اخبار محليةاقتصاد محلي

آمال متجددة بإعادة الحياة مصنع الغزل والنسيج بصنعاء

آمال متجددة بإعادة الحياة مصنع الغزل والنسيج بصنعاء

الاثنين9ديسمبر2024_ كتب: عبدالرحمن مطهر

يعتبر مصنع الغزل والنسيج بصنعاء أول مصنع تأسس في الجزيرة العربية والخليج، ويعود إنشائه إلى عام 1961م، بمساعدة من الحكومة الصينية.

بدأ الإنتاج

وقد بدأ أول مراحله الإنتاجية عام 1967م بإنتاج الخيوط الملونة والأقمشة القطنية، بمتوسط إنتاج يتراوح بين (37) إلى (44) ألف ياردة يوميا، ومن (10) إلى (11) مليون ياردة سنويا، وكان يحتوي على (10) آلاف و (800) مغزل، و (27) ماكنة غزل رفيع، و (347) نول نسيج متكامل، وقسم للتبييض والصباغة والطباعة.

 وقد خضع المصنع خلال الفترة من 1975 إلى 1985 لأول عملية تطوير، تم خلالها اقتناء (115) نول نسيج روسي حديث، منها (95) نولاً طاقتها الإنتاجية مضاعفة.

وأول مرة يتعرف كاتب السطور على هذا المصنع كان من خلال كتاب القراءة للصفوف الأولى ، وكذلك من خلال الزي المدرسي الذي كنا نلبسه ونحن أطفال في المراحل الدراسية الابتدائية ، الذي كنا نسمع انه من إنتاج مصنع الغزل والنسيج بصنعاء ، بل كان مصنع الغزل والنسيج يغطي كل الأزياء والمستلزمات الخاصة بالجيش اليمني والمستشفيات وغيره، كما كانت تقوم بعض المدارس بتنظيم زيارات لطلابها إلى هذا المصنع الفريد .

بداية الإهمال المتعمد

وفي العام 2004 قررت وزارة الصناعة تشكيل لجنة لدراسة أوضاع المصنع وتقييم إنتاجيته، بسبب تدهور الإنتاج وانخفاضه من أثنين ونصف طن إلى طن ونصف طن في اليوم، وتوصلت اللجنة إلى أن المصنع أصبح يعمل بشكل غير مجد اقتصادياً، وأوصت بضرورة تطويره وتحديثه.

وبناء عليه حصلت المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج في حينه على قرض مقدم من الحكومة الصينية بقيمة 7 ملايين و 500 ألف دولار، لتنفيذ عملية إحلال آلات ومعدات جديدة، وإدخال تقنية أوربية وصينية حديثة إلى المصنع، بحيث تغطي طاقته الإنتاجية من (30) إلى (40) بالمائة من احتياجات السوق المحلية من المغزولات المصنعة من القطن اليمني، وتم بيع آلاته القديمة من قبل متنفذين للقطاع الخاص.

وفي حينه أعلنت المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج بأنه سيتم افتتاح مشروع التحديثات للمصنع في شهر يوليو من العام 2005 ، ومنح العاملين إجازة مفتوحة إلى أن يتم الانتهاء من عملية التجديد، غير أن الأمور لم تمض وفقا لما تم إعلانه،بسبب الفساد ومحاولة السيطرة على أرضيته من قبل نافذين ، خاصة الأرضية المقابلة للمصنع وهي خاصة بالهناجر الخاصة بالمعدات ومخازن للمصنع ، كما تعرضت المعدات والآلات الجديدة للتلف بسبب بقائها لسنوات بين الشمس ومعرضة لكل عوامل التعرية ، وظل المصنع مغلقا حتى بادرت طائرات دول تحالف العدوان على اليمن ، خلال السنوات الماضية إلى قصفة ، وتدمير عدد من أقسامه ، وبالتالي فقد الكثير من العمال الامل في إعادة تشغيل المصنع ، وذهب الكثير منهم إلى البحث عن أعمال أخرى بالرغم أنهم من العمالات الماهرة والمدربة .

إعادة أحياء المصنع

ومن العام 2022 تقريبا والذي يسمى بعام “وباء الكرونا” حاولت وزراة  الصناعة بإعادة إحياءه وتشغيله ، وذلك من خلال زيارة وزير الصناعة آنذاك الأستاذ عبدالوهاب الدرة ، وبدأ عدد قليل من العمال في إعادة أحياء المصنع وصيانة وتركيب بعض المعدات والآلات لإنتاج الكمامات التي كانت مطلوبة في هذا العام بشكل كبير مع انتشار وباء الكرونا .

_ خالد أبو قاسم رئيس العمال في المصنع يقول  لـ ، “صوت الشورى” المصنع يتكون من عدة أقسام: القسم الأول قسم الغزل المتخصص في إنتاج الغزول المختلفة والقسم الثاني قسم التحضير و تجهيز الغزول إلى إنتاج النسيج والقسم الثالث قسم إنتاج الأصناف المختلفة من الألبسة وبعدها قسم خاص لطباعة وصياغة الأقمشة المنتجة في قسم النسيج هذه الأقسام الرئيسية للمصنع وهناك الأقسام الخدمية وهي قسم الصيانة العامة قسم المحطات سواء كانت محطات توليد الكهرباء أو محطات تحلية المياه من الآبار الارتوازية الموجودة داخل المصنع.

 وتابع : المصنع كان مخصصا لإنتاج الأقمشة القطنية الصافية ، واستمر العمل بهذا الشكل حتى عام 1988م بدأ إنتاج الأقمشة المخلوطة بالبوليستر بنسب مختلفة حسب الأقمشة المطلوبة سواء كانت الأقمشة غليظة أو خفيفة أو متوسطة الكثافة .

ويضيف خالد قاسم قائلا ” لصوت الشورى” بعد عقد الثمانينات حتى الـ2000 كانت العملية الإنتاجية في ذروتها وبعد ذلك بدأ الإنتاج في التدهور بسبب عدم إحلال الآلات الجديدة وعدم كفاية التدريب للعمالة ونقص المادة الخام بشكل حاد سواء كانت مواد داخلية أو خارجية من صبغة ومواد كيماوية أخرى.

ماذا ينتج المصنع؟

المصنع كان ينتج حوالي 35-40 ألف متر يومياً من جميع الأقمشة القطنية والمخلوطة (القطن والبلوستر) وكان ينتج جميع البدلات المدرسية والزي العمالي والزي العسكري بجميع أنواعه وكذلك الزي الطبي والملايات للمستشفيات بدلات العمليات وصوارم النساء والشيلان الرجالية، غير ان كل ذلك توقف بسبب تدهور الآلات والمعدات وعم إحلال معدات بديلة ،وقد بدأنا منذ حوالي أربع سنوات  إعادة تنشيط وإحياء المصنع وصيانة ما يجب صيانته من معدات ، وهناك وعود بتركيب معدات حديثة ونتمنى اني تم ذلك  .

زيارة وزير الاقتصاد في حكومة التغيير والبناء 

وحاليا تحاول وزارة الاقتصاد أن تعيد للمصنع مكانته بتشغيل بعض خطوط الإنتاج فيه حيث بدأت إدارة المصنع بتشكيل قسم الخياطة بالإضافة إلى إنتاج الكمامات والشاش لتغطية احتياجات السوق منها في إطار إعادته إلى عهده السابق.

وفي هذا الإطار قام واليوم الاثنين قام المهندس معين المحاقري وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار، بزيارة مصنع الغزل والنسيج،بالعاصمة صنعاء .وخلال الزيارة إلى المصنع اطلع وزير الاقتصاد على سير العمل في أقسام المصنع وخطط التطوير والتحديث فيه، مشدداً على ضرورة مضاعفة الجهود واستيعاب كميات أكبر من القطن المحلي ورفع الطاقة الإنتاجية للمصنع والإسهام في سد فجوة احتياجات مصانع ومعامل النسيج والملبوسات من النسيج المحلي.

وأكد أهمية اضطلاع مصنع الغزل بدور مهم ضمن إستراتيجية حكومة التغيير والبناء في توطين صناعة الملبوسات في إطار تكامل وتظافر الأدوار بين المصنع وبقية المصانع والمعامل.

اقرأ أيضا:تقرير امُمي : الأمن الغذائي في اليمن يسجل ادني مستوي له

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى