بعد تهدديها لواشنطن..هل تستطيع السعودية الخروج من العباءة الأمريكية لإغلاق ملف عدوانها على اليمن
بعد تهدديها لواشنطن..هل تستطيع السعودية الخروج من العباءة الأمريكية لإغلاق ملف عدوانها على اليمن
الجمعة9يونيو2023 قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هدد الولايات المتحدة الأمريكية بـ”ألم اقتصادي كبير”، وسط نزاع نفطي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الخريف الماضي، بفرض “عواقب” على السعودية لقرارها خفض إنتاج النفط وسط ارتفاع أسعار الطاقة والانتخابات التي تقترب بسرعة في الولايات المتحدة، هدد بن سلمان بشكل خاص بقطع العلاقات بين البلدين، والانتقام اقتصاديا، وفقا لوثيقة مخابرات أمريكية سرية.
وأشارت إلى أنه “في العلن، دافعت الحكومة السعودية عن أفعالها بأدب من خلال البيانات الدبلوماسية. لكن في السر، هدد ولي العهد بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي دامت عقودا، وفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على واشنطن إذا ردت على تخفيضات النفط”.
ووفقا للوثيقة السرية التي تحصلت عليها “واشنطن بوست”، قال ولي العهد السعودي في تهديده إنه “لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية بعد الآن”، ووعد “بعواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن”.
وبعد مرور 8 أشهر على تصريحات بايدن، لم تواجه السعودية أي عواقب أمريكية، واستمر محمد بن سلمان بالتواصل مع كبار المسؤولين الأمريكيين، كما فعل مع وزير الخارجية أنطوني بلينكين في مدينة جدة هذا الأسبوع.
وأوضحت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان تهديد ولي العهد السعودي قد تم نقله مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين أو من خلال التنصت الإلكتروني، لكنه كشف التوتر في قلب علاقة قائمة منذ فترة طويلة على النفط مقابل الأمن.
الجدير بالذكر أن العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن شهدت بعض الفتور منذ صعود جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة بدلا عن ترامب الذي كان تربطه علاقات متميزة مع بن سلمان.
ويشير متابعين أن أبرز الخلافات بين بن سلمان والإدارة الأمريكية هو تعزيز علاقة الرياض مع موسكو وكذلك مع بكين، كما أن التقارب السعودي الإيراني وإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما أوضح مدى الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
غير أن الرياض لم تستطع حسب متابعين الخروج من العباءة الأمريكية في إغلاق ملف عدوانها على اليمن ، خاصة أن مايو المنصرم شهد تقدما ملحوظا في مفاوضات صنعاء مع الرياض ، غير أن واشنطن سارعت إلى إرسال مبعوثيها ومسئوليها إلى الرياض لإفشال ما تم الاتفاق عليه وقد نجحت في ذلك حسب مراقبين، الأمر الذي يؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت متحكمة بالقرار السعودي ، وان واشنطن تسمح ما بين الحين وآخر بتحرك الرياض في مساحات محدودة دون أن تمس الخطوط الحمراء المرسومة لها من قبل الولايات المتحدة.