بن حبتور: تميز البردوني عن الشعراء العرب بالجمع بين الثورة والشعر والأدب والفكر والموقف السياسي.
صنعاء / صوت الشورى
افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم معرض البردوني للكتاب الأدبي في صنعاء، المقام بالتزامن مع الذكرى الـ23 لرحيل الشاعر البردوني، وإشهار المشروع الأول لمؤسسة شعراء على نافذة العالم للثقافة والإبداع بطباعة إصدارات لـ43 شاعراً وأديبا يمنياً.
وفي حفل الافتتاح، أكدر رئيس الوزراء أن شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني مثّل أنموذجا للإنسان المكافح الذي تحدَّى وقهر الصِّعاب الذاتية والموضوعية، ليتحول إلى أيقونة في الشعر والأدب والثقافة، وفي السياسة وأستطاع التغلب على مختلف شعراء عصره.
وقال الدكتور بن حبتور: إن الشاعر الكبير عبدالله البردوني يعتبر من أهم وأبرز شعراء الوطن العربي، وتميّز عن الكثير منهم بالجمع بين الثورة والشعر والأدب والفكر والموقف السياسي.
ولفت إلى أن هذا القامة يستحق أن ترفع صورته عالياً ليكون نبراساً مضيئاً لهذا الجيل والأجيال القادمة، قائلاً: “البردوني من بين عشرات الشعراء الكبار الذين سطّروا تجربة كبيرة وواسعة كالمقالح والمحضار وجرادة ونعمان والشرفي، وغيرهم الكثير الذين مهدوا الطريق لهذه الكوكبة من الشعراء ليواصلوا مشوار العطاء والإبداع في هذا المجال”.
وتطرّق رئيس الوزراء إلى معاناة الجيل في العصر الحاضر التي لا يدركها العالم، جراء العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، الذي شكّل طوقا لمنع وصول الدواء والغذاء والكهرباء إلى المواطن اليمني مع تدمير خيراته ومؤسساته.
وأكد أن الإنسان اليمني رغم كل الألم والجراح صمد ويصمد وكأن شيئا لم يكن، ليثبت أنه إنسان نموذجي في الوطن العربي وربما في العالم، مبيناً أن الحرب العالمية استمرت قرابة ست سنوات، بينما الشعب اليمني يطوي العام الثامن، وسيدخل في العام التاسع، في صبر وجلد وقوة وإرادة لا تقهر.
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “إن اليمن قدره صنع التاريخ، لأن منه بدأ التاريخ، وكان له حضوره تأثيره الحضاري عبر الهجرات السامية في محيطه الاقليمي القريب والبعيد، وكان وما يزال وسيظل ذلك الجزء من الكرة الارضية الذي يقدم العطاء في لحظات الشدة”.
بدوره، أشاد وزير الثقافة عبدالله الكبسي بجهود مؤسسة شعراء على نافذة العالم في تنظيم الفعالية التي تخلّد ذكرى الشاعر الكبير عبدالله البردوني أحد رموز الأدب اليمني والعربي والعالمي، وتحتفي بطباعة العديد من الإصدارات الأدبية في مجالات الشعر والقصة والأعمال الأدبية النثرية.
واعتبر الفعالية إنجازاً وخطوة رائدة في طريق الحراك الثقافي والأدبي في اليمن، كونها تُكرم المبدعين الشعراء أصحاب النفوس الراقية والقلوب النقية والمشاعر والأحاسيس الصادقة.
وأكد الوزير الكبسي دعم ومساندة وزارة الثقافة لكل ما من شأنه النهوض بواقع الثقافة والمثقفين والأدباء، داعيا المؤسسات المعنية إلى أن تحذو حذو مؤسسة شعراء على نافذة العالم.
فيما أشار رئيس مؤسسة شعراء على نافذة العالم، محمد المدغري، إلى أن الفعالية باكورة نشاط المؤسسة، ونقطة انطلاقها نحو آفاق رحبة من العمل في خدمة الأدب والثقافة.
وأوضح أن الفعالية تتضمن تنظيم وافتتاح معرض عملاق الأدب والشعر عبدالله البردوني للكتاب الأدبي في الذكرى الـ٢٣ لرحيله، وإشهار المشروع الأول للمؤسسة المتمثل في طباعة إصدارات ٤٣ شاعراً من أدباء اليمن في عدد ٤٣ ألف نسخة.
تخللت الفعالية قصائد، للمدير التنفيذي للمؤسسة، فؤاد المحنبي، بعنوان “تحية للبردوني”، وجميل الكامل وخالدة النسيري بعنوان “رسالة إلى البردوني”، والتوقيع على الإصدارات، وتكريم أصحابها، وتوزيع دروع المؤسسة على الداعمين ورعاة الفعالية.