كتابات فكرية

الشهيد السنوار .. راية جهاد تلهم الأجيال حب الشهادة والتضحية والفداء

الشهيد السنوار .. راية جهاد تلهم الأجيال حب الشهادة والتضحية والفداء

كتب عبدالغني العزي.

استشهاد  العظماء والقادة وغيابهم وهم في قمة العطاء لاشك يدمى القلوب ويدمع العيون ويجلب غمامات الأحزان للأنصار والمحبين ولدعاة الحرية والاستقلال .

ولكن في نفس الوقت لا تلبث أن  تتحول قطرات دمائهم المسفوكة على شواطئ قضايا شعوبهم العادلة  إلي براكين من  نار حارقة  وشظايا ملتهبة  متعددة الاتجاهات  تزلزل  عروش الطغاة والجبابرة والمستكبرين .

هكذا علمنا التاريخ وكهذا أكدت  لنا الوقائع والأحدث..

القادة الشهداء يظلوا قادة بعد استشهادهم يوقدوا جذوات الحماس ويزرعوا حب التضحية والفداء  في قلوب المؤمنين  بمبادئهم و نهجهم السائرون علي خطاهم..

رغم فداحة غياب القائد الشهيد يحي السنوار وأمثاله من القادة العظماء لحركة حماس وزملائهم من القادة الشهداء لحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وكل الحركات المتصدية للمشروع الصهيوني في فلسطين وفي لبنان وخارجهما ورغم  مرارة الفقدان للقادة الشهداء إلا أن  الأبطال  استطاعوا   تعويض  تلك الخسارة الفادحة  وسد ذلك  الفراغ الذي أحدثه رحيل القادة العظماء  مرات ومرات من خلال حمل الدور نفسه الذي كان على كاهل القادة الشهداء .

نعم انه الجيل الذي تربى على أيدي القادة الشهداء وارتوى من معينهم الصافي الجيل الذي تم أعداده لهكذا أحداث  الجيل الصلب  الذي  أستلهم من القادة الشهداء روح الفداء وحب التضحية والرغبة الجامحة في نيل الشهادة والفوز بها  انتصارا لله ودفاعا عن دينه وعن عبادة المستضعفين..

القائد السنوار صحيح انه استشهد وهذا ما يعرفه الجميع وما يجب أن يعرفه الجميع  عن الشهيد السنوار انه نفسه  يعلم علما يقينا انه مشروع شهادة وانه مقبلا عليها حتما ومستعدا لها وراغبا فيها والشيء الذي كان  لا يعلمه السنوار هو التوقيت فقط.

تنقل السنوار من بداية طوفان الأقصى في المتارس وخاض المواجهات مع العدو ووضع الخطط المحكمة للعناصر الجهادية علي مستوى قطاع غزة ولكافة المحاور  فأوقع بذكائه وفطنته وببسالته وشجاعته  في العدو الوقائع وأذاقهم الويل والثبور  وجها لوجه فكانوا أمام ضرباته يهزمون وبفعل صموده يتقهقرون.

ظل العدو يبحث  عن السنوار في مخيمات النازحين وفي مدارس الأطفال المشردين بطائراتهم وجواسيسهم وبكل ما لديهم من وسائل البحث الحديثة بل لقد  استعانوا بمخابرات دول الغرب المجرم حينا  وبعملائهم من  العرب أحيانا كثيرة كل ذلك  بحثا عن السنوار فتارة يكذبون علي أنفسهم وأتباعهم بأنه خرج من غزة وتارة يدعون انه مختبئ في الأنفاق.

نعم انه السنوار  الذي ظل يؤرق الأعداء  يحرمهم لذة  المنام ..

وأخيرا هاهو السنوار في جبهة المواجهة يضرب بعصاه بعد ان نفذ كل ما لديه من ذخيرة وهاهم الصهاينة  تمكنوا من السنوار بعد جهد جهيد وبحث طويل ها هو الشهيد السنوا. في جبهة المواجهة مع العدو  المحتل بدون  علم من الأعداء  إنه البطل الشجاع  السنوار  ذلك المرعب  الذي أثخنهم قتلا وبطشا حتى ظنوه شبحا من الأشباح.

لقد تمكن العدو من يحي   بترسانته العسكرية وطائراته المسيرة وجنوده ودباباته  بعد ان ظنوا أن يحي السنوار  كتيبة عسكرية كبري مزودة بأنواع الأسلحة والمتفجرات نتيجة شدته في مقاومتهم  وقوته في مواجهتهم  وفي الحقيقة ما هو إلا يحيى أبو إبراهيم  ونفر من المؤمنين.

ظفروا بيحيى شهيدا  جثمانا هامدا مستريحا راغبا كما تمني وهاهي رايته لن يظفروا بها و لن  يتمكنوا من إنزالها  وهاهي روحه  تقاتلهم  وترعبهم وهاهي دماءه توقد جذوة القتال والاستبسال يتحقق الهدف الذي حلم يحي السنوار بتحقيقه  تحرير كامل الوطن من براثن  المحتل الغاصب.

هكذا كان يحي وهكذا سيظل يحي مدرسة للبطولة وراية جهاد خفاقة تلهم الأجيال وقود الحرية وحب الأوطان وتغرس في نفوسهم  عظمة التضحية و الشهادة في سبيل الله  .

اقرأ أيضا للكاتب:هل لازال العرب عربا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى