الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب البحث عن فرصة للحياة في زحمة الموت

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب البحث عن فرصة للحياة في زحمة الموت
يوميات البحث عن الحرية .. البحث عن فرصة للحياة في زحمة الموت
- عبد العزيز البغدادي
الاثنين 1 سبتمبر 2025_
واهمٌ من يرى ان هذا العدو الذي يقتل الطفل يسعى لان ترقصوا فرحا بالحياة أيُّ كرٍّ وفر هذا الذي يستبيح سكون المدينة يزرع الخوف في كل أرجائها؟!.
متى يعلمُ اليمنيون أن لهم وطنٌ يستحق الحياة متى؟!
متى يعلموا أنهم لم يعودوا بحاجة لحث الخطى باتجاه القبور؟!
لا ينقذ الوطن من يصنع الموت ومن يستبيح الدماء ويعرضها بالمزاد
ومن يرهن كل تفاصيله عند حفار القبور؟!.
اعلم ان تحالف الشر يحكم عالم (دراكولا)الجديد ويسمي من يعارضه تحالف الشر!.
كلما امعنتم في تقديم اعلى درجات الولاء كلما بالغ القاتل في تكشير انيابه النووية، وزاد احتقارا لكم، انه يعلم كذب ما تدعون وما يدعيه!.
كفوا عن وهم استعادة الخرافة وعن احلامكم المريضة كي يعيش الوطن ويحيا الجميع عولمة الموت حكم له ملامح لا تشبه اي ملامح، فيها الموت عنوان الحكم ورمز التقوى، وتوسيع خارطة المآسي فيه فضيلة!.
يتباهى بهذه الفضيلة من له علاقة بهذه العولمة وبالذات من ينتمون الى هذا الوطن العربي الذي يرقص ابناؤه الطيبون جدا امام دراكولا تعبيرا عن فرحهم ورضاهم بما يهبهم من الموت في غزة وكل فلسطين التي اسماها ياسر عرفات يوم وحدة اليمن التي ولدت وغابت يوم ولادتها (الشطر الثالث) وفي اليمن وكل سوريا والعراق ولبنان،،، إلخ. اليمنيون لم يعودوا يبحثون عن حكمة التوحد، اصبح التشظي عنوان حياتهم الجديدة، بات لسان حالهم يتساءل: متى ينقذهم دراكولا من أنفسهم؟!.
ودراكولا- لا يفرق في قتله وقصفه بين صغير وكبير- موال ومعارض لخططه، وحده يعرف كيف ينفذها بتمويل العرب الكرام احفاد عنترة والمجنون وهانيبعل وابن جني والمتنبي وهلم جرا!.
الحكمة ضالة يا صديقي وكذلك الايمان، من يلتقطها هو من يبحث عنها بجد ومسؤولية وهو من يجب البحث عنه!.
الحكمة والايمان ليست مجرد كلمتين يرددهما هذا الخطيب أو ذاك!.
ايها اليمنيون الحكماء المؤمنون علينا أن نسأل أنفسنا: كيف أضعنا الحكمة في طريق ادعاء البحث عن الايمان مجرداً عن ابسط قواعد الحكمة والإنسانية!.
وهل من الحكمة البحث عن عناصر الوحدة في أعماق أعماق خلايا الانفصال وخباياه التي تحكم عقول حكامنا اومن يتوهمون انهم حكاما؟
لقد صار وطننا الاجمل بفضل من يغطون في سبات عميق من ابنائه يتخبط في غابة الأحقاد!.
بلغت الاحقاد فيما بين الاطراف المتسابقة على السلطة والثروة حد الاستهتار بكل معاني الانسانية وإباحة كل اساليب سفك الدماء فيما بينهم!.
فلا غرابة إذا أن نرى العدو يقتلنا في كل الارجاء بأريحية، هذا لا يعني أن هذا المجرم الدولي مباح له ان يفعل ما يفعل ولكني أذكر بأنه ما كان لأي قوة في العالم ان تستبيح الدماء على هذا النحو لولم يكن قد تهيأ لها الجو وطنيا وإقليميا ودوليا، وللترتيب أهميته عند من يعقل!
من يبحث لهؤلاء عن ذريعة او عذر عليه ان يكف عن هذا.
فالاستعانة بالشيطان ليس منهج الشرفاء مهما كانت المبررات والاسباب ، الشرفاء هم من يصنعون السلام في اوطانهم بأنفسهم !لا يمكن للمجرم القاتل ان يهديك سلاما ناجزا الا اذا تحولت امريكا واسرائيل الى جمعية خيرية للعالم !.
فكيف ترفض حقي في الحلم بان نصنع السلام بأيدينا من خلال تقاسم الفرص وتسلم قيادك لأشهر القتلة فتكا في التاريخ الانساني وهل الواقعية تعني البكاء في خانه الموت والموت الاخر؟
هل استبيح وطن عبر التاريخ الا من داخله؟
وهل هناك سلاح افضل للمواجهة من سلاح العلم والعقل والإنسانية والديمقراطية الحقة ودولة القانون (الدولة المدنية)؟!.
إن ادعاء امتلاك الحقيقة من قبل من ينصبون انفسهم دعاة الايمان والوطنية تفخيخ يزرعه العدو في عمق نفوس من يستخدمهم في الوقت الذي يحدده بعلم ودراية وليس بحسابات من ينتظرون ظهور المهدي المنتظر!.
الكيان الصهيوني ليس دولة دينية لكنه كيان علمي صارم يشجع الدول المستهدفة على ان تحكم باسم الدين ليصفها بالإرهاب بدعوى أنها تهدد كيانه المصطنع!.
إنه يدير الجماعات التي تحكم باسم الدين وتضيع الاوطان الأصلية التي تحكمها برميها في بحر الصراعات والاوهام.
هذا العدو المعتمد على ما بداخلنا محمي من قبل (عالم دراكولا) الذي يدير ما يسمى بالمجتمع الدولي المتعاطي مع القضايا الإنسانية بمعايير مزدوجة يجرم بموجبها القتل هناك ويبيحه هنا بحجة ان القاتل انما يدافع عن نفسه وعن امنه؟
نعم امن اسرائيل صار دستور المجتمع المسمى ظلما وعدوانا بالمجتمع الدولي يستخدم في ابادة الفلسطينيين واليمنيين ومن هم في خانتهم!
اي عالم هذا الذي يعتبر العدوان دفاعا عن النفس في مكان ما والدفاع عن النفس عدوانا في مكان آخر؟!.
جوهر حقوق الانسان في عالم المثال الذي يفترض ان يتمسك بميثاق الأمم المتحدة ان ترى الانسان انسانا دون تمييز بسبب الدين او المذهب او العرق او النسب او اللون او الجنس أو غيره هذا هو الايمان الحقيقي!.
أن تتفق مع اخيك على تقاسم فرص الحياة بكل حب وصفاء وصدق بعيدا عن الدجل والخرافات والخزعبلات والاكاذيب والظلم!.
يقول البعض: هذه نظرة مثالية، وأقول لهم: وهل انتقل الانسان الذي استطاع تجاوز حالة البؤس والموت والشقاء في العالم الى حالة الازدهار واحترام الانسان لأخيه الانسان بدون ان يجعل امامه هدفا مثاليا؟
هل أصبح التمسك بميثاق الأمم المتحدة نظرة مثالية؟
وهل الواقعية تعني البقاء في خانة الموت والموت الآخر؟!.
ما إن انتهى القاتل القريب منا جدا دينا وارضا وجوارا واخاء وانتماء عرقيا من عدوانه علينا اقصد الامارات والسعودية ومن تحالف معهم حتى بدأ العدوان الامريكي ثم الإسرائيلي المباشر.
ولم يعد يخفى على أحد أنهم جبهة واحدة تتوزع الأدوار ليس فقط في اليمن بل وفي كثير من الاقطار العربية والعالم حربا ضد الحرية وضد السلام والعدالة والديمقراطية، ومع ذلك هناك من يتعامل معهم كرسل للإنسانية والسلام!
يا أبناء اليمن: وطننا يموت- يتمزق منذ ان ارتمينا في احضان من يتسلى بموتنا ويستبيح دماءنا على هذا النحو الذي لا حدود لهمجيته!.. حياتنا وامننا لا يمكن ان تستعاد الا بالانطلاق من الداخل!.
ان نستنهض عوامل الحب والاخاء والتفاهم حول انقاذ هذا الوطن من الحال الذي وصل اليه ونقاوم كل أشكال التطرف والعنصرية والهمجية والفساد !.
(تمتعت من لهوٍ بطيبك وانقضى* خلا لك الجو فبيضي واصفري)
-امرؤ القيس
اقرأ أيضا للكاتب:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب عن جريمة تهجير العقول
