لن نترك غزه

لن نترك غزه
- محمد علي العزي
الجمعة25يوليو2025_
أكثر من سبعون عاماً وفلسطين الحبيبة ترزح تحت نير المحتل ، سبعون عاماً وفلسطين الحبيبة تعاني الخذلان العربي إلا من مواقف مهزوزة وضعيفة.
فيما مضى من الزمان كان لا يزال هناك مواقف عربية مناصرة لفلسطين وإن لم تكن بالشكل المطلوب ، بسبب عقيدة الجيوش العربية المشاركة التي لم تكن تنطلق من منطلقات إيمانية ، وبسبب ذلك جنت الكثير من النكبات على نفسها وعلى فلسطين وعلى الإسلام …
لكننا في المرحلة الحالية صدمنا وصدم أبناء الأمة وشعوبها بالمواقف المترهلة والهزيلة للغالبية العظمى من زعامات الأمة العربية ، والتي تحولت من مواقف هزيلة وضعيفة عند البعض منهم إلى مواقف مضادة ، كان العرب فيما مضى يتغنون بالقومية العربية ، وكان لا زال فيهم النزعة العربية ، لكننا نصدم حالياً بأنهم إنسلخوا حتى من النزعة العربية ونرى العديد منهم يرتمون في أحضان العدو الصهيوني ، وتحولت المواقف من مواقف هزيلة إلى مواقف مضادة ومعادية لفلسطين ، ومؤيدةً لإسرائيل ، وبدلاً من الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها ، نجدهم يقفون إلى جانب الغطرسة الصهيونية ويدعمونها بكل ما أوتوا من قوة ، وسط هذا التراجع المهول عن المبادئ والثوابت والقيم ، الصادم والمؤلم ، يبرز موقف الشعب اليمني كموقف مشرف ومبدأي ، فمنذ نعومة أظفار المسيرة القرآنية، كانت بوصلة الاتجاه موجهةً إلى فلسطين كقضية مركزية ، ولأن الظروف لم تكن مواتية فقد اكتفى أنصار المسيرة فيما مضى بصناعة الوعي الإسلامي وغرس قضية فلسطين كقضيةٍ مركزية في أعماق الأتباع ، وإقامة المناسبات والأنشطة التي توجه بوصلة العداء نحو العدو الصهيوني وتحيي قضية فلسطين في النفوس كمناسبة يوم القدس العالمي وغيرها ، والتعبئة العامة الجماهيرية التي تجعل محور الارتكاز هو قضية فلسطين وتحرير الأقصى ، هذا الزخم وهذه التعبئة الواعية ترجمت إلى أفعال عندما أتيحت الفرصة ، وحينما كان أبناء الشعب اليمني قادراً على ضرب الكيان لم يتردد لحظةً واحده ، فقد كانت معركة طوفان الأقصى بقدر ما عرت وفضحت الشعوب الخانعة ، والأنظمة العميلة ، أبرزت موقف الشعب اليمني كشعبٍ مؤمن مجاهدٍ برز للدفاع عن قضية الأمة المركزية ، وأزاح الريب عن الملايين من أبناء الأمة الذين رسمت صورة سوداويةً في ذهنه عن الشعب اليمني وأنصار الله على وجه الخصوص .
معركة طوفان الأقصى وموقف اليمن المشرف ضمن الطوفان ليس إسناداً لقضيةٍ محقة فحسب ، بل هو أيضاً تصحيح مسار ، وصناعة وعي وحقيقة ، وإعادة تموضع للأمة لتعرف من هو عدوها الحقيقي ومن يجب أن توجه بوصلة العداء نحوه ، فأمام هذه الموجة الصادمة من الانسلاخ والتراجع عن المبادئ والثوابت الدينية والقومية ، وأمام موجة الانحراف والتحريف ، والتفسخ الممنهج الذي تقوم به الصهيونية وتنفذه أيادٍ عربية ، رسمت ثقافات وتوجهات ومشارب مشرعنة للانسلاخ عن قضية الأمة المركزية ، والقبول بإسرائيل ، واعتبارها صديق بدلاً من العداء لها رغم ما قامت ولا تزال تقوم به من جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وتجريم المقاومة وتوجهها المدافع عن أرضها وأطفال ونساء شعبها، وبدلاً من دعم القضية المحقة يدعمون العدو اللدود والحقيقي للأمة ..
مشاركة أبناء الشعب اليمني قيادةً وشعباً في معركة الطوفان لم تكن فقط أداء واجب ومسؤولية ، بل هي أيضاً صرخةً في وجه التطبيع والعمالة ، وتصحيح وعيٍ وثقافة ، وإصلاح انحراف كان يراد له أن يصبح ثقافة ، وهي ثورةً إسلاميةً كبرى في وجه الصلف والغطرسة الأمريكية والصهيونية ، لتبقى فلسطين بوصلة الاتجاه ، ويبقى اليهود هم أعداء الأمة كما يؤكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا”
فيما يتعلق بغزة وتطورات الأوضاع فبعد حوالي العامين من المواجهة والقتل والأسر والاغتصابات والتجويع والحصار ، أمعن العدو في استخدام خيار التجويع كسلاحٍ قذر ،يستخدمه لتطويع شعب متمسكٌ بحقه وبأرضه ، هناك العشرات يموتون جوعاً وعطشاً ،وهناك المئات مهددون بالموت جوعاً وسط صمت مقيتٍ من أبناء الأمة ، ووسط مواقف مخزية من أبناء الدول العربية المحيطة ،ووسط مواقف مخزية من الشعوب العربية التي انسلخت عن دينها وقيمها ، والعتب كل العتب على الأنظمة العميلة المحيطة بفلسطين التي حاصرت فلسطين ، وكانت شريكاً أساسياً في كل ما لحق بفلسطين وشعبها من قتل وحصار وتجويع وإجرام..
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
اقرأ أيضا:جماهير الشعب اليمني تؤكد عدم تهاونها أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها