النعيمي عضو السياسي: ثورة 21 سبتمبر نجحت في انتزاع القرار السيادي لليمن
النعيمي عضو السياسي: ثورة 21 سبتمبر نجحت في انتزاع القرار السيادي لليمن
الاثنين18سبتمبر2023 أكد الأستاذ محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الأعلى، أن منطلقات وأهداف الثورة عملت على ترسيخ قيم التحرر من التبعية والارتهان
كثقافة وسلوك لأبناء شعبنا اليمني العظيم ولمسؤولي الدولة بشكل خاص، وهذا ما جسد نجاح الثورة وصمودها العسكري والمجتمعي على مدى عشر سنوات.
وأشار النعيمي في سياق الحوار الصحفي الذي خص به صحيفة ” 26 سبتمبر” إلى أن الثورة نجحت بحمد الله في ترسيخ دعائمها على مستوى الجيش والأمن، أما في إطار إدارة المؤسسات المدنية، فلا يزال العمل جارياً لتطوير وترسيخ قيم الدولة وفق منهجية التخطيط والتقييم التي اعتمدت عليها الرؤية الوطنية وآليتها التنفيذية.
كما تطرق عضو السياسي الأعلى إلى متطلبات النهوض الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، واستحقاقات السلام وإنهاء معاناة شعبنا اليمني بالنصر السياسي الذي يقوده قائد الثورة بحنكة وفطنة كما قاد النصر العسكري في ميادين القتال.. موجهاً رسائل هامة لدول العدوان التي لاتزال تراوغ وتبحث عن انتصارات عجزوا عن تحقيقها عسكرياً.. فإلى حصيلة ومضامين هذا اللقاء:
حاوره/ عبدالحميد الحجازي
> بداية وشعبنا اليمني يحتفل بذكرى ثورة 21 من سبتمبر المجيدة .. كيف تقرؤون هذا الحدث التاريخي وأهميته لليمن؟
>>هذا الحدث يأتي في سياق تصاعدي للانتصارات والإنجازات المتعددة التي رسختها ثورة 21 سبتمبر؛ لأن منطلقاتها وأهدافها تعمل على ترسيخ قيم التحرر من التبعية والارتهان كثقافة وسلوك لأبناء شعبنا اليمني العظيم ولمسؤولي الدولة بشكل خاص .. وهذا ما جسد نجاح الثورة وصمودها العسكري والمجتمعي على مدى عشر سنوات ولو لم يكن سوى هذا الإنجاز لكان كافياً مقارنة بحجم وضخامة تحالف دول العدوان وما يمتلكه من ترسانة عسكرية وإمكانات اقتصادية ونفوذ هيمنتها الدولية.
سياسات خطيرة
> انطلاقاً من أهداف الثورة الشعبية 21 سبتمبر.. ماهي أهم التحديات التي واجهتها الثورة، وكذلك أهم الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها؟
> لقد واجهت الثورة الكثير من التحديات أهمها: إجماع دول الاستكبار ودول الارتهان على إفشالها، فقد حاكت هذه الدول سياسات خطيرة ضد الثورة وضد الشعب اليمني، ومن هذه السياسات الحصار الشامل والذي يمثل إبادة جماعية للشعب اليمني بأكمله، ومن التحديات أيضا التكنولوجيا العسكرية ونوعية الأسلحة التي استخدمتها دول العدوان في عدوانهم.
إن المنهجية السياسية لدول العدوان وفي مقدمة ذلك هيمنة الولايات المتحدة على القرار السيادي للدول وعلى قرارات الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات التابعة لها، فقد استغلوا الهيمنة الأمريكية والغربية والمال الخليجي للتحكم بقيم وقوانين المعاهدات والمواثيق الدولية، فصارت وكأن لا وجود لها أمام الجرائم التي ارتكبتها طائرات دول العدوان وأسلحتهم وحصارهم الكامل براً وبحراً وجواً.
وبخصوص الإنجازات التي حققتها الثورة فإنها كثيرة وعظيمة، أبرزها انتزاع القرار السيادي لليمن بعد أن كان مسلوباً منها وتحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعاد حقه في الاستقلال والسيادة والحرية.
وها نحن نحتفل ونستعرض قدرات الشعب اليمني ومؤسساته الأمنية والعسكرية وإنجازاتها التصنيعية وبناء الجيش والأمن، ويكفينا فخراً بأنهم انتصروا في جبهات القتال، وصار هذا الانتصار والتصنيع العسكري الذي وصلنا إليه نموذجاً يفتخر به أبناء الشعب اليمني على مدى التاريخ، وسوف تُدرس هذه الانتصارات وهذه الإنجازات في أرقى المدارس العسكرية.
بناء المؤسسات
> واجهت الثورة مؤامرات وعدوان غاشم هدف لوأدها.. الآن وبعد عشر سنوات، هل نستطيع القول بأن دعائم الثورة ترسخت، وإنها تسير نحو تحقيق التغيير المنشود؟
>> حتى أكون صريحاً معكم فأني أقول لقد ترسخت دعائم الثورة على مستوى الجيش والأمن، ترسخت دعائم العزة والمجد والبناء وفق المنهجية العظيمة والرائدة التي اعتمد عليها الجيش في مواجهته للعدوان، اما في إطار إدارة المؤسسات المدنية لازال العمل جاريا لتطوير وترسيخ قيم الدولة وفق منهجية التخطيط والتقييم التي اعتمدت عليها الرؤية الوطنية وآليتها التنفيذية.
وهذا العمل يحتاج إلى وقت ليتم تجسيده، واعتقد لو التزمت قيادات المؤسسات المدنية بمنهجية الجيش في مواجهة العدوان كقيم وسلوك وبكل ايمان وعزم وإصرار على النجاح لاختصرنا الزمن والإمكانات التي تلزم لبناء هذه المؤسسات كمؤسسات دولة يمنية حديثة تحكمها قيم العدل والعدالة والعمل المؤسسي بأرقى وأفضل نموذج.
نواة للجيش
> مثلت عملية إعادة بناء الجيش اليمني التحدي الأكبر بعد أن كان يسير نحو الهيكلة والتفكك.. ما أهمية هذه الخطوة في ظل المواجهة مع العدوان، والنقلة النوعية في جانب التصنيع العسكري وامتلاك القدرات الدفاعية المتطورة؟
>> لقد كانت البداية بتشكيل نواة للجيش من اللجان الشعبية وبعض أفراد وكتائب الجيش وكانت تعتبر هذه الخطوة أكبر انتصار في إدارة المعركة ومواجهة دول العدوان وقدراتهم العسكرية التي لا تستخدم إلا في حروب عالمية وفي مواجهة جيوش تماثل قدرات هذه الدول التي تحالفت في عدوانها على اليمن.
ومن هذه النواة للجيش بدأت عملية بنائه وتشكلت عوامل هذه الانتصارات التي قادها قائد الثورة السيد العظيم عبدالملك الحوثي – حفظه الله – فقد التحم قراره العظيم لمواجهة العدوان مع إرادة وإيمان وعزم نواة هذا الجيش الاستثنائي فكانت الانتصارات برعاية الله وتوفيقه وبدعم ومساندة الشعب اليمني العظيم. إن هذه النواة في هذا التاريخ الحديث جسدت قياداتها وأفرادها أروع النماذج القرآنية في أرض المعركة وفي التخطيط والتكتيك العسكري وفي التصنيع مما جعل الانتصارات استحقاقاً ربانياً، فسلام الله على شهداء وجرحى وأسرى وقيادة وضباط وأفراد هذا الجيش العظيم الذي جسد القيم والخلق الرباني.
أهداف الرؤية
> في مجال البناء والتطوير، جاء مشروع الرؤية الوطنية ليؤكد على هدف التغيير وإصلاح واقع مؤسسات الدولة.. أين تقف الرؤية الوطنية اليوم من هذا الهدف؟
>> الرؤية الوطنية هي منهج سلوكي لقيادة مؤسسات الدولة في التخطيط والإدارة والتقييم والمتابعة، فقد حملت الرؤية الوطنية أهدافاً إستراتيجية تحقق التغيير والتطور المنشود في إدارة مؤسسات الدولة حتى ترتقي إلى مستوى الدول المتقدمة في الإدارة وفي التنمية وفي العدالة، وحتى تكون الدولة دولة مؤسسات يسودها القانون والاستقرار السياسي والتنموي الشامل.
وهذه الأهداف النابعة من منهجية الرؤية في التخطيط والتقييم ليس لها أقدام أو عجلات تمشي عليها، وإنما هي قيم وآليات تعتمد عليها المنهجية التي تقود الجميع نحو تطوير هذه المؤسسات لتحقيق الأهداف الإستراتيجية، فان ارتقت هذه القيادات في إدارتها وتخطيطها وتقييمها وفق هذه المنهجية فستحقق النتائج الإيجابية التي تنعكس على تطور الإدارة وتحقيق العدالة والتنمية وفق مسار تدريجي وتصاعدي، وقد تأخذ لها سنوات حتى تكتمل نماذج قيم تلك الأهداف التي حملتها الرؤية الوطنية والتي تليق بأهداف وغايات الثورة والشعب اليمني وتضحياته العظيمة، وعلى ضوء ذلك نقيس مستوى قرب قيادات المؤسسات ومدى تجسيدها لقيم هذه المنهجية لبناء الدولة ومؤسساتها ومستوى بعدها عن تلك المنهجية التي تحقق أهداف الرؤية الوطنية.
الركائز الأربع
> تحقيق الاكتفاء الذاتي والوصول إلى الأمن الغذائي، يأتي على رأس أولويات المرحلة.. هل يعني ذلك أننا أمام ثورة زراعية، وما تقييمكم للخطوات التي تحققت إلى الآن؟
>> توحد إرادة وعزم قائد الثورة وقيادة الدولة نحو تحقيق النهضة في المسار الزراعي يُعتبر العامل الرئيسي للنجاح في ذلك، وبحسب قراءتي واستنتاجاتي الأولية للمسار الزراعي بصفتي مكلف به من قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى فأننا نرى بأن المسار الزراعي بحاجة إلى تفعيل الركائز التالية:
1- استنهاض المجتمع كونه جزءاً أساسياً مرتبطاً بالنهضة الزراعية وعلى الدولة العمل على ذلك.
2- إدارة تعتمد على منهجية مماثلة لمنهجية الجيش في مواجهة العدوان تجسد تلك القيم في السلوك والعزم والإيمان والانتصار في الإنتاج الزراعي بكل تفاصيله.
3- تطوير عملية إنتاج البذور بكل تفاصيلها بكلفة إنتاجية أقل لتساعد المزارع والدولة معا على الإنتاج وهذا يحتاج إلى تطوير البحوث الزراعية وأدائها.
4- الاهتمام بجانب الإرشاد الزراعي، ووضوح علاقة التعاون والتكامل مع القطاع الخاص.
فإذا عملنا على هذه الركائز الأربع فإننا بأذن الله سوف نحقق نهضة زراعية تحقق أمال وأحلام الشعب اليمني وقيادة الثورة، وإذا تجاهلنا الاهتمام بهذه الركائز فسوف يظل الحال كما هو عليه، فنحن نعتبر هذه الركائز من الأولويات التي ستتحكم بنتائج الزراعة نجاحاً وفشلاً.
النصر السياسي
> مع مراوغة العدو وتهربه من استحقاقات السلام التي تبدأ من الملف الإنساني ورفع الحصار وإنهاء العدوان.. كيف تقرؤون هذا الجانب من واقع رؤية القيادة في صنعاء للسلام ومتطلباته؟
>> اعتقد بل أنا مؤمن بأن كل محاولات قيادة دول العدوان لتحقيق مكاسب سياسية من خلال الحل السياسي بات مصيرها الفشل، فمهما راوغوا واتبعوا وسائل متعددة فسيفشلون أمام فطنة ودهاء قائد الثورة القادر بإذن الله على قيادة النصر السياسي كما قاد النصر العسكري في ميادين القتال؛ فترابط وثقة الشعب اليمني بقائد الثورة عزز موقف القيادة في صنعاء أمام الطرف الأخر، وسوف ننتصر في معركة السلام السياسية والاقتصادية؛ لأننا نمتلك كل تفاصيل وأجندات السلام.
ثلاث رسائل
> ماهي الرسائل التي يمكنكم توجيهها ولمن توجهونها.. في هذا اللقاء؟
>> سأكتفي بتوجيه ثلاث رسائل:
الأولى: إلى دول العدوان أقول لهم ستفشلون في سياساتكم التي تعتمدونها في ملف السلام طالما وأنتم تريدون من خلاله تحقيق ما فشلتم عن تحقيقه من خلال سياسات تحالفكم وعدوانكم العسكري والحصار الشامل، فكما فشل كل ما اعتمدتم عليه من سياسات وقدرات تكنولوجية واستخباراتية وهيمنة سياسية واقتصادية على القرار والعدالة الدولية ستفشلون سياسياً كما فشل عدوانكم العسكري وحصاركم وكل ما اعتمدتم عليه من مغالطات في ملف السلام.
الثانية: إلى الشعب اليمني العظيم أدعوه إلى مزيد من تعزيز ثقته بقائد الثورة، فكما قاد الانتصار العسكري سيقود بناء الدولة والتنمية؛ والمطلوب مزيد من الصبر والصمود والثبات وألا تتأثر أيها الشعب العظيم ببعض الإشاعات والإرجافات الإعلامية فهي إلى زوال نتيجة تلاحم صبرك مع عزم قيادة الثورة.
الثالثة: إلى قيادات مؤسسات الدولة أدعوهم إلى أن يؤدوا مهامهم ووظائفهم بنفس عزم وإرادة وإيمان وثبات الجيش في مواجهة العدوان، وإذا لم يجسدوا ذلك في إدارتهم وصنع قرارهم وتنفيذه وتقييمه وفق منهجية الجيش فانهم يخذلون قيادتهم وشعبهم.