كتابات فكرية

الرباعي قال “لا ورحل”

الرباعي قال “لا ورحل”

الرباعي قال “لا ورحل”

عبدالباري طاهر: وقف العَلَم المفرد محمد الرباعي ضد العسكري صالح الذي انتخبته رئيسا  الدبابة وطلقة الرصاصة قبل الأصوات الخانعة في مجلس شعب معين من قبل الحاكم

 وُلِد محمد عبدالرحمن الرباعي في مدنية صنعاء، وهو سياسي وإداري. درس في الكتّاب ثم على يد عدد من العلماء. عمل في عدد من الوظائف ثم عُيّن وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل والشباب عام 1974، ثم أمينًا عامًّا للتعاونيات ثم عُيّن سفيرًا لليمن في هولندا، وسفيرًا غير مقيم في لكسمبورج وبلجيكا من عام 1983 حتى عام 1994، ثم عُيّن عضوًا في مجلس الشورى، ثم انتخب أمينًا عامًّا لاتحاد القوى الشعبية وعضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارض، ورَأَس بعض دوراته التناوبية. حضر عددًا من المؤتمرات والندوات واللقاءات المحلية والخارجية.

كتب عبدالباري طاهر عن بداية حياة الرباعي ودوره، قائلًا: “الأستاذ الفقيد الكبير محمد عبدالرحمن الرباعي،أستاذ من أساتذة أجيال الخمسينيات وحتى اليوم. رحل إلى عدن في خمسينيات القرن الماضي. تتلمذ على يديه في أبين العشرات، ومنهم الزعيمان الوطنيان: سالم ربيع علي، وعلي صالح عباد (مقبل).

ومنذ البَدء، ارتبط هذا المعلم الفذ بالحركة السياسية، فأسهم مع الأستاذ والمفكر الإسلامي الكبير إبراهيم بن علي الوزير ،والأستاذ القاسم بن علي الوزير ، والأستاذ زيد بن علي الوزير ، إلى جانب رفاقهم: الشاعر علي عبدالعزيز نصر، وطه مصطفى، وأمين هاشم، وغيرهم ، في تأسيس اتحاد القوى الشعبية اليمنية.

واعتبر عبدالباري طاهر أن الرباعي: “نحى منحى ماويًا في الاتجاه الماركسي، تحت تأثير انتصار الثورة الصينية، وربما أيضًا للتميز عن الاتحاد اليمني، وبسبب الخلافات مع زعامات حزب الأحرار بعد فشل حركة 48”.

أصدر الأستاذ كتيّبًا صغيرًا عن توجهه الماوي، وخلافاته مع الاتحاد اليمني حديث النشأة، كامتداد لحركة الأحرار وباختلاف معها أيضًا.

وتحدّث عبدالباري طاهر عن مواقف الرباعي الثابتة، قائلًا :”ظل الرباعي حاضرًا في العمل السياسي يتبوأ العديد من المواقع بعد ثورة الـ26 من سبتمبر، وأصبح قطبًا في القوى الثالثة بزعامة إبراهيم بن علي الوزير. تميز موقف الرباعي بعد المصالحة الوطنية 1970 في الـ(ج.ع.ي) بالرفض المبدئي للحرب. وقف ضد حربي 72 و79، وهي حرب كان يدفع بها النظام في صنعاء ومن ورائه السعودية؛ لضرب النظام التقدمي في عدن، وتصفية الحركة الوطنية في الشمال، ولم يكن موقفه ضد الحرب بعامة، معزولًا عن موقفه أيضًا ضد حرب الجمهوريين والملكيين في الشمال”.

وأضاف: “… موقف الرباعي ضد الحرب موقف مبدئي وأصيل؛ فقد تجلى بصورة أقوى من الموقف من حرب 94 ضد الجنوب، وضد الوحدة السلمية”.

وأكّد أنّ الرباعي: “كان من أكثر السياسيين معارضة للحكم العسكري؛ فقد عارض المشير عبدالله السلال، ولم يكن على وفاق كبير مع الشهيد إبراهيم الحمدي، أما بالنسبة لعلي عبدالله صالح، فكان الوحيد الذي رفض التصويت للانتخاب الصوري لعلي عبدالله في مجلس الشعب. كل الأعضاء الموجودين أجمعوا على انتخاب صالح في مجلس الشعب عام 79، ووقف العَلَم المفرد، محمد عبدالرحمن الرباعي، ضد العسكري صالح الذي انتخبته الدبابة وطلقة الرصاصة قبل الأصوات الخانعة والزائفة في مجلس شعب معين من قبل الحاكم”.

واختتم عبدالباري طاهر مقاله عن الرباعي، بالقول: “كان الفقيد -يرحمه الله- زعيمًا ديمقراطيًّا، وأفنى عمره في الدعوة للحكم المدني والإصلاح السياسي، وله موقف ضد الحرب الأهلية والإقليمية والدولية المفروضة على اليمن، ودفع الثمن إهمالًا وتجاهلًا، ولكنه اختيار مبدئي واعٍ وأصيل؛ فرحم الله الرباعي الذي قال: “لا”، ومات”.

كما كتب عنه الدكتور عبدالودود مقشر وعن صديقه وزميل دربه علي عبدالعزيز نصر، قائلًا:

“ارتبط الشاعر والكاتب علي عبدالعزيز نصر بالأستاذ المناضل محمد عبدالرحمن الرباعي بصداقة وأخوّة استمرت حتى وفاة علي عبدالعزيز نصر، فقد ربطهما النضال ضد نظام الإمام أحمد وهروبهما إلى عدن، وسكنهما معًا، وتدريسهما وعملهما معًا في مجالات كثيرة، لكن أن يصل إلى التضحية من قبل الرباعي بما يحصلان عليه لطباعة المجموعة الشعرية الأولى (أنا الشعب)، ثم المجموعة الثانية (كفاح الشعب) والتي كتب مقدمتها الأستاذ محمد عبدالرحمن الرباعي والأستاذ علي باذيب، فهذا نادر؛ فقد طُبِعا على نفقتهما في مطبعة الحكمة بالمعلا في عدن 1959م، وارتبطا باتحاد القوى الشعبية، وكانا من المؤسسين له وأبرز أعضائه حتى وفاتهما، رحمهما الله”.

عن خيوط..

اقرأ أيضا:الرباعي صوتُ السلام.. وداعية الدولةِ المدنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى