اخبار محليةحوارات

جنوب الوطن أمام صراع النفوذ .. فما قراءة صنعاء لهذا المشهد

 جنوب الوطن أمام صراع النفوذ .. فما قراءة صنعاء لهذا المشهد

في ظل التطورات الأخيرة التي يشهد جنوب الوطن، خاصة في حضرموت والمهرة من سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات، لم يعد جنوب الوطن اليمني عبارة عن ساحة تنافس محلي، بل تحول إلى مسرح صراع إقليمي ودولي على الممرات البحرية والموارد الاستراتيجية.

في هذا الصدد يكشف الباحث السياسي الدكتور نبيل الدرويش بوضوح بأن ما يبدو أنه خلافًا بين السعودية والإمارات ليس سوى صفقة لتقاسم النفوذ، تخدم في النهاية القوى الغربية المتحالفة مع الكيان الإسرائيلي، الساعية إلى تثبيت حضورها في البحر العربي والمحيط الهندي.

فحضرموت هي خزان الطاقة اليمني، والمهرة، بوابة اليمن الشرقية، أصبحتا محورًا لمخطط شامل يقوم على تقسيم المهام وتوزيع الأدوار بين أبوظبي والرياض.

فالسعودية تركز على النفط والموارد، والإمارات على الموانئ والبنية التحتية، فيما تُصنعان كيانات موازية مثل المجلس الانتقالي والنخبة الحضرمية لتكريس الولاء الخارجي.

أمام هذا المشهد، تبدو صنعاء مطالبة باعتماد قراءة متعددة المستويات حسب الدكتور الدرويش في تصريحه لصحيفة الوحدة، من خلال تعبئة داخلية تعيد إنتاج الشرعية الشعبية، ودبلوماسية هجومية تفتح قنوات مع القوى الوطنية في الجنوب، وتحالفات إقليمية مع دول مثل عُمان والصومال لمواجهة الهيمنة.

فالمعركة ليست محلية، بل معركة هوية وسيادة، وصنعاء أمام اختبار تاريخي لإفشال مشاريع التشظي وإعادة رسم خارطة اليمن على قاعدة الكرامة والوحدة.

متابعون أكدوا لصوت الشورى ضرورة تحرك محافظي المحافظات الجنوبية المعينين من قبل الحكومة الوطنية بصنعاء، والتواصل مع القوى الوطنية الجنوبية لإفشال المشاريع الصغيرة والمؤامرات الدولية والإقليمية لتفتيت الوطن، خاصة بعد ان اتضحت الصورة للكثير بالحضور الإسرائيلي في هذا المشهد.

حيث اكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الصهيوني آفي أفيدان، إن السيطرة العسكرية السريعة لقوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على مدينة سيئون ومناطق نفطية حيوية في حضرموت، يعد جزءاً من استراتيجية “كماشة” إماراتية – إسرائيلية مشتركة تهدف إلى تطويق قوات صنعاء، والسيطرة على الموارد وممرات الشحن الحيوية، وبناء حصن جنوبي ضد إيران.

وأشار إلى أن هذه التطورات جنوبي اليمن مرتبطة بالدور الإسرائيلي في المنطقة، مشيداً بالدور الإماراتي في دعم قوات الانتقالي.

كما أشاد الخبير الإسرائيلي، بتعهد رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، خلال سبتمبر الماضي، بانضمام “جنوب اليمن”، إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.

وفي قلب هذه المعادلة المعقّدة يقف المواطن اليمني كأكبر الخاسرين. فالمشاريع التي تُطرح باسم “مستقبل الجنوب” أو “تحريره” أو “تنميته” كثيراً ما تتحول في الواقع إلى ساحات مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وتنافس النفوذ البحري، وترتيب التحالفات الدولية الجديدة. وبذلك، تتحول الأرض اليمنية إلى مسرح تُحاك عليه خطط تتجاوز سيادة اليمنيين وهمومهم وثوابتهم.

وفي المحصلة، يظل الجنوب بين سيناريوهين: إمّا أن تنجح القوى الخارجية في تكريس واقع جديد يكون لإسرائيل فيه دور متزايد عبر بوابة الإمارات والفصائل المتحالفة معها، وإمّا أن تتصاعد مقاومة داخلية تجعل هذا المشروع غير قابل للاستمرار. لكنّ المؤكد، في كلتا الحالتين، أن اليمنيين أنفسهم– الذين يواجهون حرباً وانقساماً وانهياراً– هم أول من ستتأثر مصالحهم، وأول من سيدفع ثمن التحولات الجارية في أرضهم.

الأمر الذي يؤكد ضرورة توحيد الجهود في الشمال والجنوب لطرد المستعمر الجديد ونبذ كل المشاريع الصغيرة.

 اقرأ أيضا: تمدد مليشيات الانتقالي: اختبار بكين الحقيقي للتقارب السعودي–الإيراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى