اخبار محليةكتابات فكرية

الذكرى السنوية الأولى لرحيل المفكر والأديب والسياسي والشاعر القاسم بن علي الوزير

الذكرى السنوية الأولى لرحيل المفكر والأديب والسياسي والشاعر القاسم بن علي الوزير

بقلم الدكتور :طارق محمد الاكوع

مر عام على رحيل الفقيد الكبير القاسم بن علي الوزير ، ومازال الألم يعصر قلوبنا ومازالت فاجعة رحيله كأنها حدثت بالأمس، لم أكن أتوقع أن يأتي يوم ولا نجد القاسم بيننا.

لقد كان فراقك صعبا ومرا، ولكنه كان أمرًا مقضيًا، وقضاء الله ليس له رد فالفقد عظيم والمصاب اليم وليس هناك ألم من  ذكرى  رحيلك ولا حزن يفوق حزن وفاتك ، فصبرًا على حياة تمر وهي خاليةً مِنك.

كان فقدك سيدي اكبر من أن نتحمله،لم  يكن القاسم رجل عادي، بل كان لنا قدوة ومثل أعلى ونبراس نهتدي به في جميع أمورنا،كان وجودك مفعمًا بالأمان والحب والعطاء اللامحدود.

لقد كان القاسم شخصية استثنائية، بل كان جامعه فهو المفكر الكبير صاحب الفكر المستنير،ومن أراد التعمق في هذا الفكر عليه بقراءة كتاب الفقيد “حرث في حقول المعرفة” والذي تناول فيه بالنقد والتحليل واقع الأمة والموقف من الحضارة الغربية وتناول بالدراسة والتحليل أولويات النهضة ويعتبر هذا الفكر امتداد لجمال الدين الافغاني والمفكر مالك بن نبي إلا أن الأستاذ القاسم تناول بالتحليل العميق الوضع الراهن لقضايا الأمة مثل العولمة وقضايا العنف والقبلية معالجا الأسباب وتقديم الحلول لهذه الظواهر

لقد كان الراحل العظيم سياسيا محنكا ، قاد اتحاد القوى الشعبية في أصعب الظروف ،من خلال رئاسته للمجلس الأعلى للاتحاد ،بعد وفاة شقيقة المفكر الإسلامي الكبير ، إبراهيم بن الوزير مؤسس الاتحاد ، وكان خير خلف لخير سلف ، وكان له تأثير كبير في الحركة السياسية في اليمن منذ مطلع الستينات وامتداد لثورة الدستور في العام 1948م، كما كانت  للفقيد بصمات واضحة خاصة من خلال أرائه السياسية في الندوات التي شارك فيها والمحاضرات التي ألقاها في مركز الحوار العربي بواشنطن وفي الكثير من المحافل، ولعل كتاب في الديمقراطية من ابرز كتبه في هذا الجانب .

كان الفقيد قاسم بن علي الوزير من أبزر ساسة اليمن المعدودين فعند تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في العام 1982 كمضله لجميع الأطياف السياسية في ذلك الوقت كان لابد من ميثاق يجمع كل التكتلات السياسية بمختلف توجهاتها، وهنا تمت الاستعانة بالمفكر القاسم إلى جانب آخرين لصياغة الميثاق الوطني، وقام بصياغة الباب الأول الإسلام عقيدة وشريعة وهناك حوار صحفي للفقيد مع صحيفة الميثاق تناول فيه الكثير عن تلك الحقبة.  

وفي الجوانب الإنسانية ومعاملاته مع الغير ، تميز الأستاذ القاسم بالود وبالرحمة والعطف ،كان يعطي بلا منه وبالنسبة لي شخصيا فقد كان الأب والمرجع والمربي، فهو من أخذ بيدي ومن شجعني على الكتابة وعلى التحصيل العلمي حتى حصلت على الدكتوراه وكان معي خطوة بخطوه داعما وراعيا وموجها.

كان الفقيد شاعرا فذا  أشاد به جميع النقاد والشعراء الكبار على امتداد الوطن العربي ويشهد على ذلك ديوانه مجموعات شعرية وقد تناول الكثير من النقاد والشعراء مدرسه الشاعر القاسم وإبداعاته، رغم انه لم يهتم بنشر كل قصائده فهناك الكثير منها مفقود ، لأنه لم يوثقه ولم يهتم بالنشر والإعلام ، والشهرة، فهو القاسم المتحدث بطلاقة وببلاغه وثقافة واسعة تنم عن اطلاع واسع وعلم غزير وبحر زاخر بشتى العلوم والمعارف.

سيدي نحتاج إلى مجلدات لتناول فيها مآثرك الخالدة وفكرك النير وان كنت رحلت عنا بجسدك فروحك باقية فينا ولقد تركت لنا إرثا  عظيما تستنير به الأجيال القادمة

رحمة الله تغشاك سيدي ومولاي وأسكنك فسبح جناته والهمان جميعا أهله ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرأ أيضا:عوامل النهضة العربية .. في فكر القاسم بن على الوزير ..(1)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى