المشاط يدعو قمة الجزائر الوقوف مع إرادة الشعب اليمني وحقه المشروع في إنهاء العدوان وبغداد تؤكد استعدادها تقديم كل ما من شأنه إنهاء والصراع في اليمن
تنطلق بعد ساعات قليلة اليوم الثلاثاء القمة العربية التي تستضيفها الجزائر، بعد أن وضع وزراء الخارجية اللمسات الأخيرة على مشروع بيان “إعلان الجزائر”، وذلك تحت شعار “لمّ الشمل” إثر انقطاع دام 3 سنوات، استمرت خلالها الانقسامات حول ملفات إقليمية عدة.
واستعدت الجزائر لاستضافة القمة العربية بتشديد الإجراءات الأمنية، ورفع أعلام الدول، وعرض الآثار التاريخية للدول المشاركة.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون -في حوار مع وكالة الأنباء القطرية- إن القمة العربية في الجزائر ستمثل انطلاقة جديدة لتفعيل وتدعيم العمل العربي المشترك كما تتطلع إليه الشعوب العربية.
وشدد تبون على أن الجزائر تبذل جهودا حثيثة لتكون القمة العربية الـ31 فرصة لإعادة بث روح التضامن وإعادة ترتيب البيت العربي.
وستُعقد القمة يومي الأول والثاني من نوفمبرالجاري تحت شعار “لمّ الشمل”، ويشهد التمثيل الرسمي في قمة الجزائر تأكيد حضور ثلثي القادة العرب، بجانب تمثيل منخفض لخمس دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.
ووفق رصد لوكالة الأناضول لبيانات صادرة عن بلدان جامعة الدول العربية، سيشارك بالقمة أمير قطر ورؤساء مصر وفلسطين وموريتانيا والعراق وتونس وجزر القمر والصومال وجيبوتي.
كما يشارك رؤساء المجالس الرئاسية في كل من السودان وليبيا، بجانب نائب رئيس الإمارات، وولي عهد كل من الكويت والأردن، إلى جانب ما يسمى بالمجلس الرئاسي في اليمن الموالي لتحالف العدوان.
وعلى مستوى منخفض ما بين رئيس حكومة ونائب رئيس وزراء وممثل للرئيس أو الملك، أو وزير، يأتي تمثيل كل من السعودية والمغرب وسلطنة عمان والبحرين ولبنان.
ويستمر تجميد مقعد سوريا داخل أروقة القمة العربية بسبب قرار الجامعة العربية في نوفمبر2011 تعليق عضويتها جراء اعتماد نظام الرئيس بشار الأسد الخيار العسكري لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس من العام ذاته للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
وقد عقد وزراء الخارجية العرب أمس الاثنين جلسة تشاورية مغلقة، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع بيان “إعلان الجزائر”. ومن المنتظر أن يطرح الإعلان على القمة العربية التي تنطلق على مستوى القادة مساء اليوم الثلاثاء.
إلى ذلك طلب رئيس “المجلس السياسي الأعلى” في اليمن الرئيس مهدي المشاط من القادة العرب في الجزائر العمل على “إنهاء العدوان ورفع الحصار” عن اليمن.
وفي برقية أرسلها للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، تطرق المشاط إلى القمة العربية إلى أهمية أن تقف الجزائر وقادة الدول العربية مع إرادة الشعب اليمني وحقه المشروع في إنهاء العدوان ورفع الحصار المستمر منذ ما يقارب 8 سنوات، واستعادة سيادته وتطهير أراضيه من الاحتلال الخارجي”.
كما طالب “بتعويض كافة الخسائر، وصولا إلى مساعدة اليمنيين في بلورة حلول وطنية داخلية دون أية وصاية أو تدخلات مشبوهة، تراعي مصالح الشعب اليمني وكافة حقوقه”.
ودعا المشاط “أعضاء قمة الجزائر لمؤازرة الشعب الفلسطيني والعمل بروح الفريق الواحد بما يخدم القضية المركزية للأمة القضية الفلسطينية، والتخلص من الوصاية والهيمنة الأجنبية، وتعزيز لم الشمل الفلسطيني، وإيجاد الحلول للقضايا العربية الأخرى، بما يخدم قضايا أمتنا وشعوبنا العربية، بعيدا عن التدخلات الخارجية والمصالح الضيقة”.
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، يوم الأحد الماضي استعداد بغداد لتقديم كل ما من شأنه إنهاء الحرب والصراع في اليمن.
جاء ذلك خلال لقاء حسين مع وزير الخارجية في الحكومة اليمنية الموالية لتحالف العدوان أحمد بن مبارك، على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته 31 في الجزائر.
وأعرب الوزير حسين، عن “اهتمام العراق بمُجرَيات الأحداث في اليمن”، مؤكداً “ضرورة إنهاء الصراع الدائر منذ عدّة سنوات بين أبناء البلد الواحد”.
وقال وزير الخارجية العراقي، “نُتابِع ما يحدث في اليمن، ونشعر بالقلق إزاء تطوُّرات الأحداث”، مُضيفاً: “المسألة اليمنيّة من شواغل السياسة العراقيّة، ونحن مُستعِدُّون بحكم موقع العراق الجيوسياسيّ لتقديم كل ما من شأنه إنهاء الحرب”.
وتابع “موقفنا هو أنَّ يجلس جميع الأطراف إلى طاولة الحوار”، داعياً “الجميع إلى الارتكان إلى هذا الخيار لتلافي المزيد من الدمار، وما خلّفه الصراع من آثار مُجتمَعيَّة تنعكسُ سلباً على الأمن والتنمية”. وأكد الوزير العراقي أن “الأوضاع في اليمن تُؤثّر في الوضع الأمنيّ الإقليميّ، وينبغي العمل الجاد على بسط الأمن، وتثبيت الاستقرار”.
أقرأ أيضا: على مدار 77 عاما..الجامعة العربية ماذا قدمت؟
أقرأ أيضا: اليمن من ابرز مؤسسي الجامعة العربية..دول أجنبية تحاول أن تكون من أفراد البيت العربي