محاولة نتنياهو استغلال المفاوضات والمراهنة على عامل الوقت للوصول للانتخابات الأمريكية
محاولة نتنياهو استغلال المفاوضات والمراهنة على عامل الوقت للوصول للانتخابات الأمريكية
عبدالرحمن مطهر
الاربعاء21أغسطس2024_ رغم مرور 320 يوما من العدوان الصهيوني على قطاع غزة لم يستطع الوسطاء خاصة الولايات المتحدة ومصر وقطر ، من إرغام نتنياهو القبول بصفقة التبادل ووقف العدوان على غزة .
ويستمر الكيان الصهيوني بالتزامن مع المفاوضات مع حركة حماس في ارتكاب المزيد من المجازر وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ، ما يؤكد عدم جديته في أي مفاوضات.
ولم يختلف السيناريو في كل جولة، إذ “تعلن الولايات المتحدة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضت بنود الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل”. لكن ما حدث -وما زال مستمرا- يمكن أن يطلق عليه “لعبة المفاوضات” التي أراد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدارة الحرب واستمرارها وليس إنهاءها.
وما حدث في الجولة الحالية ليس استثناء من كل سابقاتها، فبعد موافقة المقاومة الفلسطينية على الرؤية التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه مايو/أيار الماضي، وقرار مجلس الأمن يوم 11 يونيو/حزيران 2024، يدخل نتنياهو كل جولة من المفاوضات بشروط جديدة، وتتبناها الإدارة الأميركية وتطلب من حماس الموافقة عليها، وإلا تصبح هي “المتعنتة”.
وصرح نتنياهو الثلاثاء بأن إسرائيل لن تقبل مقترحا يتضمن إنهاء الحرب، وشكك في إمكانية إنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وقال -خلال اجتماع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ممن يرفضون إنجاز الصفقة- إن إسرائيل لن تنسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا بأي شكل، مؤكدا أن الموقعين يشكلان أهمية إستراتيجية عسكريا وسياسيا.
وبهذه العقلية تدخل إسرائيل المفاوضات، ولا تعطي مساحة لفريق التفاوض الذي ترسله للتفاوض ، لأن نتنياهو يوضع دائما وفي كل جولات التفاوض العديد من الألغام المتفجرة في شروطه التعجيزية.
ومن خلال مؤشرات جولات التفاوض كل الشهور الماضية تبنين أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يماطل بشكل كبير في إتمام صفقة تبادل الأسرى وإيقاف العدوان على قطاع غزة ويتلاعب بالمفاوضات لعدة أسباب مرتبطة في المقام الأول بمصالحه السياسية والأمنية.
منها الضغط الداخلي والمنافسة السياسية: حيث يواجه نتنياهو ضغطًا كبيرًا من الأجنحة اليمينية داخل الحكومة الإسرائيلية الذين يعارضون تقديم تنازلات للفلسطينيين وأن ذلك يعتبر هزيمة وضعف أمام حماس، مما قد يضر بشعبيته في أوساط اليمين الإسرائيلي.
أيضا استمرار الدعم الأمريكي والغربي :شجع نتنياهو على العدوان على قطاع غزة ، بل وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين بشكل يومي والتلاعب والمماطلة في لمفاوضات .
كما أن المجرم نتنياهو يرى في استمرار العمليات العسكرية في غزة وسيلة للحفاظ على دعم الدول الحليفة، خاصة الولايات المتحدة. هذا الدعم ضروري بالنسبة له لضمان استمرار المساعدات العسكرية والاقتصادية .
أيضا غرور نتنياهو بقدرته على الردع العسكري وهزيمة فصائل المقاومة الفلسطينية وأبرزها حركة حماس ، وان ذلك يضمن له مستقبله السياسي ، خاصة انه يواجه ضغوط شخصية وقانونية بسبب قضايا فساد متعددة ، لذا يستخدم التصعيد العسكري كوسيلة لتشتيت الانتباه عن فساده ومشاكله القانونية والسياسية الداخلية، وتعزيز صورته كقائد قوي في أوقات الأزمات.
كما أنه يراهن على عامل الوقت للوصول للانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2024 قبل توقيع أي صفقة تتعلق بالوضع في غزة، وذلك لأسباب تتعلق بمصالحه السياسية والإستراتيجية، والتي منها تأثير الإدارة الأمريكية على الصراع :إذا يعتقد نتنياهو أن إدارة جو بايدن الحالية قد تفرض ضغوطًا أكبر على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أو تنازلات، خاصة أن بايدن يحاول الخروج من الرئاسة بإنجاز ما بعد كل الإخفاقات الحالية ،كما أن نتنياهو يرى نتائج الانتخابات الأمريكية قد تؤدي إلى تغيير في الإدارة، لصالحه خاصة إذا ما فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في ابرز دعم للكيان الصهيوني، مما يتيح له حرية أكبر في التعامل مع القضية الفلسطينية وارتكاب المزيد من المجازر .
كذلك يعتقد نتنياهو أن استمرار التصعيد أو على الأقل عدم التوصل إلى حل يمكن أن يعزز موقفه السياسي داخل الكيان الصهيوني ، حيث يعتبره البعض زعيماً قوياً في مواجهة التحديات الأمنية،و الانتظار قد يسمح له باستخدام الصراع في غزة كورقة ضغط سياسي داخلي، مع التركيز على حماية الأمن الصهيوني دون تقديم تنازلات.
لهذا رهان نتنياهو على الوقت قد يكون استراتيجية مقصودة لتجنب ضغوط أكبر من الإدارة الأمريكية الحالية، وفي نفس الوقت تعزيز موقفه السياسي داخليًا، بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية التي قد توفر له فرصة للحصول على دعم أقوى من واشنطن.
لكن هذا التعنت قد يؤدي احتمالات التصعيد ، وإلى حرب شاملة خاصة إذا ما قامت إيران ومعها محور المقاومة خاصة اليمن وحزب الله اللبناني ، برد عنيف على الكيان الصهيوني ، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة ولا حتى دول المنطقة.
اقرأ أيضا:الإعلام الصهيوني يقر بحصار اليمن لميناء أشدود