تحذيرات من مواد بلاستيكية موجودة في المياه المعبأة وغياب دائم للمواصفات والرقابة
تحذيرات من مواد بلاستيكية موجودة في المياه المعبأة وغياب دائم للمواصفات والرقابة
الثلاثاء 17ديسمبر2024_ تشهد السوق اليمنية نموا غير متوقع لمصانع المياه المعبأة، ويلاحظ الكثير أن معظم منتجات المياه التي خرجت إلى السوق اليمنية مؤخرا رديئة الصنع بشكل كبير ، وتحاول تقلد في الشكل منتجات موجودة منذ عشرات السنين وذات سمعة طيبة دون ذكر أسمائها ، في ظل غياب رقابة الجهات المختصة كالهيئة العامة للمواصفات والمقاييس.
يقول العديد من الخبراء إن زجاجات المياه البلاستيكية خاصة ذات الصناعة الرديئة هي مصائد للمواد البلاستيكية النانوية، المصطلح الشامل للجزيئات السامة التي تم ربطها بالسرطان ومشاكل الخصوبة والعيوب الخلقية.
وكشفت دراسة حديثة أن متوسط الزجاجة سعة لتر واحد تحتوي على 240 ألف قطعة بلاستيكية.
ويتراوح حجم المواد البلاستيكية النانوية، غير المرئية للعين البشرية، بين 1 و1000 نانومتر، ويعادل 1000 نانومتر جزءا من مائة من المليمتر. وتتشكل عندما يتحلل البلاستيك إلى أجزاء أصغر حجما تدريجيا. وهي صغيرة جدا وخفيفة الوزن بحيث يتم حملها في الهواء من حولنا وتتسرب إلى الماء والغذاء والمنتجات اليومية.
ونظرا لصغر حجمها، يمكنها المرور عبر الأمعاء والرئتين، مباشرة إلى مجرى الدم وإلى الأعضاء بما في ذلك القلب والدماغ.
وهناك تصور سائد لدى كثير من المستهلكين أن المياه المعبأة هي بديل أكثر أمانًا يحتوي على كمية أقل من الملوثات مقارنة بمياه الصنبور، أو المياه التي ييتم بيعها في مختلف البقالات والتي =عرفت منذ سنين بماه ” الكوثر” وهو ما تنفيه جزئيا دراسة جديدة نشرت في دورية “آيكون إينفيرونمينت آند هيلث” في فبراير/شباط الماضي، فعبوات المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية يمكن أن تكون أيضًا مصدرًا محتملًا للتلوث.
كما أن تعرض هذه المياه المعبأة لأشعة الشمس لعدة أيام قد يعرضها للتلوث بدرجة كبيرة .
وقام الباحثون في جامعة كولومبيا، الذين أجروا الدراسة الأخيرة، بتحديد وإحصاء هذه الجزيئات الدقيقة في المياه المعبأة في زجاجات، واكتشفوا سبعة أنواع بلاستيكية شائعة.
وكشفت النتائج، التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أن التركيزات أكبر بما يصل إلى 100 مرة مما كان يعتقد سابقا.
وكان البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) والبولي إيثيلين (PE)، والمواد البلاستيكية المستخدمة في صناعة الزجاجات، من بين أكثر المواد البلاستيكية النانوية شيوعا.
ويعتقد أنها تتحلل وتصل إلى الماء عند الضغط على الزجاجات أو فتح الغطاء وإغلاقه بشكل متكرر.
ويمكن أيضا أن تتسرب إلى الماء إذا تعرضت الزجاجة للحرارة، مثل تركها في غرفة حارة أو في السيارة في يوم دافئ أو في الخارج تحت أشعة الشمس، أو تلك التي يتم تجميدها وبعد ذلك في هذه العلب البلاستيكية.
ومع ذلك، فإن معظم المواد البلاستيكية النانوية تدخل المياه المعبأة في زجاجات من البيئة أو من عملية الإنتاج، حيث أشار العلماء إلى أنه تم اكتشاف التلوث البلاستيكي “في كل خطوة من البئر إلى الزجاجة”.
وكان كلوريد البولي فينيل (PVC) واحدا من أكثر المواد البلاستيكية النانوية شيوعا وسمية التي تم اكتشافها في المياه الجوفية والمياه المعبأة في زجاجات.
ويُعتقد أن هذا البلاستيك النانوي يشق طريقه إلى مصادر المياه نتيجة لإنتاج البلاستيك، حيث يتم إلقاء 30 مليون طن في الماء كل عام.
علاوة على ذلك، فإن العديد من المنتجات المصنوعة من البلاستيك، مثل الملابس الاصطناعية وبعض أكياس الشاي وشباك الصيد، تتساقط منها جزيئات أثناء استخدامها.
وبدلا من أن تتحلل المواد البلاستيكية إلى مواد غير ضارة، فإنها تحافظ على تركيبها الكيميائي حيث تنقسم إلى جزيئات أصغر حجما.
ونتيجة لذلك، فإن المواد البلاستيكية النانوية مثل PVC تشق طريقها إلى مصادر المياه.
وأثناء عملية التعبئة، تشق أشكال أخرى، مثل البولي بروبيلين (PP)، طريقها إلى المنتج، وفقا للدراسة.
واكتشف العلماء أيضا مادة البوليسترين (PS) في المياه المعبأة التي درسوها، وهي المادة المستخدمة في تنقية المياه، وإزالة الملوثات الضارة واستبدالها بالمعادن.
كما تم اكتشاف مادة البولي أميد (PA)، وهو نوع من النايلون، في المياه المعبأة في زجاجات.
ومع ذلك، فإن هذه المواد البلاستيكية النانوية تمثل 10% فقط من تلك التي اكتشفها العلماء، الذين اعترفوا بعدم وجود أي فكرة عن الـ 90% الأخرى.
وأثارت المواد البلاستيكية النانوية قلق العلماء لعقود من الزمن وتم اكتشافها في كل مكان على الأرض، من الجليد القطبي إلى التربة ومن مياه الشرب إلى الغذاء.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الشخص العادي يتناول حوالي خمسة غرامات من البلاستيك أسبوعيا، وهو ما يعادل بطاقة الائتمان.
ومع ذلك، حذر الخبراء من أن الأمر قد يكون أكثر من ذلك بكثير، حيث لم يتم تحليل جميع الأطعمة للتحقق من محتواها من البلاستيك.
ويعتقد أيضا أن الناس يتنفسون ما يصل إلى 7000 قطعة من البلاستيك الدقيق يوميا، ما يثير مخاوف من إمكانية تصنيفها كتهديد صحي.
ولا تتحلل المواد البلاستيكية النانوية في الجسم، ما يجعلها تسبب التهابا وإجهادا للخلايا.
وأشارت الدراسات البشرية إلى أن المواد البلاستيكية النانوية، وتحديدا PVC، تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.