اخبار محليةاقتصاد دولي

الصين تحدث تحولاً في طبيعة الذهب

الصين تحدث تحولاً في طبيعة الذهب

الاثنين 27 أكتوبر 2025-  

في خطوة علمية وتقنية غير مسبوقة، أعلنت الصين عن تطوير نوع جديد من الذهب يُعرف باسم “الذهب النقي الصلب” (بيانغ زوجين)، يتمتع بخصائص ميكانيكية متقدمة دون تغيير تركيبه الكيميائي الأساسي. هذا الابتكار، الذي جاء ثمرة سنوات من البحث والتطوير، يُعد تحولاً جذرياً في فهم طبيعة الذهب واستخداماته، ويكسر معادلة تقليدية استمرت قروناً بين النقاء والمتانة.

الذهب التقليدي عيار 24 قيراطاً، رغم نقاوته العالية التي تصل إلى 99.9%، يُعرف بليونته وضعف صلابته، مما يجعله غير مناسب للاستخدام اليومي. ولهذا، كان الحرفيون يلجؤون إلى مزجه بمعادن أخرى مثل النحاس والفضة لتحسين متانته، ما يؤدي إلى انخفاض درجة النقاء وفقدان جزء من لمعانه الأصفر المميز. أما الذهب الجديد، فيحتفظ بنقاوته الكاملة ويكتسب في الوقت ذاته صلابة تضاهي الذهب عيار 18، في إنجاز تقني يجمع بين صفاء العنصر وخواصه الميكانيكية المتقدمة.

في مايو/أيار 2024، حصلت الصين على براءة اختراع لهذا النوع من الذهب، وأعلنت رسمياً اعتماده كفئة صناعية جديدة، ليبدأ تطبيق معيار “الذهب الصلب الخالص” في صناعة المجوهرات اعتباراً من مايو/أيار 2025. وقد صاغ مجلس الذهب العالمي هذا المعيار بالتعاون مع هيئات وشركات صناعية كبرى، محدداً متطلبات الجودة والسلامة، بما في ذلك نقاء لا يقل عن 99% وصلابة تبدأ من 60 درجة على مقياس فيكرز، أي ما يعادل أربعة أضعاف صلابة الذهب التقليدي.

يساهم هذا المعيار في توحيد المصطلحات الصناعية المجزأة مثل “ذهب 5 جي” و”الذهب ثلاثي الأبعاد”، ويضمن للمستهلكين أن المنتج يفي بوعود المتانة والجودة. وقد تحقق هذا الأداء الفريد عبر إدخال نسب دقيقة جداً (0.1–1%) من عناصر نادرة مثل الإنديوم والزنك، دون التأثير على التركيب الكيميائي أو اللون الطبيعي للذهب. هذه الإضافات تعمل على تعديل البنية الذرية للمعدن، مما يمنحه صلابة واستقراراً ميكانيكياً أعلى مع الحفاظ على لمعانه واستقراره الكيميائي.

على المستوى الصناعي، يُنتج الذهب الجديد باستخدام الذهب النقي نفسه، لكنه يخضع لعمليات تشكيل كهروكيميائي بالنطاق النانوي، حيث تُرسب طبقات الذهب على قوالب هندسية دقيقة تحت ظروف مضبوطة، لتكوين شبكة معدنية ذات بنية حبيبية نانوية ومسامية منخفضة. كما تُستخدم تقنيات السباكة الدقيقة لإعادة ترتيب البنية البلورية الداخلية، مما يعزز الصلابة دون المساس بالنقاء أو اللون.

وفي أغسطس/آب 2024، كشف فريق علمي صيني عن تقنية جديدة تعتمد على تشكيل مسام نانوية منتظمة داخل الذهب، تمنحه قدرة أعلى على تحمل الإجهاد الميكانيكي مع الحفاظ على الليونة والوزن، دون آثار بيئية ضارة. وعلى خلاف الطرق التقليدية التي تعتبر الفقاعات عيوباً بنيوية، أثبتت الدراسة أن التحكم في شكل وتوزيع هذه المسام يعزز الخصائص الميكانيكية للمعدن.

وتتيح هذه التقنيات إنتاج مجوهرات ذهبية متجانسة وخفيفة الوزن بتصاميم هندسية معقدة، تجمع لأول مرة بين نقاء الذهب عيار 24 قيراطاً وسهولة التشكيل والمتانة التي كانت تقتصر سابقاً على السبائك المخلوطة، ما يمثل تحولاً تقنياً بارزاً في صناعة الذهب عالمياً.

الجزيرة نت

اقرأ أيضا:بكين وواشنطن تتفقا على تهدئة التوتر التجاري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى