اخبار محليةثقافة وسياحة

السفير المصري أشرف عقل يكتب عن معايشته لليمن

 السفير المصري أشرف عقل يكتب عن معايشته لليمن

 الخميس26 ديسمبر2024_ كتب سعادة المصري السابق في اليمن الدكتور أشرف عقل عن اليمن وتاريخ اليمن، وذلك من خلال معايشته وقربه للمجتمع اليمني أثناء توليه رئاسة الدبلوماسية المصرية في اليمن قبل العام 2014م، كتب حول ذلك عدة مقالات بعنوان ( من وحى العيش في اليمن الحبيب ).

السفير المصري الدكتور أشرف عقل

صوت الشورى يقوم بنشر مقالات سعادة السفير المصري الجنسية العاشق لبلده الثاني اليمن خلال الأسطر القادمة.

( ١- اليمن والإسلام ) .

– دخل الإسلام اليمن في العام الثامن للهجرة الموافق ٦٢٩ للميلاد ، وظل تحت حكم الخلافة الراشدة والأموية والعباسية حتى حكم المأمون بن هارون الرشيد ، حيث اشتد ظلم الولاة فاستقلت اليمن دويلات ، ولم تتوحد إلا في ظل الدولة الصليحية والرسولية ، وحكمها الأئمة الزيديون لمدة ١٢٠٠ عام بفترات تقطعت بتدخلات منها الخلافة العثمانية ، التي احتلت اليمن لأول مرة عام ١٥٣٨م الموافق ٩٤٥ هجرية ، وقد تمكن الإمام محمد الملقب بالمؤيد بن القاسم من طرد الأتراك من اليمن عام ١٦٣٥م / ١٠٤٥ هجرية ، لتكون بذلك أول ولاية عربية تخرج عن فلك الدولة العثمانية ، التي ستعود إلى اليمن ثانية عام ١٨٥٠م / ١٢٦٦ هجرية ، أي بعد أكثر من قرنين من الزمان .

– وبخروج الأتراك تمهد الطريق لتوحيد اليمن للمرة الثالثة في الزمن الإسلامي ، على يد الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم أخو المؤيد السالف ذكره ، الذي مد سلطانه إلى جميع بقاع اليمن من مكة شمالا إلى عمان جنوبا ، واستمرت هذه الدولة موحدة أكثر من مائة عام لتواجه الحملة العثمانية من الخارج ، والأطماع الاستقلالية في الداخل ، مما أدى إلى انحسارها في الإقليم الشمالي الغربي .

– ثم تعددت الحملات العثمانية حتى انتهت بنهاية الدولة العثمانية نفسها ، وعقدها مع الإمام يحيى حميد الدين صلح دعان سنة ١٩١١م / ١٣٢٩ هجرية ، وتسلمه الحكم ليصبح الرجل الأقوى في شمال ووسط اليمن باستثناء المناطق الجنوبية والشرقية التي كانت واقعة تحت الاحتلال الفعلي أو الحماية البريطانية منذ عام ١٨٣٩م / ١٢٥٥ هجرية .

– وقد انتهى حكم الإمامة في اليمن الشمالي بثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م / ١٣٨١ هجرية ، التي نقلته إلى النظام الجمهوري . بالمقابل في جنوب اليمن كان الاحتلال البريطاني قد أنشأ عام ١٩٥٩م / ١٣٧٩ هجرية ، اتحاد إمارات الجنوب العربي ، المؤلف من ست دويلات ، واتسع ليضم سبعة عشر دولة ، وعدل اسمه إلى ” اتحاد الجنوب العربي ” عام ١٩٦٢م .

– وقد اشتدت الثورة التي اندلعت ضد البريطانيين عام ١٩٦٣م / ١٣٨٣ هجرية ، حتى نال جنوب اليمن استقلاله الرسمي عام ١٩٦٧م / ١٣٨٧ هجرية ، وهو ما مهد الطريق لقيام دولة اليمن الديمقراطية الشعبية .

– وفى عام ١٩٩٠م ، شهدت صنعاء أول اجتماع لكامل قيادة الوطن اليمني ممثلة في العقيد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام آنذاك ، وعلي سالم البيض الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، بالإضافة إلى مسئولي الدولتين ، حيث تم الاتفاق على أن تقوم بتاريخ ٢٢ مايو ١٩٩٠م ، وحدة اندماجية كاملة بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ” شطري الوطن اليمني ” تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى ” الجمهورية اليمنية ” يكون لها سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة .

 المرجع : مصادر متعددة .

***

الصورة في يناير ٢٠١٤م ، بمنتدى البروفيسور الراحل عبد العزيز المقالح رحمة الله تغشاه ، ومعنا الأخ القاضي الدكتور يحيى الماوري أطال الله فى عمره

( من وحى العيش في اليمن الحبيب ) ( دار الحجر 2)

– يعد قصر دار الحجر أحد المباني التاريخية في اليمن ، ويقع في منطقة وادي ضهر بصنعاء ، حيث تلتقي السيول ؛ لتخلق واحة خضراء تزينها بساتين الفاكهة ، ولاسيما الرمان والأعناب ، وتجرى من تحتها الجداول والسواقي . والوادي الذي اصطفاه الملوك والحكام منذ القدم منتجعا لما يتمتع به من جمال وتنوع طبيعي ، عرف الكثير من القصور التي بناها حكام اليمن المتعاقبون . وقد سمى بهذه التسمية نسبة للصخرة الجرانيتية التي شيد عليها . 

– بني القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي ، حيث أمر ملك اليمن آنذاك الإمام المنصور علي بن العباس وزيره علي بن صالح العماري ( ١٧٣٦ -١٧٩٨م ) والذي اشتهر بالهندسة المعمارية والفلك والشعر والأدب ، أمره ببناء قصر في وادي ضهر ليكون قصراً صيفياً له . ويروي المؤرخون أنه بني على أنقاض قصر سبئي قديم كان يعرف بحصن ذي سيدان الذي بناه الحميريون عام ٣٠٠٠ ق.م .

– جرى تدمير الحصن على يد الأتراك قبل أربعمائة عام ، وأُعيد ترميمه في بداية القرن العشرين على يد الإمام يحيى حميد الدين ، الذي أضاف إليه أدوارا إضافية من الياجور ” الطوب الأحمر ” ، وشيد إلى جواره مسجدا أسماه ” مسجد المتوكل ” ، وذلك كي يقيم فيه مع أهله في فصل الخريف من كل عام . ويعد القصر حالياً معلماً سياحياً يقصده الآلاف من أنحاء العالم .

– يتكون القصر من سبعة أدوار تتناسق بتصميمها مع التكوين الطبيعي للصخرة ” أساس البنيان ” ، وبين جنبات الصخرة نحتت حجراته ال ٣٥ بنقوشها البديعة وزخارفها الملونة ، وفى أعماقها حفرت المخازن الأرضية والدهاليز المزدانة بالأعمدة والعقود الحجرية ، وكذلك الأدراج المتعددة ببراعة ودقة تدعو للعجب .

– وفى المفرج ” البهو الواسع ” بسقفه العالي الذي زينت إطاره الزخرفة الجصة المتقنة ، حيث اعتاد الإمام أن يجلس وضيوفه ليطلوا من النوافذ الواسعة على الأحواض المائية المدرجة المبنية بإحكام هندسي من صخور ” الحبش الأسود ” ، وما تحتها من مساحات خضراء شاسعة تذيل رداء الصخرة العملاقة هناك .

– يحيك اليمنيون حول هذا القصر الضخم ، الذي طالما صمد في حالات الطوارئ بما فيه من آبار ومخازن مؤن تؤهله للاكتفاء الذاتي ، عديدا من الخرافات ، ويطلقون عليه اسم ” قصر العجائب ” معتبرين أولى عجائبه الكثيرة موقعه المحصن وبوابته الكبيرة بشجرتها الوارفة ” الطالوقة ” المنتصبة على يمينها منذ أكثر من ٧٠٠ عام .

* المرجع : مصادر متعددة .

( من وحى العيش فى اليمن الحبيب ) ( الجامع الكبير بصنعاء 3)

– يعد الجامع الكبير في صنعاء قلب المدينة الحقيقي ، وقد شكل إنشاؤه في العام السادس للهجرة حجر الزاوية فى البنية المادية والروحية والفكرية للمدينة ، وقامت على منواله فيما بعد مساجد عديدة أحصاها القاضي الحجرى فى كتابه ” مساجد صنعاء ” فبلغت المائة . كما يعد الجامع متحفا حيا يعكس روح العصور المتعاقبة على صنعاء ، إذ كان يهدى له دائما  أفضل ما ينتجه الرسامون والنقاشون والخطاطون . وبداخله أعمال فنية رائعة خاصة الزخارف المتنوعة التي تغطى مصندقات سقوف الحرم ، والجامع أيضا هو أول جامع بني خارج المدينة المنورة ، وثالث مسجد بني في الإسلام بعد مسجدي قباء والمسجد النبوي الشريف .

– كان الرسول صل الله عليه وسلم قد أمر الصحابي ” فروة بن مسيك المرادي ” وهو رئيس قبيلة مراد في الجاهلية ، وأحد وجوه قومه في الإسلام ، أن يقيم مسجدا في بستان الحاكم الفارسي ” باذان بن ساسان ” ، وكان المكان معمورا ببقايا منشآت سابقة مثل قصر ” غمدان ” الذي يعتقد أن منه قد أحضرت حجارة الجامع الكبير ، وكذلك بعض أبوابه الفولاذية الإثنى عشر ، وفوق أحدها مازالت هناك كتابة بخط المسند الحميرى لأبيات شعر تشير إلى القصر .

 يسمو إلى كبد السماء مصعدا

                  عشرين سقفا سمكها لا يقصر

وقبالة الباب الأول والثاني من أبواب الجامع الشرقية ، مازالت هناك قطعة حجرية ضخمة ، تلتحم مداميكها بالمعدن المذاب ، يعتقد كذلك أنها من بقايا قصر غمدان .

– وقد أمر بتوسعته الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والولاة من بعده . كما عثر علماء الآثار عام ٢٠٠٦م ، بإشراف خبيرة الآثار الفرنسية الدكتورة ماري لين على آثار سراديب وآثار لبناء قديم مازالت تحت الدراسة . أيضا ، تم الإعلان عن  كشف أثري مهم قبل ذلك بسنوات أثناء إزالة الجص من الجدران ، حيث تم اكتشاف اثني عشر مصحفا قديما أحدها كتب بخط سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وكذلك عدة آلاف من المخطوطات العربية النادرة من صدر الإسلام ، ومراسلات من العهد الأموي ، وهذه النفائس محفوظة الآن بمكتبة الجامع .

– ومازال الجامع مركز صنعاء الأساسي لنشر وتعليم القرآن الكريم منذ أكثر من ١٤٠٠ عام ، فالجامع لم يكن مكانا روحانيا للصلاة فحسب ، بل مركز إشعاع علمي هام أيضا على مدى قرون . وفى عهد الإمام يحيى حميد الدين عام ١٩٣٦م ، بنيت مكتبته التي ضمت مجموعة هامة من المخطوطات الإسلامية ، وإلى جانبه أنشئت دار حديثة للمخطوطات . 

– وقد ألحقت أمطار غزيرة هطلت في صنعاء عام ١٩٦٥م ، أضراراً في سقف المسجد في الزاوية الشمالية الغربية . وخلال أعمال الترميم والصيانة اكتشف العمال قبوا كبيرا يحتوي على العديد من المخطوطات القرآنية التى تعد من أقدم النسخ القرآنية التي عثر عليها حتى الآن ، عرفت بمخطوطات صنعاء ، وهى تقدر بحوالي ثلاثة آلاف مخطوطة فريدة محتفظة برونقها وحالتها الجيدة ، يعود بعضها إلى القرون الأولى للهجرة .

– وفيما يتعلق بوصف الجامع ، يمكن القول إنه مستطيل الشكل ، تبلغ مساحته حوالي ( ٦٨ × ٦٥مترا ) بنيت جدرانه الخارجية بحجر الحبش الأسود ، والشرفات العليا بالطابوق والجص ، وهو يحتوي على إثنى عشر باباً ، ثلاثة في جدار القبلة ، منها باب يعود تاريخه إلى فترة التاريخ القديم نقل من أبواب ” قصر غمدان ” ، وهو على يمين المحراب ، وفي الجدار الجنوبي مدخل واحد يعرف بالباب العدني تتقدمه قبة صغيرة ، وفي الجدار الشرقي خمسة مداخل ، وفي الجدار الغربي ثلاثة مداخل ، ويتوسط مساحة الجامع فناء مكشوف تبلغ مساحته حوالي ( ٣٩× ٣٨ مترا ) تتوسطه كتلة معمارية مربعة الشكل طول ضلعه ستة أمتار ، تغطيها قبة حفظت فيها وقفيات الجامع ومصاحفه ومخطوطاته .

– كما يحيط بصحن الجامع أربعة أروقة هي : الرواق القبلي ، والرواق الجنوبي ،  والرواق الغربي ، والرواق الشرقي . ويوجد ضريح في الناحية الجنوبية من الرواق الغربي يطلق عليه ضريح ” حنظلة بن صفوان ” ، وتبلغ عدد الأعمدة في الجامع ١٨٣ عموداً ، منها ٦٠ عموداً قبلية ، ٣٠ عموداً غربية ، ٥٤ عموداً في المؤخرة ، ٣٩ عموداً شرقية ، ويعود تاريخ هذه الأعمدة إلى الفترة من القرن الرابع حتى القرن السادس الميلادي ، أما السقوف المصندقة فهي ذات زخارف فنية منفذة بطريقة الحفر الغائر ، ويحدد تاريخ السقف المصندق للرواق الشرقي بالقرن الثالث الهجري استناداً إلى طرازه ، بينما يعود تاريخ سقوف الرواق الغربي وبعض أجزائه إلى العصر الأموي ، وبعضها يعود إلى أوائل العصر العباسي .

– وللجامع مئذنتان ، في الناحية الجنوبية واحدة ، والثانية في الناحية الغربية منه ، فالمئذنة الشرقية أعيد تجديدها في أوائل القرن الثالث عشر الهجري ، وتتكون هذه المئذنة من قاعدة حجرية مربعة الشكل بها مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية ، والآخر في الناحية الشرقية ، يقوم عليها بدن مستدير تعلوه شرفة مزدانة بصفوف من المقرنصات ، ويعلو الشرفة بدن آخر سداسي الشكل فتح بكل ضلع نافذة معقودة ، ويتوج هذا البدن قبة صغيرة وصفها الرازي بأنه لم يعمل مثلها إلا في دمشق أو في منارة الإسكندرية .

– أما المئذنة الغربية فتشبه المئذنة الشرقية إلى حد كبير مبنية على قاعدة مربعة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار ، ويوجد غرب المنارة الغربية مكتبة مملوءة بذخائر التراث العلمي والثقافي واليمني في كافة المجالات ، وفيها المخطوطات النادرة ، ومنها عدة نسخ من القرآن الكريم الذي جرى نسخه في عهد الخليفة ” عثمان بن عفان ” رضي الله عنه ، كما يوجد قبران في فناء الجامع تحت المنارة الشرقية .

– ومما يجدر ذكره ، أنه ليس بعيدا عن الجامع ، كما يعتقد ، كانت هناك كنيسة ” القليس ” الضخمة التي بناها أبرهة الحبشى على هدى كنيسة المهد فى بيت لحم لينقل إليها الحجر الأسود ، وتكون بديلا عن الكعبة المشرفة فى مكة المكرمة ، لكن الطيور المحملة بحجارة من سجيل ، ويقال أيضا الجدرى ، فتكت بجنده ، فهزم قبل أن يهدم الكعبة ، وكان ذلك فى عام ٥٧٠ هجرية .

* المرجع مصادر متعددة .

* الصورة أدناه ، بعد أداء صلاة العصر في الجامع الكبير فى شهر يوليو ٢٠١٤م ، ومع الأخ الدكتور فتحى السقاف عميد كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء سابقا ، والأخ الأستاذ على طاهر الخاوى وكيل الوزارة السابق .

( من وحى العيش في اليمن الحبيب ) (  البخور واللبان والعطور في اليمن  4)

– اهتم اليمنى منذ قديم الزمان بالبخور واللبان والعطور واشتهر بتجارتها ، فالبخور جزء هام من حياة اليمنى ، وجزء مميز في ضيافته ، لذا يحرص على تبخير ثياب ضيفه قبل مغادرته بما يبقى أثره العطر بين ثناياها أياما بعدها .

– وأنواع البخور كثيرة منها : النباتي كاللبان والعود ، ومنها ما يطبخ في المنازل ، وهناك عائلات توارثت حرفة صنع البخور وعرفت بها ، ويذاب فى الخلطة المطبوخة العنبر والمسك ودهن البان والطيب والظفرى ” من الكائنات البحرية ” والعود وغيرها . وهذه الطبخات تنتج ، إلى جانب البخور ، زيوتا عطرية مختلفة ، منها : الزباد ، الأخضرين ،  المعشوقة ، الدليلة والمجموع ، وغيرها .

– ويحرق البخور في المباخر المزخرفة لتفوح رائحته العطرية من كل شيء في البيت ، ولكل منها بخور مختلف . أما نبات اللبان فيستخدم للتبخير والتطهير وتحسين طعم مياه الشرب والوقاية من الحسد .

– وعلى مدى العقود الأخيرة ، ربما تكون عدن ولحج من أكثر المحافظات اليمنية التي ذاع صيتها بالبخور والفل ومختلف المعطرات . ولا تفارق المشاقر ” حزم الفل والريحان والورد والنباتات المعطرة ” خدود نساء تعز الفاتنات ، لاسيما فى جبلها الخلاب ” صبر ” لتزيدهن على تميزهن تميزا . وطالما ألهمت روائحهن المعطرة مع النسمات العذبة الشعراء ، ومنهم الشاعر عبدالله عبد الوهاب نعمان ” الفضول ” حين قال :

ما أحلى بنات الجبل

حينما يطوفين المدينة

بالثياب الدمس

خدود مثل الورد

ضو الفجر ارواها

وأعطاها المشاقر حرس

محوطات الوجوه البيض

بالكاذى المسقى فى برود الغلس

يسقيك محلى ورودك وغرسك

وا صبر يرحم أبوه من غرس

– أما اللبان ، فتنتشر فئ اليمن أنواع نادرة من أشجاره ، منها ٩ أنواع فريدة لا تنبت ولا تنمو إلا في محافظة سقطرى . وقد لعب اللبان المستورد خاصة من حضرموت أو ظفار ، دورا هاما فى الحياة اليومية للحضارات الكبرى ، فالأسرات الملكية في مصر القديمة كانت تقدم البخور للآلهة ، وتظهر النقوش الآشورية في نينوى محارق البخور الطويلة تحيط بصور الآلهة والعائلة المالكة . كما استخدمته الشعوب الأخرى لأغراض دينية وطبية .

اللبان الشحري

– ووفقا للعالم والطبيب الإغريقي القديم Theophratus الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ، فإن أشجار اللبان ،  والمر ، والأكاسيا ، والقرفة ، تتواجد في شبه الجزيرة العربية بالقرب من سبأ وحضرموت وقتبان وممالى .

– وتنمو بعض أشجار اللبان والمر في أعلى الجبال ، بينما ينمو بعضها الآخر فى الأراضي الزراعية على السفوح ، بعضها يزرع ، والبعض الآخر ينمو دون زراعة ، كانت زراعته تغطى أكثر من ثلث مساحة حضرموت . أما اليوم ، فلم يعد اللبان يزرع فى مناطق وادي حضرموت الزراعية ، إذ يكفى ما يأتي من الأودية الرافدة الفرعية ، وما يجمع من الأدغال البرية لسد احتياجات معظم السكان ، وهى احتياجات تتنوع بين استخدامه كعلك وبخور وعلاج أيضا .

– وجمع اللبان الحضرمي في العصور القديمة ، كما يخبرنا المؤرخ الروماني الشهير Pliny كان محصورا في طبقة محدودة وله طقوسه الخاصة ، إذ لا يزيد عدد العائلات التي تتمتع بهذا الامتياز الذي يتوارثه أفرادها من الآباء والأجداد عن ثلاثة آلاف عائلة ، ولهؤلاء الأفراد ألقاب مقدسة ، وعليهم المحافظة على طهارتهم خلال فترة تقليم الشجر أو جمع المحصول .

– ويتم استخراج اللبان مرتين أو ثلاثة سنويا من شجرة الكندر أو شجرة اللبان أو اللبنى ، وله أنواع عديدة أجودها الحوجرى الذي تنمو أشجاره في المناطق المرتفعة الجافة ، ثم النجدى يليه الشرزى ، والأقل جودة هو الشعبي أو السهلي . واللبان فعال في علاج الصفرة ، ويعالج أمراض : الربو واللثة والحنجرة والكبد والمعدة ، وهو دواء اعتمده الطب الشعبي منذ القدم فى علاج كسور العظام ، كما كانت قطعه الكبيرة تقدم مهرا للعروس أيضا .

* المرجع : مصادر متعددة .

مرفق صورة لشجرة اللبان الشحري ، من بلاد الشجر فى حضرموت ، وهى من البخوريات التي تفرز صمغا عندما تحرق ، ويصدر منها دخان كثيف ذو رائحة طيبة .

اقرأ أيضا:الدكتور اشرف عقل سفير مصر الأسبق في اليمن يكتب عن البن اليمنى وأنواعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى