خبير يكشف لـ صوت الشورى الأسباب الحقيقية للانهيار المستمر للعملة في المحافظات الجنوبية
خبير يكشف لـ صوت الشورى الأسباب الحقيقية للانهيار المستمر للعملة في المحافظات الجنوبية
الأحد20 أكتوبر2024_ من يوم لآخر تزداد رقعة السخط الشعبي في المناطق الجنوبية المحتلة ، مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، ومع تردي الخدمات الأساسية وسياسة الإفقار والتجويع التي تنتهجها الحكومة الموالية لتحالف العدوان على اليمن ، والتي تعيش حياة رفاهية وسياحية في مختلف فنادق العالم على حساب المواطن البسيط الذي يتجرع الجوع والفقر والمرض بسبب المصروفات الكبيرة لهذه الحكومة العميلة على حساب المواطن مما أدى إلى الارتفاع الغير معهود لأسعار الصرف العملات مقابل الريال اليمني، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد مقابل الريال الـ2000 ريال مما أدى إلى ارتفاع مختلف أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية .
الأمر الذي اعتبره خبراء اقتصاد بالكارثي على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية، وذلك لفقدان الريال اليمني أكثر من ثمانية أضعاف قيمته أي بنسبة تتجاوز 800 بالمئة منذ بدء الحرب.
وقالوا بأن الموظف الذي كان يتقاضى 60 ألف ريال شهريا كانت تعادل 270 دولار تقريبا أصبح يتقاضى حاليا اقل من 30 دولار ويمكن قياس بقية المهن.
مضيفين أن تدهور الريال بهذه الصورة المريعة هي حرب مباشرة على المواطن اليمني وسرقة لقوته اليومي ومدخراته!
وحذر مراقبون من عواقب الوضع المزري بالمناطق المحتلة جراء استمرار انهيار الريال وارتفاع الأسعار ، خاصة مع تضاءل القدرة الشرائية لمستويات تراجعت وانحسرت فيها كثير من المشاريع والأنشطة التجارية.
3% من الموظفين يستنزفون العملة
الصحفي والخبير الاقتصادي رشيد الحداد يؤكد لـ “صوت الشورى” بأن انهيار سعر صرف العملة المطبوعة في المحافظات الجنوبية ،هي نتيجة طبيعية لاتساع نطاق الفساد واستمرار فشل حكومة بن مبارك في صرف مرتبات كبار موظفيها المتواجدين في الخارج بالدولار ، فهناك أقل من ٣% من الموظفين يتقاضون 110،مليون دولار، حسب اعترافهم هم وبحسب تصريحات رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي بعدن لعدن الغد ، وهذه الأموال الكبيرة لا شك تسهم في استنزاف العملات الأجنبية من الأسواق المحلية في المحافظات الجنوبية بدون شك.
وأضاف قائلا :وفي ظل عدم قدرة تلك الحكومة في تأمين هذا المبلغ الشهري من الاحتياطات الأجنبية الخاصة بالبنك الواقعة تحت رقابة مؤسسة النقد العربي السعودي وكذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كونها من تدير معظم القطاعات في بنك عدن ، فإن تلك الحكومة تلجأ باستمرار لشراء الدولار من السوق بأسعار عالية وتساهم بشكل كبير في المضاربة بسعر صرف العملة .
تهريب الأموال للخارج
وتابع الحداد قائلا .أما الجانب الآخر فهو تصاعد ظاهرة تهريب الأموال الأجنبية من المحافظات الجنوبية عبر منافذ برية كالوديعة أو عبر المطار وهناك أكثر من حادث إحباط جرى في مطار القاهرة لتهريب ملايين الدولارات . .
يضاف إلى. أن الإيرادات العامة للدولة اليمنية التي تم وقف تدفقها إلى البنك المركزي اليمني في صنعاء مطلع العام 2016, لاتزال خارج سيطرة تلك الحكومة وتتقاسمها المليشيات الموالية للإمارات والسعودية بضوء اخضر من تلك الدول التي تعد صاحبة القرار الاقتصادي والسياسي والعسكري في المحافظات الجنوبية
ارتفاع مستوى الانفاق
وهناك عامل آخر يتمثل في ارتفاع مستوى الإنفاق للحكومة الموالية لتحالف العدوان على اليمن مقابل تراجع الإيرادات وساهم بذلك التراجع الملحوظ في الحركة الملاحية لموانئ عدن التي كانت تغذي موازنة تلك الحكومة بجزء من الإيرادات الضريبية والجمركية . وهنا تؤكد بأن إيرادات الدولة في تلك المحافظات كبيرة وكافية لإحداث استقرار معيشي لو تم تحصيلها وإعادتها لخربنه البنك ، ولكن حكومة بن مبارك لا تملك القرار وليس لديها رافعة عسكرية ولا أمنية تابعة لها تمكنها من استعادة تلك الأموال التي يمكن أن تعود بقرار من دول التحالف ، خاصة وأن مراكز القوى العسكرية والأمنية التابعة لدول التحالف السعودي الإماراتي هيا من تملك النفوذ .
ولذلك فإن الانهيار الأخير الذي ضرب سعر صرف العملة المطبوعة في المحافظات الجنوبية هو ناتج عن خلل بنيوي في الملف الاقتصادي من جانب وناتج عن غياب دولة حقيقية قادرة على انتزاع الإيرادات الضخمة من قبضة المليشيات إلى جانب عجزها عن فرص رقابة على القطاع المصرفي .
وختم حديثه بالقول :و تأكيدا على ما سبق فإن معدل الإقبال على آخر مزاد علني أعلنه بنك عدن كان البوم الخميس لم يتجاوز 50%,,وهو ما يؤكد أن الانهيار الأخير الذي ضرب سعر صرف العملة المطبوعة نتيجة لمضاربة تساهم فيها تلك الحكومة وكبار الفاسدين . ولا علاقة لها بأي دور للتجار .
اقرأ أيضا:تدهور كبير للريال في المحافظات المحتلة والشجاع يكشف السبب وجمال عامر يقدم الحل