اتحاد القوى الشعبيةكتابات فكرية

القاسم بن علي الوزير..الرحيل الموجع

القاسم بن علي الوزير..الرحيل الموجع

     القاسم بن علي الوزير..الرحيل الموجع

لطف بن لطف قشاشة

ما أصابنا في فقدان المغفور له السيد القاسم بن علي الوزير رئيس المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية ، ليس بالحدث اليسير وإنما يعد حدثا جللا فرحيله هو رحيل لشخصية فكرية أدبية إنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان شخصية استثنائية لا تتكرر بسهولة ..

بالتأكيد سيكتب عن رحيله نخبة النخبة وأقلام لطالما صالت وجالت في محيط عظماء هذه الأمة لأنها من ضمن هذه الكوكبة المستنيرة التي لا يعرف قدرها غير من كان متشبعا بفكرها وثقافتها وسعة إدراكها ووعيها ؛ وأمتنا تزخر بالكثير من العظماء   ..

ومن سيكتب عنه بعد رحيله ويوفيه حقه من المكانة والرفعة هم بالتأكيد من عرفه في حياته معرفة المتفهم المدرك لحقيقة شخصيتنا الراحلة ،، فمن كتب عنه في حياته هم المدركون لماهيته وقدرته وحضوره في مختلف مناحي الحياة فهو السياسي الذي خبر السياسة وخبرته وعاشها عقودا من الزمن وأدار صراعاتها واستوعب مداخلها ومخارجها لا على أساس فن الممكن بل على أساس مرجعية الإيمان والحكمة ومرجعيتها الدينية والإنسانية بعيدا عن سياسة إدارة المصالح الضيقة وهذا ما لمسه منه جميع من شاركوه في قضايا إدارة الخلافات والصراعات اليمنية اليمنية منذ ستينات القرن الماضي ممن هم في صفه أو كانوا خصومه الألداء  ..

وهو الأديب الشاعر مرهف الحس جزيل الكلمات صاحب القوافي التي تحاكي شعراء المعلقات ومن بعدهم كالمتنبي والكميت بن زياد وهذا يجده المتابع في قصائده ودواوينه  ..

وهو المفكر المثقف صاحب الأطروحات والمشاركات الفكرية والثقافية المتفردة والمتميزة بسعة الأفق وحصافة الرؤى التي تعالج ما استفحل من معضلات وإخفاقات الأمة والبشرية فهو الحاضر البارز في المنتديات والمؤتمرات العالمية ناهيك عن العربية والإقليمية وحين يذكر أسمه هناك حينها يدرك المجتمعون أنهم أمام صاحب القول السديد  ..

راحلنا الجليل شخصية مقلة مثمرة فهو قليل الحضور كثير الإنتاج ،قليل الحضور عندما يكون الحضور في أماكن وحول مواضيع لا ترقى بأهميتها إلى ما ينتج رؤى ومعالجات لها بعدا إستراتيجيا وقضايا محورية  ..

إن كتب فبعمق الفيلسوف وسعة إطلاع المفكر لذلك نجده يكتب دائما في عاليات الأمور والقضايا وإن تنوعت  ..

الأجيال التي عاصرته تعرفه وتعرف ما يحمله وما قدمه للإنسانية ولكن عندما غابت واختفت العقول المسؤولة صاحبت الهم الكبير التي لا تسقط في سفاسف الأمور غابت معها المتابعة للمنقذ الذي يخرج العالم من التيه والضلال والراحل القاسم يرحمه الله كان من المنقذين لأنه متشبع بأسس وثوابت وقيم الدين الخاتم تربى في مدرسة العقلاء سفن النجاة ونجوم الأرض  ..

عندما سيطر على عقول الأمة عقدة التغريب وعندما سقطت مجاميع التسطيح لحقيقة رسالة الإسلام الصالح لكل زمان ومكان كان هو وكثير من مدرسته يقفون في وجه التغريب الشكلي والإسلام الشكلي ..

الراحل يرحمه الله بنا شخصيته من وسط المعاناة وخرج منها متماسكا صلبا ورغم المعاناة إلا انه تجاوز شخصية الحاقد الناقم لأنه يعتبر هم الأمة وإنقاذها من انحرافات المنحرفين أهم من الانتصار لمظلومية أسرة أو جماعة أو مذهب ولهذا ركز على ثوابت ومبادئ ما آمن به وحمله رواد الحركة الدستورية وانطلق ليجاهد مع إخوته ورفاقه داخل اتحاد القوى الشعبية سياسيا وفكريا واستمر حتى توفاه الله وهو في أعلى قمة الهرم الاتحادي رئيسا للمجلس الأعلى للإتحاد  ..

ربما إنني ( كاتب هذه السطور ) لم احظ بالوقوف على كثير من موروثه الفكري والسياسي والأدبي والشعري ولكنني استشعر قيمتها وأهميتها من قيمة وأهمية المدرسة التنويرية التي تخرج منها هو وإخوانه العباس وإبراهيم رحمهما الله وزيد البقية الباقية يحفظه الله التي استقت هذه القيم من منبعها الأول الصافي  ..

في الأخير وطالما ونحن جميعا راحلون غير مخلدين ورغم ما الم في نفسي وأحزنني رحيل الأستاذ المرحوم القاسم بن علي الوزير يرحمه الله إلا أننا لن نقول إلا ما يرضي الله في هذا المصاب الجلل ( إنا لله وإنا إليه راجعون )  ..

وأسأل الله تعالى أن يرحم فقيدنا رحمة الأبرار وان يسكنه فسيح جناته وان يجزيه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان  ..

اقرأ أيضا:الأستاذ القاسم بن علي الوزير يتحدث في حلقة نقاشية عن موقف العرب من الحضارة الغربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى