الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن أخطر الأمراض

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن أخطر الأمراض
يوميات البحث عن الحرية .. العنصرية أخطر أمراض العالم وأفظع جرائمه !
- عبد العزيز البغدادي
الاثنين23يونيو2025_
مهما كانت وجهات النظر حول النظام السياسي في إيران وما عليه وما ينسب إليه من أخطاء لا اعتقد أن من اللائق بان ننظر إلى ما تمارسه إسرائيل الذراع النووي لأمريكا وبريطانيا بل ولحلف الناتو إجمالا في المنطقة العربية وما يسمى بالعالم الإسلامي أي العالم المحكوم بحكومات تدعي أنها حكومات إسلامية !.
ليس من اللائق أن ننظر لما يحدث ضد إيران من قبل الدول العدوانية المارقة بعين التشفي، سواء كانت الأخطاء التي تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام حقيقة أم مبالغ فيها، ومعلوم من يدير هذه الوسائل التي تغذيها الأكاذيب كما هو شأن المهووسين بالحكم !.
ما تقوم به إسرائيل في المنطقة بدعم حماتها ومموليها وهم أغلبية دول حلف الناتو الذي لم يعد لوجوده من الناحية المنطقية أي مبرر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو بالإضافة إلى مموليها من دول الخليج مخالف مخالفة تامة لميثاق الأمم المتحدة!.
ما يليق بالعالم هو التمسك التام بميثاق الأمم المتحدة، وكل المعاهدات والمواثيق الدولية التي يفترض أنها جاءت لإنهاء الحروب التي عانت منها البشرية خلال القرنين الماضيين، بالذات التي جرى خلالهما السباق المحموم بين الدول الاستعمارية الغربية على بسط النفوذ ونهب ثروات دول العالم الثالث في آسيا وإفريقيا.
والدول المتسابقة على الثروة والنفوذ لا تتوقف عن الحديث عن أمن إسرائيل الحمل الوديع الذي يمتلك فقط ترسانة نووية، تتداول وسائل الإعلام أنها ثلاثمائة رأس نووي أو نحوها وتسعى هي ومن يرعاها بكل هذا الصلف إلى منع جميع الدول من حقها المشروع في امتلاك النظام النووي للطاقة السلمية، في حين لا تخضع هي بفضل حماتها وداعميها لأي تفتيش من منظمة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ولا تعترف بها!.
هذه المعايير المزدوجة القائمة على النظرة العنصرية تؤدي إلى استمرار اختلال التوازن وتهديد الأمن والسلام الدوليين، ومعلوم أن اليهود لهم دعاوى أبدية بتعرضهم للاضطهاد والتمييز العنصري وكيانهم (إسرائيل) يمارس التمييز العنصري في أبشع صوره، ويحاول إخفاء جرائمه بجرائم جديدة، ولا تزال جريمة الإبادة الجماعية ومحو غزة من الوجود قائمة على قدم وساق حتى اللحظة!.
كانت الحربين العالميتين نتاج العنصرية النازية، ومن يشكك في حجم ما يدعيه اليهود من المحارق التي ارتكبتها النازية الألمانية وغيرها بحقهم يُتهم بمعاداة السامية ولهذا نجد السلطات الألمانية بوعي أو بدون تسارع في تأييد كلما تقوم به إسرائيل من جرائم واصفة إياه بأنه دفاع عن النفس !!.الكيان الصهيوني ارتبط وجوده بارتكاب أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني بدءا من 1948 وحتى يوم الناس هذا حيث اتخذ من حركة 7 أكتوبر 2023 التي أسميت طوفان الأقصى ذريعة للبدء بعملية إبادة جماعية لسكان مدينة غزة والقطاع بالكامل وأجزاء من الضفة الغربية وهي جريمة مشهودة على مستوى العالم ومستمرة حتى اللحظة!.انه كيان يموت لو خرج من بحر الدماء كما تفعل الأسماك عند خروجها من الماء!. صحيح أن الثقافة الإرهابية بكل أشكالها ومذاهبها القائمة على الضجيج والشعارات والمغيبة للوعي عن رؤية الواقع لدى من يقاومون أو يدعون أنهم يقاومون هذه الثقافة قد خدمت هذا الكيان !.إن الخداع والتضليل الذي تمارسه آلة الإعلام المؤدلج لا ينبغي أن يفقد ذوي العقول عقولهم ووعيهم مهما حاول راسموا سياسة الخداع والتضليل والكذب تحويل هذه السياسة إلى عمل مشروع رغم منافاتها للاخلاق وللقانون!. لقد باتت عملا مقبولا بين حكومات الضحايا ولها في أوساطهم من يدعمها ويشجعها ومنها شعوب وحكومات الدول العربية والإسلامية التي صارت بفعل حالة التمزق والتشتت والضياع مجرد كيانات أشبه بالألعاب الكرتونية بيد الاحتلال!. بلغت حالة تجريد السياسة من الأخلاق مستوى غير مقبول عند من يمتلك ابسط مشاعر الإنسانية وقليل من الاستعداد للتفكير المنطقي!.إن حالة الغيبوبة العقلية والنفسية هذه تساوي غيبوبة من ردد شعار :
(رمي إسرائيل في البحر) أو: ( إسرائيل غدة سرطانية يجب استئصالها دون أن يكون على مستوى تحويله إلى فعل على الأرض، أما أن يتحول رافع الشعار الذي وصفه المفكر العربي الراحل عبد الله القصيمي بالنظر إلى حجمه الأشبه بالفيل قياسا بحجم إسرائيل ومع ذلك أصبح لقمة سائغة بيد وفم النملة يخاف من ابتلاعها إياه وأنا لنملة أن تبتلع فيلا ؟!
أنها أم الغرائب على وزن أم المعارك !.لقد تحول العرب والمسلمون مع شديد الأسف إلى أضحوكة أمام العالم!.لابد من التفكير الجاد والشجاع في الحال الذي وصلنا إليه وفي أسبابه، والعمل بهمه عالية ومسؤولية متوثبة للخروج من هذا الحال الذي يغذيه وقود المذهبية المقيتة والطموح غير المشروع في الاستئثار بالسلطة، بدعوى الحق الإلهي سواء باسم الخلافة أو الولاية!.انه وقود يحرق ضمائر المنتمين إلى هذه المنطقة وهذا الصراع المحموم على السلطة تجاوز الحدود المقبولة ، فهل آن الأوان للخروج من وحل هذا التفكير الضال المظلل؟كثير من ردود الأفعال العربية حول ما تفعله إسرائيل ورعاتها بإيران من عدوان أكدت وتؤكد أن الوعي المتدني أهم عوامل بقاء دول المنطقة في هذا المستوى من الضعف والتفكك!. وأول الأسباب المباشرة هذا التعصب المذهبي والديني الأعمى الموجه سياسياً !.لقد نجح الكيان الصهيوني (إسرائيل ) بلا شك في شيطنة الشيعة بنظر السنة والسنة بنظر الشيعة ، وحين نقول إسرائيل ينصرف بالتبعية إلى الراعي وهم جميع من يعتبرون أنفسهم حماة امن إسرائيل وفي ذات الوقت من يدعون أنهم ويا للعجب حماة حقوق الإنسان في العالم، ولولا البيئة الملائمة ما تمكنوا مما يصنعون !.من الواضح أن أمن إسرائيل يتغذى على نشر الخوف والترويع في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج فهل يعقل أن يبنى الأمن على الخوف؟!الجديد الذي لم يعد جديدا انه ظهر اليوم بين المثقفين العرب ومن جاورهم من الأعزاء في الجغرافيا والتاريخ، من ينظِّر للشرق الأوسط الجديد دون أن يكون له ادني علم بموقعه في هذا الشرق !. الذي تجاوزت طموحات مهندسيه حد إدماج إسرائيل في هذا الكيان، الحلم الذي يرى البعض انه بات حقيقة لمجرد أن المبجل ترامب والمدللة إسرائيل يتحدثا عنه!.تجاوز طموحات هؤلاء حد إدماج إسرائيل في الشرق الأوسط المسمى بالجديد إلى حد التسليم لإسرائيل بان تكون هي من يقوده، أما إلى أين فلا احد يدري!
للسلام متطلبات متقابلة بين أطرافه ولا يفرض هذه المتطلبات إطراف الخصوم وإنما طرف دولي محايد، فهل المناخ والبيئة الدولية اليوم ملائمة لظهور هذا الطرف المحايد أو الحُلم بظهوره كحلم المنتظرين ظهور المهدي المنتظر !.
وكيف نجده وأين المجتمع الدولي الذي يتمسك بضرورة إفساح المجال كي يكون هو الحاكم وليس العصابات التي تصنع الإرهاب وتدعي محاربته وتستثمر الحروب وتنميها وتزعم أنها حمامة السلام ؟؟!!.
سنينٌ أتت
سنينٌ مضت
والهوى مثقلٌ بالهوان
اقرأ أيضا للكاتب:سباق الأموات على حكم المقابر!
اقرأ أيضا:هكذا تكلم عبد الحليم قنديل عن ملئ إيران الفراغ الذي تركته مصر
