السفير العماني في القاهرة يتحدث عن دور بلاده في فك الاشتباكات بالمنطقة
السفير العماني في القاهرة يتحدث عن دور بلاده في فك الاشتباكات في المنطقة
الاربعاء24مايو2023 تحاول عمان في إطار سياستها المتوازنة ، لعب دور محوري وفعال من خلال الوساطة التي تقوم بها بين أطراف الصراع اليمني ، من جهة وبين أنصار الله بصنعاء والرياض من جهة أخرى ، كما تحاول كذلك الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع إيران، بالرغم من أزمات إيران طويلة الأمد مع منطقة الخليج، وكذلك ومع سوريا في أعقاب الفوضى التي حلت بها خلال العقد الماضي.
لذلك تستحق السياسة العمانية المحايدة والمتوازنة في هذه المنطقة الملتهبة من العالم دراسة متأنية، على خلفية سياسة النأي بالنفس التي تتبعها السلطنة منذ أكثر من 50 عاما.
تنأى سلطنة عمان منذ أكثر من 50 عاما بنفسها عن كل الصراعات التي تدور من حولها وتتبنى نهجًا محايدًا، يعتمد مسارات متوازية، أبرزها عدم الانغماس في صراعات دولية أو إقليمية في الوقت الذي تصب جل تركيزها على تحقيق التنمية في الداخل، وهو ما لفت انتباه العديد من المتابعين للعلاقات الدولية.
ويمكن أن نطلق على هذه السياسة “الحالة العمانية” الفريدة رغم أن هناك من ينتقد هذه السياسة، حيث يعتبرها البعض سلبية، فيما يعدُّها آخرون حالة انعزال عن الواقع الدولي والإقليمي المشتعل.
وتجد من يشيد بحالة السلم الاجتماعي والقبول الدولي الكبير الذي تحظى به الدولة الخليجية من جميع أطراف المعادلة الدولية، جراء قدرتها الكبيرة في إدارة مواقفها بعيدا عن الانغماس في أي اشتباك مع مختلف أطراف الأزمات الدولية، وهو ما يبدو في احتفاظها بعلاقتها مع إيران، في ظل أزمتها الطويلة الأمد مع منطقة الخليج، أو بعد ذلك مع سوريا في أعقاب الفوضى التي حلت بها خلال العقد الماضي، أو مع أطراف الصراع اليمني أيضا حيث تقوم بدور الوساطة في هذا الصراع بين السعودية والحكومة اليمنية من جهة وجماعة “أنصار الله” من جهة أخرى.
وتخطت عمان دورها الخليجي والإقليمي لتصل بسياستها إلى أن تلعب دور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران في تقريب وجهات النظر والعمل على فك الاشتباك الدائم بين واشنطن وطهران.
ورغم وفاة السلطان قابوس قائد عمان الأول قبل ثلاثة أعوام وبالتحديد في يناير من عام 2020، والذي وضع الأسس الراسخة لهذه السياسة العمانية، إلا أن السلطان الجديد هيثم بن طارق استمر على النهج نفسه ونجح حتى الآن في الحفاظ على الأسلوب نفسه في التعامل مع الجيران والمجتمع الدولي لتستمر الحالة العمانية في لعب دورها الفريد.
في لقائه مع “سبوتنيك”، قال السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان في القاهرة، ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية، إن العلاقة بين عُمان ومصر ممتدة تاريخيا دون أن تشهد أي تصدع أو تراجع، مشيرًا إلى أنه رغم التحديات التي مرت بها المنطقة والتقلبات التي جرت، كانت العلاقات بين البلدين تزداد قوة وتقاربا.
وأرجع الرحبي قوة العلاقات بين مسقط والقاهرة إلى ارتكاز السياسة في البلدين على مبادئ أساسية، وهو ما يجعل التطابق في وجهات النظر واضحا وثابتا، إضافة إلى تأكيد السلطان هيثم بن طارق عند توليه السلطة، على استمرار السلطنة في نهجها القائم على توطيد العلاقة وتعزيزها بين الدول العربية وشعوبها.
وبيَّن أن ثبات العلاقة بين البلدين بهذا النهج يمكن استثماره في المباحثات حول الأزمات التي تؤثر على البلدان العربية، وكيفية التعاطي معها، بالإضافة للتحول التي يشهده العالم، وما يتطلبه من آلية جديدة للتعاطي معه.
وقال الإعلامي والمحلل السياسي العماني أحمد الشيزاري: “بطبيعة الحال عمان تقع في مربع ساخن ويعيش مرحلة احتقان وحروب أيضا، وطبيعة الجغرافيا العمانية ساهمت في أن تكون نوعا ما بعيدة عن التصادم المباشر فهي لا تقع في قلب الأزمات لكنها تقوم بدور دبلوماسي له جودته وقوته”.
وأضاف: “على مدى نصف قرن تقريبا، هناك سياسة متبعة في السلطنة على مدار عقود تجعلها بعيدة عن المصلحة المباشرة وهي سياسة الحياد وصفر عداوات التي ساعدت بأن تكون عمان وسيطا بين دول الصراع كوجهة وبأن تكون القائمة على وساطات كثيرة في ملفات عدة”.
أقرأ أيضا:دبلوماسي فرنسي:بدأ العالم يتحوّل إلى مُتعدد الأقطاب وعلى الغرب أن يتكيف مع الواقع الجديد
أقرأ أيضا:قوات خاصة نفذت عمليات سرية في سوريا واليمن وشاركت باغتيال الزعيم الليبي..تعرف عليها