسارية المسلّحة، قبل أن يتحول إلى العمل السياسي ضمن التيار التقدمي والديمقراطي. هذه الخلفية جعلته يتبنى خطاباً يربط بين التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار، وهو ما ينعكس بوضوح في مواقفه الدولية.
منذ توليه الحكم عام 2022، حرص على تقديم كولومبيا كلاعب جديد في “الجنوب العالمي”، يسعى إلى إعادة التوازن في العلاقات الدولية بعيداً عن الهيمنة الأمريكية. وقد وجّه مراراً انتقادات حادة لسياسات واشنطن في أمريكا اللاتينية ومناطق النزاع العالمية.
كذلك، أصبحت القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في خطابه؛ ففي أعقاب الحرب في غزة، اتخذ خطوات غير مسبوقة، منها طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الكولومبية بوغوتا وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، كما وصف مراراً ما يحدث في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، ما جعله من أبرز الأصوات المدافعة عن الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية.
بالنسبة له، فلسطين ليست قضية بعيدة عن الواقع الكولومبي أو اللاتيني، بل امتداد لمعركة عالمية ضد الاستعمار والهيمنة. ولهذا كثيراً ما يقارنها بتاريخ حركات التحرر في أمريكا الجنوبية.
كولومبيا، التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين عام 2018، تَعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية، وتدعو إلى “سلام دائم على أساس حل الدولتين”.
وفي يوليو/تموز الماضي، نشر بيترو مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية شدد فيه على أن للحكومات واجباً أخلاقياً وقانونياً في مواجهة إسرائيل بسبب حربها على غزة وانتهاكها للقانون الدولي، محذّراً من أن التقاعس يجعل المجتمع الدولي شريكاً في الجرائم ويقوّض النظام العالمي. وأشار إلى أن كولومبيا علّقت صادرات الفحم إلى إسرائيل، بينما رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وحظرت ماليزيا دخول السفن الإسرائيلية إلى موانئها.
وختم بالتأكيد أن الفلسطينيين “يستحقون العدالة”، وأن التاريخ “سيحاسب من يتقاعس عن هذه المسؤولية”.
اقرأ أيضا:بعد انسحاب معظم الوفود.. نتنياهو يخاطب نفسه بقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة