كتابات فكرية

قمة الرياض.. من التطبيع السري إلى التطبيع العلني على حساب القضية الفلسطينية

قمة الرياض.. من التطبيع السري إلى التطبيع العلني على حساب القضية الفلسطينية

كتب / خالد الشريف

في مساعٍ سعودية تثير السخرية والجدل، تستضيف العاصمة الرياض اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية؛ في مبادرة تهدف إلى حل الدولتين ورغم أن هذه المساعي تأتي في وقت حرج، فالواقع الأساسي هو نسف القضية الفلسطينية، وليس تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني أو دعم نضاله.

وتأتي هذه القمة، كما قيل، تمهيدًا لإقرار توصيات من المتوقع أن تدعم موقفًا عربيًا وإسلاميًا موحدًا في مواجهة التصعيد الصهيوني المتواصل، لكن المثير للسخرية هو أن المجتمعين يبدو أنهم غير مدركين أو ربما غير مبالين بما يجري في غزة من مجازر وحشية، فطوفان الأقصى، الذي انطلق لتحقيق أهدافه لمحو الكيان الصهيوني، لا يمكن أن يتوافق مع فكرة إنشاء دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع كيان الاحتلال.

وتنعقد قمة المتابعة في الرياض غدًا الاثنين، كامتداد للقمة التي شهدتها في 11 نوفمبر 2023، والتي حضرها قادة أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية، لكن اللافت للنظر هو غياب دول محور المقاومة، التي ترفض أي شكل من أشكال الدعم للكيان الصهيوني.

ويبدو أن السعودية تتجه نحو الخروج من التطبيع السري مع الاحتلال إلى التطبيع العلني، مما يثير قلق الأحرار والشرفاء في الأمة.

وما يُكشف هذه المرة لا يشبه أي كشف سابق، بل هو فضيحة مدوية تكشف عن بشاعة أنظمة العمالة العربية.

ويمكن وصف هذه القمة بأنها طعنة قبيحة في مسار الخيانة والانبطاح العربي، في مواجهة عدو الأمة الأول، العدو الصهيوني.

ومن كان يتخيل أن تختار هذه الأنظمة، في أعمق تصورات الخيانة والانحطاط، موعدًا لضرب الأمة في خاصرتها، مصطفة جنبًا إلى جنب مع العدو الصهيوني في حرب إبادته الأوسع ضد الشعب الفلسطيني الأعزل؟

القمة التي تعقد في الرياض ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من الفشل العربي في دعم القضية الفلسطينية، وإن ما يجري في غزة يتطلب وقفة جادة من جميع الدول العربية والإسلامية، بدلاً من مجرد اجتماعات بروتوكولية تفتقر إلى المصداقية.

فالشعب الفلسطيني يستحق الدعم الفعلي والتحرك العسكري لتحرير أراضيه، وليس مجرد شعارات رنانة في أوقات الأزمات.

وفي ظل هذا الواقع، تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ولا يمكن لأحد أن ينسى أن العدل لا يُصنع عبر الخيانة أو التطبيع مع المحتل.

 اقرأ أيضا للكاتب:المحافظات الجنوبية . .عودة الاحتجاجات الشعبية وسط تحذيرات من انفجار الوضع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى