المتحف المصري والمتحف الوطني بصنعاء

المتحف المصري والمتحف الوطني بصنعاء
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025-
المتحف المصري هو أحد أعظم متاحف العالم، ويضم أكبر مجموعة أثرية للحضارة المصرية القديمة. يقع في قلب القاهرة بميدان التحرير، ويعود تأسيسه إلى عام 1835، بينما افتتح رسميًا في موقعه الحالي عام 1902.
وحاليا تشهد مصر في هذه الأيام استعدادات مكثفة على مختلف المستويات استعدادًا للحدث الثقافي الأبرز في تاريخها الحديث، وهو الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير المقرر له يوم السبت، الأول من نوفمبر المقبل، ومن المقرر أن يكون يوم إجازة رسمية بهذه المناسبة.
ويعد هذا الصرح الحضاري الأكبر من نوعه في العالم، إذ يجمع بين عراقة التاريخ المصري القديم وأحدث تقنيات العرض المتحفي العالمية، ليقدّم تجربة استثنائية تربط الماضي بالحاضر.
وتعمل الجهات المعنية على وضع اللمسات الأخيرة في محيط المتحف ومنشآته، وسط ترقّب محلي ودولي لهذا الافتتاح الذي يُتوقع أن يشكل نقلة نوعية في السياحة الثقافية بمصر والمنطقة.
تاريخ المتحف المصري
هذا وقد تأسس المتحف المصري بمجموعة آثار في حديقة الأزبكية عام 1835، ثم نُقل إلى قلعة صلاح الدين، وأخيرًا إلى المبنى الحالي في ميدان التحرير بالقاهرة والذي افتتح عام 1902.
وقد أسسه عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت.
ويحتوي المتحف على مجموعات بارزة من آلاف القطع الأثرية، أبرزها مجموعة توت عنخ آمون، ومومياوات ملوك الفراعنة، وتماثيل ضخمة، وأدوات الحياة اليومية في مصر القديمة.
ويعتبر أحد أبرز وأقدم المتاحف الأثرية في الشرق الأوسط، وكان مركزًا عالميًا للبحث والتعليم في علم المصريات.
المتحف المصري الكبير
الموقع: بجوار أهرامات الجيزة، على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي.
الافتتاح الرسمي: مقرر في 1 نوفمبر 2025، مع فتح أبوابه للجمهور في 4 نوفمبر.
المساحة: من أكبر المتاحف في العالم المخصصة لحضارة واحدة، ويطل مباشرة على هضبة الأهرامات في مشهد بانورامي.
المحتوى: يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها قاعات مخصصة للملك توت عنخ آمون، الدرج العظيم، متحف مراكب خوفو، وحدائق خارجية.
الهدف: تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة، ليكون مركزًا عالميًا للتراث والتعليم الثقافي بحيث يستطيع الزائر او السائح من قضاء يوم كامل داخل أروقة المتحف.
المتحف الوطني بصنعاء
ونحن نترقب افتتاح المتحف المصري الكبير علينا أن نتحدث قليلا عن المتحف الوطني في صنعاء، والذي يعتبر أحد أهم المؤسسات الثقافية في اليمن ، وبوابة اليمن التاريخية ، خاصة أنه يضم كنوزًا أثرية وتراثية تعكس عمق الحضارة اليمنية عبر العصور.
تأسس المتحف الوطني عام 1971 ويقع في قلب العاصمة قرب ميدان التحرير بصنعاء ، في مبنى تاريخي وهو قصر دار الشكر، أحد القصور الإمامية التاريخية، قرب باب السباح وجامع قبة المتوكل في قلب ميدان التحرير.
ثم أُعيد افتتاحه في الثمانينيات في قصر دار السعادة المجاور لدار الشكر. ويمثل دار السعادة أحد المباني التي شيّدها العثمانيون في صنعاء، وهو المبنى الذي حوّله الإمام يحيى بن حميد الدين ملك المملكة المتوكلية اليمنية قصرًا له، واسماه دار السعادة. وفي العهد الجمهوري تم تحويله في الثمانينيات إلى متحف.
محتويات المتحف
يحتوي المتحف عدد كبير من القطع الأثرية والتي تقدر بأكثر من 150 ألف قطعة، منها 40 ألف قطعة موثقة، بينما المعروض منها لا يتجاوز 1600 قطعة.
أقسام المتحف:
الآثار القديمة: نقوش وتماثيل تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد وما بعد هذا
التراث الشعبي: أدوات ومقتنيات من الحياة اليمنية التقليدية.
الآثار الإسلامية: مخطوطات وتحف من العصور الإسلامية المختلفة.

ظل المتحف مغلقًا لسنوات جراء العدوان على اليمن، إلا أن قيادة الهيئة حرصت على إعادة فتح المتحف في سياق اهتمامها بالعمل المتحفي؛ فكان العمل الدؤوب الذي كُلل بإعادة افتتاحه في 28 أبريل من العام الماضي ومعه متحف الموروث الشعبي الواقع بجواره أمام الزوار، بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف.
ولم يكن المتحف الوطني بصنعاء ذاكرة وتاريخ اليمن من القصف الإسرائيلي، عندما تم استهداف مبنى صحيفة 26 سبتمبر المجاور للمتحف يوم الأربعاء 10 سبتمبر الماضي، ما أدى إلى أضرار جسيمة لحقت بالمتحف
مثلما فعلت في قطاع غزة، عندما عمدت إسرائيل إلى تكرار التجربة ذاتها في استهداف المواقع الأثرية والتاريخية.
حاليا المتحف الوطني بصنعاء مغلق تماما أما الزوار بسبب الاضرار الجسيمة التي لحقت به جراء الاستهداف الإسرائيلي.
كنز تاريخي مهمل
ويأمل الكثير من المهتمين بالتاريخ اليمني، أن يقف المتحف الوطني بصنعاء شامخًا، حارسًا لذاكرة حضارة ضاربة في القدم. لأن هذا الصرح الثقافي العلمي السياحي رغم ما يختزنه من كنوز أثرية نادرة، لا يزال بعيدًا عن أن يكون وجهة سياحية وعلمية تستحقها اليمن وتاريخها العريق.
لذا لا بد من إعادة تأهيل البنية التحتية للمتحف وفق المعايير الدولية، بما يشمل ترميم المبنى تحديث أنظمة الإضاءة والتكييف، وتوسعة قاعات العرض. فالمتحف يحتفظ بأكثر من 150 ألف قطعة أثرية، بينما لا يُعرض منها سوى 1600 قطعة فقط، ما يستدعي إعادة تصميم سيناريو العرض المتحفي ليحكي قصة اليمن الحضارية بأسلوب تفاعلي وجذاب.
ولجذب الزوار من مختلف الأعمار، لا بد من إدخال الوسائط الرقمية: شاشات ذكية، تطبيقات إرشادية، وخرائط زمنية تفاعلية. يمكن للزائر أن يعيش تجربة افتراضية داخل حضارات سبأ وحِمير، وأن يتنقل بين العصور عبر تقنيات الواقع المعزز، مما يحوّل الزيارة إلى رحلة معرفية لا تُنسى.
وليكون المتحف منارة للعلم، لا بد من إنشاء مركز بحثي داخله يتيح الوصول إلى الوثائق والمخطوطات والنقوش، مع رقمنة الأرشيف وتوفير قاعدة بيانات مفتوحة للباحثين. كما يمكن تنظيم ندوات دورية بالتعاون مع الجامعات اليمنية والدولية، مما يعزز مكانة المتحف كمصدر معرفي رائد.
وهذا المشروع الطموح يتطلب شراكات متعددة كإشراك المجتمع المحلي في الترويج والتعاون مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو، وإطلاق صندوق دعم يتيح للجهات المانحة والمغتربين المساهمة في تطوير المتحف.
فالمتحف الوطني ليس مجرد مبنى، بل مشروع وطني يعكس تاريخ وهوية اليمن وبوابته التاريخية والثقافية للعالم.

