السيد عبدالملك..إغراق السفينتين رسالة قوية للشركات التي تتجاهل الحظر اليمني

السيد عبدالملك..إغراق السفينتين رسالة قوية للشركات التي تتجاهل الحظر اليمني
الخميس17يوليو2025_
قال قائد الثورة ،السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي،أن عملية إغراق السفينتين التابعتين لشركتين مخالفتين لقرار الحظر اليمني على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، أدت إلى إعادة إغلاق ميناء أم الرشراش بعد محاولة الاحتلال إعادة تشغيله
وأكد السيد عبد الملك أن هذه العملية مثلت ردعاً ورسالة قوية لكل الشركات التي تتجاهل قرار الحظر اليمني، مشدداً على الجدّية في استهداف سفن تلك الشركات “في أي وقت تظفر بها القوات المسلحة في مسرح العمليات”.
وكشف السيد عبدالملك الحوثي في كلمة له،اليوم الخميس،أنّ جبهة الإسناد من اليمن نفّذت هذا الأسبوع عدة عمليات بـ11 ما بين صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، في إطار الدعم المستمر للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقال ،أنّ “هذه العمليات استهدفت مواقع تابعة للعدو الإسرائيلي في يافا والنقب وأم الرشراش داخل فلسطين المحتلة”، مؤكداً استمرار الفعل العسكري النوعي ضمن معادلة الردع اليمنية.
كذلك كشف السيد عبدالملك الحوثي أن عدد التظاهرات والوقفات التي شهدها اليمن خلال الأسبوع الماضي بلغ 1229 تظاهرة ومسيرة ووقفة، بينها تظاهرة كبرى نظمتها جامعة صنعاء، أمس، داعياً اليمنيين إلى الخروج المليوني غداً ثباتاً على الموقف الحق ومواصلة الجهاد دعماً لغزة.
وأكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليس عدواناً عابراً، بل هو إبادة ممنهجة تنفذها آلة القتل الصهيونية ضمن مشروع واضح المعالم، وتحت مظلة أميركية.
وشدد السيد الحوثي على أن “السلوك الإجرامي اليومي للاحتلال الإسرائيلي في غزة يكشف أن الهدف هو إنهاء الوجود الفلسطيني، وليس فقط تحقيق مكاسب عسكرية”.
وأوضح أن الاحتلال “أباد عائلات بكاملها، ومسحها من السجل المدني، ما يعيد إلى الأذهان أسوأ الجرائم التاريخية المرتكبة بحق البشرية”.
السيد الحوثي كشف عن أنّ “نسبة الولادات في غزة انخفضت بنسبة 41% هذا العام، وعدد السكان تراجع بنسبة 10%”، مشيراً إلى أنّ هذا “دليل لا لبس فيه على فظاعة المشروع الصهيوني الذي يسعى لتفريغ غزة من سكانها، وإلغاء الوجود الفلسطيني”.
كذلك لفت إلى أنّ “العدو الإسرائيلي استقدم حتى المقاولين ليكملوا نسف ما بقي من المباني والمساكن والأميركي يمده بشكل لا يتوقف بشحنات من الجرافات”.
فرض واقع جديد في سوريا ولبنان
وأشار قائد الثورة ،إلى اعتداءات الاحتلال على لبنان، مشيراً إلى أن هذا الأسبوع شهد تصعيداً لافتاً في الغارات، بالتوازي مع سعي أميركي حثيث لدفع بعض القوى اللبنانية نحو تبني الطرح الإسرائيلي.
وشدد السيد عبدالملك الحوثي على أن تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق يأتي في إطار محاولة الاحتلال لتثبيت “معادلة الاستباحة” من دون أن يواجه بردّ فعل.
ولفت إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى فرض سيطرته على مساحة واسعة في سوريا تمتد إلى قرب دمشق، محذّراً الأقليات والطوائف في سوريا من الاستغلال الإسرائيلي لها لأن “العدو طامع”.
وأوضح أن هذه المعادلة لا تقتصر على سوريا ولبنان، بل تشمل كل دول المنطقة، في إطار مشروع صهيوني يسعى لفرض واقع جديد عنوانه العدوان بلا محاسبة، لافتاً إلى أن هذا النهج العدواني يُنفذ في ظل غطاء أميركي سياسي وعسكري، يهدف إلى فرض واقع من الصمت الإقليمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
“تهويد القدس والخليل يتم على مرأى من الأمة”
وتطرّق قائد حركة أنصار الله إلى التسارع الخطير في سياسات التهويد التي ينفذها الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن ما كان يُعدّ في السابق تعدّياً على المقدسات، بات اليوم مشهداً اعتيادياً للكثير من أبناء الأمة.
وأضاف أن “العدو الصهيوني يمضي في فرض الطابع اليهودي على القدس”، لافتاً إلى قيام الاحتلال بتنظيم مهرجان سينمائي بالقرب من البلدة القديمة هناك.
وتطرّق قائد الحركة إلى ما يجري في مدينة الخليل المحتلة، حيث أقدم الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً على سحب صلاحيات بلدية الخليل من المسجد الإبراهيمي، واعتبر أن ما حدث هناك هو خطوة من خطوات التهويد المستمرة.
وأكد السيد الحوثي أن العدو الإسرائيلي لم يعد يخفي نواياه الحقيقية، قائلاً: “العدو بات واضحاً وصريحاً بأنه لن يقبل بقيام دولة فلسطينية، لا في الضفة الغربية ولا في غيرها”.
“واشنطن شريكة في العدوان ومسؤولة عن الإبادة”
وحمّل قائد الثورة الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عمّا يحصل في قطاع غزة، قائلاً: “العدوان على غزة يكاد أن يكون أميركياً قبل أن يكون إسرائيلياً، فالدور الصهيوني تنفيذي، أما التخطيط والدعم المعلوماتي والتسليحي والغطاء السياسي فهو أميركي بالكامل”.
واعتبر أيضاً أن “هذا الدعم المفتوح يعكس التوجه الاستراتيجي الأميركي العدواني تجاه شعوب الأمة، وليس مجرد موقف ظرفي أو تكتيكي”.
وأكّد السيد الحوثي أنّ الإبادة التي تُنفّذ اليوم بحق الشعب الفلسطيني، وما جرى في لبنان وسوريا، كلّها محطات في مشروع أميركي–صهيوني واحد يستهدف الأمة ككل.
وأضاف أن “هذا العدوان ليس وليد اليوم، بل هو مسار ممتد لعقود من الزمن، عنوانه الاستهداف الممنهج لكل قوة حية في العالم العربي والإسلامي”.
وفي سياق متصل، تأسّف السيد الحوثي لاستمرار بعض الدول العربية في تمويل آلة الحرب الإسرائيلية، ولو عبر الوسيط الأميركي. قائلاً: “من المؤسف جداً أن تكون أموال الأمة العربية هي مصدر تسليح دائم للعدو الإسرائيلي، عبر مشتريات سلاح أميركية تصبّ في خدمة المشروع الصهيوني”.
وتناول السيد الحوثي في كلمته، بعض الجهات العربية التي لا تزال تراهن على تغيير في الموقف الأميركي، مشيراً إلى أنّ “من يراهن على الولايات المتحدة يخدع نفسه، ويدفع بالأمة إلى مزيد من الخضوع والارتهان”، وأضاف: “لا يمكن أن يأتي الإنصاف من يد المجرم، ولا الحرية من قلب المستعمر”.
وشدّد على أنّ “التحرر من التبعية والانخراط في محور المقاومة هو الطريق الوحيد لاستعادة الكرامة، وإيقاف النزيف العربي المستمر تحت عناوين مزيفة وبشعارات خادعة”.
“مجاهدو غزة يلحقون الهزائم بالعدو”
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن المجاهدين في قطاع غزة يواصلون إلحاق الخسائر والهزائم بالعدو الإسرائيلي، منوّهاً بالعمليات البطولية التي ينفذها المقاومون، وبإبداعهم في التخطيط والتكتيك والتنفيذ.
وأشاد في كلمته بالشهيد محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، واصفاً إياه بأنه “رائد من رواد مدرسة الجهاد في فلسطين ومثال ملهم في الأداء الجهادي الراقي والناجح”.
وأضاف أن الشهيد ورفاقه في كتائب القسام قدّموا “درساً كبيراً وملهماً عن أهمية الانطلاقة الإيمانية الجهادية، ودورها في الارتقاء بالإنسان”.
وفي هذا السياق، ذكر السيد الحوثي أن الشهيد الضيف ورفاقه في المقاومة الفلسطينية انطلقوا من نقطة الصفر وفي ظروف بالغة الصعوبة، لكنهم استطاعوا أن يحققوا نتائج كبيرة، وأن يلحقوا بالعدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأشار السيد الحوثي إلى أن المجاهدين في فلسطين هم الذين أعاقوا العدو الإسرائيلي عن توسيع عدوانه وتجاوز المعركة نحو بلدان أخرى، مؤكداً أن “فشل العدو لمدة 21 شهراً يقدم بوضوح مدى فاعلية الخيار الجهادي، وما تحقق من نتائج عظيمة لجهود الشهيد الضيف ورفاقه”.
وشدد على أن المجاهدين الفلسطينيين ألحقوا بالعدو كثيراً من الهزائم، وهو اليوم يعاني من “مشكلة في قواه البشرية”، مشيراً إلى أنّه “نتج عنها مشكلة أخرى في مسألة تجنيد الحريديم”.
كذلك حذّر السيد الحوثي من حملات دعائية مكثفة تعمل على تبرير حالة اليأس والانكسار أمام الاحتلال الإسرائيلي، وتسعى إلى تشويه خيار الجهاد والمقاومة، وتصويره على أنه خيار “انتحاري”، بينما الواقع يؤكد أنه الخيار الفاعل والمثمر في مواجهة الاحتلال.