دراسة قانونية .. ماذا يعني تصنيف أمريكا لأنصار الله بمنظمة إرهابية وما تداعياته على مساعي السلام في اليمن؟
دراسة قانونية .. ماذا يعني تصنيف أمريكا لأنصار الله بمنظمة إرهابية وما تداعياته على مساعي السلام في اليمن؟
دراسة قانونية .. ماذا يعني تصنيف أمريكا لأنصار الله بمنظمة إرهابية وما تداعياته على مساعي السلام في اليمن؟
الاحد2فبراير 2025_ قبل أيام صنفت الولايات المتحدة الأمريكية أنصار الله في اليمن كجماعة أرهابية أجنبية ، وذلك لموقف اليمن الداعم والمساند لقطاع غزة، أمام أبشع عدوان عرفته البشرية.
ماذا يعني تصنيف الولايات المتحدة الأمريڪية لجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وما تداعياته على السلام في اليمن؟
هذا ما طرحناه في صوت الشورى على أستاذ القانون الدولي الدكتور عبدالرحمن المؤلف ،نائب عميد كلية الشريعة بجامعة عمران، والذي بدوره رد على أسئلتنا بما قد يكون خارطة طريق أو دراسة متكاملة لمعالجة تداعيات وتجاوز هذا القرار
_ ماذا يعني تصنيف الولايات المتحدة الأمريڪية لجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وما تداعياته على السلام في اليمن؟
تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO) يعني أن الحكومة الأمريكية تعتبر هذه الجماعة منظمة تشكل تهديداً إرهابياً دولياً. ويترتب على هذا التصنيف عدة تداعيات قانونية وسياسية واقتصادية تهدف إلى عزل المنظمة وتقييد أنشطتها. من بين هذه التداعيات:
- تجريم الدعم المادي: يُعتبر تقديم أي دعم مادي أو موارد للجماعة جريمة بموجب القانون الأمريكي، بما في ذلك الأموال، الأسلحة، أو حتى المساعدة غير المادية.
- تجميد الأصول: يتم تجميد جميع الأصول المالية التابعة للجماعة داخل الولايات المتحدة أو التي تقع تحت السيطرة الأمريكية.
- حظر السفر: يمكن رفض منح التأشيرات أو دخول أعضاء الجماعة أو داعميها المحتملين إلى الولايات المتحدة.
- التعاون الدولي: يشجع التصنيف الدول الأخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الجماعة وفرض قيود عليها.
- عقوبات اقتصادية: يمكن أن يؤدي التصنيف إلى فرض عقوبات على الدول أو الكيانات التي تتعامل مع الجماعة أو تدعمها.
وأكد الدكتور المؤلف بأن هذا التصنيف يُستخدم كأداة سياسية وأمنية لزيادة الضغط على المنظمات المستهدفة، وتضييق الخناق عليها دولياً، ومنعها من استخدام النظام المالي العالمي.
تصنيف الولايات المتحدة لجماعة ما كمنظمة إرهابية أجنبية” (FTO) يحمل تداعيات قانونية واقتصادية تهدف إلى تقييد أنشطة هذه الجماعة والحد من تأثيرها. من أبرز هذه التداعيات:
- تجريم الدعم المادي: يُحظر على الأفراد والكيانات الأمريكية تقديم أي دعم مادي أو موارد للجماعة المصنفة، بما في ذلك الأموال، الأسلحة، أو المساعدات التقنية.
- تجميد الأصول: تُجمَّد جميع الأصول المالية التابعة للجماعة داخل الولايات المتحدة أو التي تقع تحت الولاية القضائية الأمريكية، مما يعيق قدرتها على الوصول إلى النظام المالي العالمي.
- حظر التعاملات المالية: يُمنع الأشخاص الأمريكيون من المشاركة في أي معاملات مالية أو تجارية مع الجماعة المصنفة، مما يزيد من عزلتها الاقتصادية.
- حظر السفر: يمكن رفض منح التأشيرات أو دخول أعضاء الجماعة أو داعميها المحتملين إلى الولايات المتحدة، مما يحد من حركتهم الدولية.
- التعاون الدولي: يشجع التصنيف الدول الأخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الجماعة، مما يزيد من الضغط الدولي عليها.
هذه الإجراءات تهدف إلى تقويض قدرات الجماعة المصنفة على تنفيذ أنشطتها وتقليل تأثيرها على السياسات الأميركية الدولية.
الجماعات التي سبق وصنفتها الولايات المتحدة الأمريڪية على هذه القائمة
تُصدر وزارة الخارجية الأمريكية قائمة بالمنظمات المصنفة كمنظمات إرهابية أجنبية” (FTOs) بموجب قانون الهجرة والجنسية. تتضمن هذه القائمة العديد من الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديدًا إرهابيًا. من أبرز هذه المنظمات:
1)القاعدة: شبكة إرهابية دولية مسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر 2001 وغيرها من العمليات الإرهابية حول العالم.
2) حزب الله: منظمة لبنانية مسلحة مدعومة من إيران، متورطة في أنشطة إرهابية متعددة.
3) حركة حماس: جماعة فلسطينية مسلحة تسيطر على قطاع غزة، وتُعتبر مسؤولة عن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
4) حركة الشباب: جماعة صومالية متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة، تنفذ هجمات في شرق أفريقيا.
5) تنظيم الدولة الإسلامية (داعش): جماعة متطرفة سيطرت على أجزاء من العراق وسوريا، وارتكبت فظائع جماعية.
جميع تلك التصنيفات والمبررات تمثل وجهة نظر الإدارة الأمريكية السياسية وليست الحقيقية بالضرورة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت وزارة الخارجية الأمريكية في مايو 2022 بإلغاء تصنيف خمس منظمات من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي:
1) منظمة إيتا الباسكية: جماعة انفصالية إسبانية كانت تنشط في إقليم الباسك.
2) أوم شينريكيو: طائفة يابانية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين في مترو طوكيو عام 1995.
3) مجلس شورى المجاهدين في محيط القدس: جماعة متشددة كانت تنشط في قطاع غزة.
4) حركة كهانا حيّ: منظمة يهودية متطرفة تأسست في الولايات المتحدة وانتقلت إلى إسرائيل.
5) الجماعة الإسلامية: تنظيم إسلامي متشدد كان ينشط في مصر.
يُذكر أن هذه المنظمات الخمس ستظلّ مُصنَّفة ككيانات إرهابية عالمية مصنفة تصنيفًا خاصًا (SDGT) بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.
التداعيات المحتملة لتصنيف أنصار الله على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية على مساعي السلام في اليمن
تصنيف جماعة أنصار الله (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية من قِبل الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تداعيات كبيرة على مساعي السلام في اليمن. فيما يلي أبرز التداعيات المحتملة:
- تعقيد جهود الوساطة والسلام:
قد يؤدي التصنيف إلى إضعاف أي محاولات لإجراء حوار بين الأطراف المختلفة في النزاع اليمني. قد يرفض أنصار الله الانخراط في المفاوضات إذا شعروا بعزلة دولية.
- عرقلة المساعدات الإنسانية:
يمكن أن يؤثر التصنيف سلباً على وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله، حيث يتطلب التعامل معهم استثناءات قانونية معقدة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
- زيادة التوترات الإقليمية:
التصنيف قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين أنصار الله والتحالف الذي تقوده السعودية، ما يزيد من احتمالات استمرار القتال بدلاً من الوصول إلى حلول سلمية.
- تعزيز الموقف المتشدد ل أنصار الله:
يمكن أن يؤدي التصنيف إلى زيادة تصلب مواقف أنصار الله، ما يجعلهم أقل استعداداً لتقديم تنازلات في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
- تأثير على الأطراف الدولية:
يمكن أن يجعل التصنيف التعاون الدولي أكثر صعوبة، حيث سيواجه الوسطاء الدوليون تحديات في التواصل مع أنصار الله، الذين يشكلون طرفاً أساسياً في النزاع.
- إضعاف الاقتصاد المحلي:
سيؤدي التصنيف إلى عزل المناطق التي يسيطر عليها انصارالله خاصة واليمن عامة اقتصادياً، ما يزيد من معاناة السكان المحليين ويدفعهم نحو المزيد من المعاناة.
- اتساع وزيادة الشعبية المحلية و الدولية.
تنظر المجتمعات المحلية والدولية لجماعة أنصار الله بقدر كبير من الاحترام والتقدير لموقفهم الداعم لأهل غزة وللعمليات التي قاموا بها لمنع الإبادة الجماعية في غزة. وان ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريڪية يمثل عقاب لهم على تلك المواقف
التوصيات:
1) لضمان أن مثل هذا التصنيف لا يعرقل مساعي السلام، يمكن اتخاذ إجراءات مثل:
2) إنشاء استثناءات واضحة وفعّالة لتسهيل المساعدات الإنسانية.
3) إبقاء قنوات الحوار الدبلوماسي مفتوحة، حتى مع الأطراف المصنفة.
4) التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان استمرار جهود السلام والمساعدات الإنسانية.
5) الصراع اليمني يحتاج إلى مقاربة متوازنة تعالج المخاوف الأمنية، مع مراعاة الوضع الإنساني المعقد.
6) استمرار الضغط والتصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي ضدّ المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة
_ ما هي مشروعية هذا التصنيف وما موقف القانون الدولي منه؟
مشروعية تصنيف الولايات المتحدة لجماعة معينة كمنظمة إرهابية أجنبية” تعتمد على الإطار القانوني الداخلي الأمريكي، وليس على القانون الدولي بشكل مباشر. وفيما يلي تفصيل لذلك:
المشروعية وفق القانون الأمريكي
تصنيف أي جماعة كمنظمة إرهابية أجنبية يتم بموجب قانون الهجرة والجنسية الأمريكي (INA)، الذي يمنح وزارة الخارجية الأمريكية الصلاحية لتصنيف الكيانات إذا توفرت الشروط التالية:
1. أن تكون الجماعة منظمة أجنبية.
2. أن تنخرط في أنشطة إرهابية أو لديها القدرة والنوايا للقيام بذلك.(بحسب وجهة نظر الإدارة الأمريكية).
3. أن تهدد أنشطتها أمن مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي الأمريكي.(وهذا تعريف مطاط وليس له معنى واضح)
_ ما هي ردود الفعل الدولية؟
1. الدول المعارضة: قد ترفض بقية الدول الاعتراف بشرعية التصنيف، معتبرة أنه تدخل سياسي.
2. الأمم المتحدة: لا تُعتبر التصنيفات الأمريكية ملزمة دولياً إلا إذا تم تبنيها بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن.
3. المنظمات الدولية: أعربت منظمات كالأمم المتحدة والصليب الأحمر عن مخاوفها من تأثيرات هذه التصنيفات على المدنيين والمساعدات الإنسانية.
_ ما موقف القانون الدولي من هذا التصنيف؟
موقف القانون الدولي من تصنيف الولايات المتحدة لجماعة ما كـ”منظمة إرهابية أجنبية” يحمل إشكاليات قانونية وأخلاقية، حيث يعتمد هذا التصنيف بشكل أساسي على القوانين المحلية الأمريكية ولا يستند إلى آلية دولية موحدة. فيما يلي أبرز النقاط المتعلقة بموقف القانون الدولي:
- غياب تعريف موحد للإرهاب
القانون الدولي لا يتضمن تعريفاً عالمياً أو موحداً للإرهاب بسبب التباين في المصالح السياسية والثقافية للدول.
هذا الغموض يجعل التصنيفات الأحادية مثل التصنيفات الأمريكية مثيرة للجدل، لأنها تُبنى على معايير محلية لا تحظى بالإجماع الدولي.
- مبدأ السيادة الوطنية
ميثاق الأمم المتحدة، خاصة المادة (2/7)، ينص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
إذا قامت الولايات المتحدة بتصنيف جماعة تعمل ضمن حدود دولة أخرى دون موافقة تلك الدولة أو الأمم المتحدة، فقد يُعتبر ذلك خرقاً لمبدأ السيادة.
- العقوبات وتأثيرها على المدنيين
تصنيف جماعة ما على أنها إرهابية يؤدي عادةً إلى فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية تؤثر على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، مما قد يضر بالسكان المدنيين.
القانون الدولي الإنساني (اتفاقيات جنيف) يفرض على الدول ضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة، مما قد يتعارض مع آثار التصنيف الأمريكي.
- دور الأمم المتحدة
التصنيفات الأحادية مثل تلك التي تصدرها الولايات المتحدة ليست ملزمة بموجب القانون الدولي، إلا إذا تم تبنيها من خلال قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مجلس الأمن يمتلك صلاحية التصنيف الدولي للجماعات الإرهابية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ويُنظر إلى قراراته باعتبارها الإطار الشرعي الدولي لمحاربة الإرهاب.
- تأثير التصنيف على مساعي السلام
القانون الدولي يشجع على تسوية النزاعات بالطرق السلمية (المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة).
إذا أدى التصنيف إلى عرقلة الحوار بين الأطراف المتنازعة أو تعقيد جهود الوساطة الدولية، فقد يُنظر إليه كعائق أمام تحقيق السلام، وهو ما يخالف مبادئ القانون الدولي.
_ما ردود فعل الدول المعارضة للقرار ؟
- الدول المعارضة: قد ترفض بقية الدول الاعتراف بشرعية التصنيف، معتبرة أنه تدخل سياسي.
- الأمم المتحدة: لا تُعتبر التصنيفات الأمريكية ملزمة دولياً إلا إذا تم تبنيها بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن.
- المنظمات الدولية: أعربت منظمات كالأمم المتحدة والصليب الأحمر عن مخاوفها من تأثيرات هذه التصنيفات على المدنيين والمساعدات الإنسانية.
_ كيف يستطيع أنصار الله التغلب على تداعيات هذا التصنيف؟
إذا تم تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، فسيكون عليهم التعامل مع التداعيات السياسية، الاقتصادية، والدبلوماسية لهذا القرار. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنهم استخدامها للتغلب على هذه التداعيات:
- تعزيز الوساطة والدبلوماسية
التواصل مع الأمم المتحدة: يمكن لأنصار الله الاستفادة من دور الأمم المتحدة في النزاع اليمني والتأكيد على أهمية الحوار السياسي بدلاً من التصعيد.
الضغط عبر وسطاء دوليين: يمكنهم طلب دعم دول مثل عُمان أو إيران أو أي جهات أخرى ذات تأثير لإجراء وساطة مع الولايات المتحدة أو القوى الغربية.
الاستفادة من المواقف المعارضة للتصنيف: بعض الدول أو المنظمات قد تعتبر التصنيف عائقًا أمام جهود السلام، ما يمكن استغلاله لحشد تأييد دبلوماسي.
- تجنب العزلة الاقتصادية
تطوير قنوات تمويل بديلة: يمكنهم البحث عن شركاء اقتصاديين خارج النظام المالي الأمريكي مثل الصين، روسيا، وإيران، لتجنب العقوبات المالية.
الاعتماد على اقتصاد داخلي مستدام: تعزيز الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على التجارة الخارجية التي قد تتأثر بالعقوبات.
التحايل على العقوبات: مثلما تفعل بعض الدول الخاضعة للعقوبات، قد يتم اللجوء إلى استخدام العملات الرقمية أو الوسطاء التجاريين غير الخاضعين للرقابة الأمريكية.
- تحسين صورتهم السياسية والإعلامية
إطلاق حملة دبلوماسية وإعلامية: يمكنهم العمل على تحسين صورتهم الدولية عبر التأكيد على أنهم طرف سياسي شرعي وليس “إرهابياً”، والتركيز على الجانب الإنساني من الأزمة. وان موقفهم الداعم لأهل غزة كان تدخل أنساني ووفقا للقانون الدولي ، وجاء لمنع الإبادة الجماعية وان دعمهم ومساندتهم لقطاع غزة يتوافق مع القانون الدولي والإنساني.
التعاون مع المنظمات الإنسانية: تجنب أي سلوكيات قد تُستخدم كذرائع لتبرير التصنيف، والتعاون مع وكالات الإغاثة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية.
التأكيد على دورهم كطرف في العملية السياسية: الترويج لفكرة أنهم مكوّن سياسي رئيسي في اليمن وليس مجرد ميليشيا مسلحة.
- زيادة الضغط والتصعيد العسكري
تقديم رسالة قوية ل أمريكا: أن زيادة الضغط والتصعيد العسكري، لا سيما ضد المصالح الأمريكية أو السعودية، تؤكد ل الإدارة الأمريكية عدم تأثير ذلك التصنيف على نهج وسياسات أنصار الله .
التفاوض بشأن تخفيف القيود: إذا تم التصنيف، يمكنهم الضغط من خلال وسطاء لانتزاع استثناءات إنسانية أو مراجعة القرار لاحقًا.
_هل تستخدم الولايات المتحدة الأمريڪية هذا التصنيف للضغط على أنصار الله لتغير مواقفهم أو سقف مطالبهم في المفاوضات القادمة؟
نعم، من المحتمل أن تستخدم الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية كأداة للضغط السياسي والتفاوضي بهدف تغيير مواقفهم أو خفض سقف مطالبهم في أي مفاوضات قادمة. هذا الأسلوب ليس جديدًا، فقد استخدمته واشنطن ضد جماعات أخرى في سياقات مختلفة، بهدف إجبارها على تقديم تنازلات سياسية أو عسكرية.
_كيف يمكن أن يكون التصنيف أداة ضغط؟
- تقويض شرعية أنصار الله دوليًا
التصنيف يجعل التعامل معهم رسميًا أكثر تعقيدًا بالنسبة للدول الأخرى، مما قد يضعف موقفهم التفاوضي.
يمكن أن يؤدي إلى عزلهم دبلوماسيًا وإضعاف دعم بعض الدول أو الجهات التي قد تتعامل معهم.
- التضييق الاقتصادي والمالي
يمنع التصنيف أي تعاملات مالية مع الجماعة، مما يضغط عليهم للتفاوض تحت ظروف اقتصادية أكثر صعوبة.
قد يؤدي إلى تقليص مواردهم المالية، مما يدفعهم إلى قبول حلول وسط.
- التأثير على الدعم الإنساني
إذا أدى التصنيف إلى تعقيد وصول المساعدات إلى المناطق التي يسيطرون عليها، فقد يشكل ذلك ورقة ضغط لدفعهم نحو تقديم تنازلات.
الضغط الدولي قد يزداد عليهم، خاصة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لإيجاد حل سياسي يُخفف من تداعيات التصنيف.
- خلق انقسامات داخلية
بعض القوى داخل أنصار الله قد ترى أن التصنيف يمثل خطرًا كبيرًا على مستقبل الجماعة، ما قد يخلق تيارات أكثر اعتدالًا مستعدة للمرونة السياسية.
التصنيف قد يضعف تماسك الجماعة، خاصة إذا أدى إلى خلافات حول كيفية التعامل مع تداعياته.
_الهدف الأمريكي من هذا الضغط؟
الهدف الأمريكي من هذا الضغط إجبار أنصار الله على تقديم تنازلات في المفاوضات، مثل القبول بشروط معينة حول مستقبل اليمن.
وقف أو تقليص الهجمات على المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
إضعاف التحالف الإيراني مع أنصار الله في اليمن عبر استهدافهم.
_هل يمكن لأنصار الله مقاومة هذه الضغوط؟
قد يحاول أنصار الله تعزيز علاقاتهم مع أطراف دولية مثل روسيا والصين وإيران لمواجهة تأثير العقوبات.
يمكنهم استخدام التصنيف كدليل على أنهم مستهدفون سياسيًا وليسوا منظمة إرهابية فعلية، لكسب تأييد محلي ودولي.
تصعيد الهجمات على القوات الأمريكية والصهيونية أو الحلفاء في المنطقة كوسيلة للردع.
_ ما كلمتك الأخيرة لأنصار الله؟
أقول فيما يعتبر التصنيف قانونياً داخل الولايات المتحدة، ولا شرعية له وفق القانون الدولي ، خاصة إذا تسبب في تداعيات إنسانية أو سياسية تؤدي إلى تعقيد النزاعات بدلاً من حلها.
تصنيف الولايات المتحدة لجماعة مثل “أنصار الله” كمنظمة إرهابية أجنبية لا يحمل شرعية قانونية دولية مستقلة إلا إذا تم دعمه بقرار صادر عن مجلس الأمن. وهذا ما لم يحدث ولم تستطع الولايات المتحدة الأمريڪية تمريره وعلى الرغم من أن الدول تملك حق اتخاذ إجراءات لحماية أمنها القومي، فإن التصنيفات الأحادية تُثير تساؤلات قانونية وأخلاقية بشأن تأثيرها على السيادة الوطنية، الحقوق الإنسانية، وجهود السلام.
التعامل مع التصنيف يتطلب مزيجًا من الدبلوماسية، تعزيز الاقتصاد البديل، تحسين الصورة الإعلامية، وتجنب التصعيد العسكري. وإذا تمكنوا من إقناع المجتمع الدولي بأن التصنيف يضر بمساعي السلام في اليمن، فقد يكون لديهم فرصة لتخفيف تأثيراته أو حتى إلغائه في المستقبل.
من الواضح أن الولايات المتحدة قد تستخدم تصنيف أنصار الله كأداة ضغط سياسي بهدف دفعهم نحو تقديم تنازلات في أي مفاوضات مستقبلية، سواء فيما يتعلق بالحرب في اليمن أو الهجمات على الملاحة الدولية. ومع ذلك، نجاح هذا الضغط يعتمد على مدى قدرة أنصار الله على التكيف مع التداعيات واستغلال الموقف لصالحهم دبلوماسيًا وعسكريًا.