الثقافة السبرانية لدى البنوك والمصارف اليمنية
الثقافة السبرانية لدى البنوك والمصارف اليمنية
الخميس5 ديسمبر2024_ كتب عبدالرحمن مطهر _ زادت خلال السنوات الماضية الهجمات أو الاختراقات للعديد من الحسابات المالية وغيرها في مختلف دول العالم، لذلك ظهر خلال السنوات القلية الماضية مفهوم أو مصطلح الأمن السبراني ،والذي لم يكن يعرفه الكثير في اليمن بشكل خاص، وهو علم حديث يقصد به حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج والأنظمة الهامة والبيانات من التهديدات الرقمية المحتملة.
وعادة ما يسمع الكثير عن اختراقات لبعض الحسابات خاصة في المؤسسات المالية ، لذلك تعمل الكثير من المؤسسات على مسؤولية تأمين البيانات للحفاظ على ثقة العملاء والامتثال للمتطلبات التنظيمية.وذلك من خلال تدابير وأدوات الأمن السيبراني.
ويرى الكثير من المتابعين والمختصين أن قطاع الخدمات المالية يعتبر من ابرز الأهداف رئيسية لمجرمي الإنترنت في الوقت الحاضر. حيث يحتوي على كنز من البيانات الحساسة مثل معلومات العملاء وتفاصيل الحسابات، مما يجعل المؤسسات المالية (FIs) معرضة بشكل كبير لهذه الهجمات.
في هذا الصدد يشير تقرير صدر عن صندوق النقد الدولي (IMF) لعام 2024 إلى أن الهجمات الإلكترونية في القطاع المالي تشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار المالي العالمي. كما يلاحظ التقرير أن القطاع المالي يتعرض بشكل خاص لمخاطر الإنترنت، حيث تستمر مخاطر الخسائر الفادحة في الزيادة. يمكن للهجوم الإلكتروني الناجح أن يعطل الخدمات المالية اليومية، بل وقد يشل الأنشطة الاقتصادية في النهاية.
ويستهدف مجرمو الإنترنت أنواعًا مختلفة من المؤسسات المالية (FIs)، ويمكن أن تختلف التأثيرات المحددة اعتمادًا على دور المؤسسة في النظام المالي. لتطوير عملية إدارة مخاطر فعالة، من الضروري أولاً فهم كيفية تأثير هذه التهديدات بشكل فريد على مؤسستك.
وفي اليمن يرى الخبير في هذا المجال المهندس صدام حسين ، ضرورة تثقيف المؤسسات المالية والبنوك بثقافة الأمن السبراني كثقافة مصرفية مؤسسية يتطلب توجهات وقرارات من الإدارة العليا لبناء منظومة متكاملة تشمل السياسيات والإجراءات والتوعية والتدريب والأدوات التقنية لضمان حماية المعلومات الحساسة، والحفاظ على سمعة المؤسسة المالية.
وأشار بأن ذلك يتم من خلال التدريب المستمر والمستدام للموظفين حول احدث التهديدات السبرانية وطرق الحماية ، وحماية البيانات الشخصية للعملاء من خلال العديدي من الإجراءات كتشفير البيانات بحيث لا يستطيع أحد قراءتها حتى لو تم الاحتراق ،وكذلك عمل بنية قوية للأمن السبراني في المؤسسات المالية.
ونوه المهندس المطري بأنه لا يكفي الثقافة السبراينة في أوساط الموظفين ومدخلي البيانات ، بل يجب ان يمتد ذلك إلى شريحة العملاء الذين يجب توعيتهم بالمواد التثقيفية وعمل ندوات خاصة بهم لكيفية تأمين حساباتهم ومختلف الارشادات المطلوبة خاصةعند تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي والإيميل وغير ذلك.
ويرى مختصون ،بأنه على إثر تضاعف الهجمات السيبرانية على المؤسسات خلال السنوات الماضية، يجب على كل بنك ومؤسسة وشركة في حاجة إلى فريق داخلي متخصص في الأمن السيبراني قادر على الاستجابة بسرعة وفعالية مع أي حادث أمني، وذلك بجانب الاستعانة بخدمات المراكز التنسيقية على مستوى كل قطاع لتوفير طبقة حماية إضافية تساعد على مواجهة تداعيات تلك الهجمات، إذ يوفر مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي للقطاع المالي بقطاع الأمن السيبراني، وهذا يعتبر من ابرز التحديات التي تواجه القطاع المصرفي في اليمن ، على اعتبار أن هذا التخصص لا يزال من التخصصات الناشئة.
اقرأ أيضا:عجز مالي وتراجع قطاع التكنولوجيا: الاقتصاد الإسرائيلي يتآكل