التصعيد الأميركي على اليمن يكلف واشنطن الكثير ويوسع الصراع
التصعيد الأميركي على اليمن يكلف واشنطن الكثير ويوسع الصراع
السيد عبدالملك الحوثي: نحن في عمل مقدس ولسنا جديدين على مواجهة التحديّات والنتائج ستكون عكسية على الأعداء
التصعيد الأميركي على اليمن يكلف واشنطن الكثير ويوسع الصراع
الخميس25يناير2024_ أكّد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، اليوم الخميس، أنّه لم يسبق بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عدوانٌ استمر مثل هذه المدة وبنفس مستوى الإجرام وعلى نطاقٍ مثل قطاع غزة.
وقال السيد عبدالملك في كلمةٍ له، إلى أنّ “عدد الجرحى أصبح يُحسب بنسبةٍ مئوية من سكان غزة”، لافتاً إلى أنّ هذا “ما ليس له مثيلٌ في الأحداث في مختلف بلدان العالم”.
وشدّد السيد عبدالملك الحوثي على أنّ المعادلة أصبحت بفضل صمود المجاهدين والأهالي في غزة، هي معادلة: “إن تكونوا تألمون.. فإنّهم يألمون كما تألمون”، مؤكّداً أنّه على الرغم من حجم العدوان الصهيوني والإجرام والطغيان والتوغل، فإنّ العدو الإسرائيلي قد فشل في تحقيق أهدافه المعلنة.
وأضاف قائد الثورة أنّ “المسلمين يتحملون مسؤوليةً كبيرة تجاه دعم صمود الشعب الفلسطيني”، وذلك في ظل ظروفٍ صعبة ومعاناةٍ شديدة ومظلومية كبيرة.
وقال في كلمته مخاطباً المسلمين، إنّه “لو وفر المسلمون الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ومجاهديه لتغيّرت المعادلة تماماً”، مشيراً إلى أنّ المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي مستمر كل يوم ويعّبر عن نزعةٍ عدوانية وحقد وتوحش وإفلاس أخلاقي.
كما لفت إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي كلما فشل في تحقيق أهدافه المُعلَنة “كلما عمد إلى ممارسة الجرائم الرهيبة جداً”، متسائلاً بشأن “أي هو الموقف العملي لكل المؤسّسات الدولية التي تشاهد ما يجري على أرض فلسطين في غزّة؟”.
“الأميركي وراء استمرار الإجرام”
كذلك، رأى السيد عبدالملك الحوثي أنّ العبارات التي تصدر في تصريحات المؤسّسات الدولية “لا ترقى أبداً إلى التوصيف الحقيقي لما يحدث في غزة”، مشدداً على أنّ السبب الأساسي والرئيس في استمرار الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني هو الموقف الأميركي الداعم له.
ولفت إلى أنّ “الأميركي يصر على أن تبقى غزة في حالة حصارٍ تام، وأن يبقى معبر رفح مغلقاً معظم الوقت، وألّا يكون هناك تدفقٌ للمساعدات والاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني في غزة”.
وتابع بالقول: “في الوقت الذي يقاتل الأميركي من أجل وصول الإمدادات إلى الإسرائيليين، يمنع وصول الغذاء والدواء إلى غزة”، مؤكّداً وقوف واشنطن وراء استمرار الإجرام الصهيوني والتخاذل الدولي.
وأكّد السيد عبدالملك الحوثي أنّ “الأميركي هو من يرسل ضباطه للمشاركة في إدارة الإجرام الصهيوني بحق أهل غزة”، كما اعتبره يساهم بشكلٍ مباشر في تجويع الشعب الفلسطيني مُستهدفاً أنّ “يموتوا جوعاً، وليس فقط بالقنابل التي يقدمها لقتلهم”.
وذكّر بأنّ “الأميركي رفض وصول الدواء والغذاء لأهالي غزة، واتجه للتصعيد ضد بلدنا بالرغم من كلفة التصعيد عليه”، لافتاً إلى أنّ التصعيد الأميركي على اليمن يكلف واشنطن الكثير على المستوى الاقتصادي، إضافةً إلى نتائجه السلبية في توسيع الصراع.
وبشأن التطورات في اليمن والمنطقة، وتداعيات العدوان الأميركي البريطاني، أشار إلى أنّ الأميركي لم يبالِ بتهديد الملاحة الدولية وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة، مؤكّداً أنّه لا مشكلة لدى واشنطن في توسيع الصراع وتوتير الوضع الإقليمي.
وأضاف السيد الحوثي أنّ الولايات المتحدة لم تقبل بـ”معادلةٍ منصفة منذ بداية أحداث البحر الأحمر”، وهي أن يصل الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، مُردفاً أنّه “في مقابل الطغيان والعدوانية الأميركية، هناك مسؤولية كبيرة على أمتنا الإسلامية لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم”.
السيد الحوثي: “معركتنا مرتبطة بغزة”
هذا وأكّد السيد الحوثي أنّ معركة اليمن مستمرة، كاشفاً أنّ اليمن قصف “حتى الآن بأكثر من 200 طائرة مُسيّرة، وأكثر من 50 صاروخاً مُجنّحاً وباليستياً”، مؤكّداً في كلمته، أنّ “بلدنا سيواصل عملياته حتى يصل الغذاء والدواء إلى كل سكان غزة ويتوقف الإجرام الصهيوني”.
وشدّد على أنّ الإصرار الأميركي على حماية الإجرام الصهيوني ورفضه للمعادلة الإنسانية “لن يؤثر على موقفنا، ولن يجعلنا نتراجع أبداً”، موضحاً أنّ “معركتنا مستمرة ومرتبطة تماماً بمعركة غزة”.
كذلك، أشار إلى أنّ واشنطن تحاول أن تجعل عدوانها على اليمن وحمايتها للإجرام الصهيوني، تحت عنوان “حماية الملاحة الدولية”، لافتاً إلى أنّ ذلك خداعٌ أميركي مكشوف، ويهدف الأميركي من خلاله إلى “توريط الآخرين للاشتراك معه في حماية الإجرام الصهيوني”.
وفي السياق ذاته، أوضح السيد عبدالملك الحوثي إلى أنّه منذ بداية العمليات اليمنية في البحر الأحمر، عبرت 4874 سفينة تجارية، مؤكداً أنّ هذا يُعتبر عدداً كبير جداً خلال هذه الفترة، وتابع بأنّ “ما يقوم به الأميركي والبريطاني هو تهديد للملاحة الدولية، وانتهاكٌ لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر”.
وأكّد أنّ القوات المسلحة اليمنية تستهدف بكل وضوحٍ السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، موجّهاً نصحه للشعوب الأوروبية بـ”الحذر من توريط الأميركي لحكوماتها واستغلال أموالها”.
وأوضح أنّه “مهما كان التصعيد الأميركي والبريطاني فستكون نتائجه عكسية ولن يؤثر على قرارنا وموقفنا”، مؤكّداً في حديثه: “نحن في عملٍ مقدس، نعتبره جزءاً من جهادنا في سبيل الله، ولن يؤثر على قدراتنا العسكرية، بل نطورها باستمرار”.
وبشأن العدوان الأميركي البريطاني على اليمن تحديداً، قال السيد الحوثي: “نأخذ احتياطنا، ولسنا جديدين على مواجهة التحديّات الحربية والقتالية، ونحن متمرسون على ذلك”، مشيراً إلى أنّ “نتائج العدوان ستكون عكسية على الأعداء في الكلفة وفي توتير الوضع وتوسيع الصراع وتهديد الملاحة البحرية”.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّه “منذ بداية الاعتداءات على بلدنا لم يتمكن الأميركي من إيقاف استهداف السفن بل أدخل نفسه والبريطاني في المشكلة”، معتبراً أنه “كلما طال أمد العدوان على قطاع غزة كلما تضاعفت المسؤولية على أمتنا الإسلامية في التحرك بشكل أكبر وأقوى”.
وبحسب ما تابع، “فكلما أصرّ الإسرائيلي والأميركي على الاستمرار في الإجرام، كلما كان علينا أن نكون أكثر إصراراً وتصميماً لمنع ذلك”.
كما شدّد على ضرورة استمرار المظاهرات حتى في الدول الغربية في أوروبا وفي أميركا وفي غيرها، مضيفاً أنه يجب أن يكون هناك تحرك واسع ومتصاعد أكثر فأكثر في الضغط لوقف الإجرام الفظيع والشنيع ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ “التحرك الجماهيري له أهميته الكبيرة جداً للمطالبة بوقف العدوان على غزة وإنهاء الإجرام بحق الشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى أنّ “الشعوب التي تعاني من الكبت الشديد من أنظمتها يمكنها أن تنشط في المقاطعة للبضائع الأميركية والإسرائيلية”.
وأضاف قائلاً إنّ: “شعبنا اليمني لن يترك غزة لوحدها ولن يبقى الناس في البيوت يتجاهلون ما يجري بل سيستمر الخروج الجماهيري”، داعياً إلى “الاحتشاد الكبير والخروج يوم غد الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات”.