أبواب صنعاء القديمة كما يراها السفير المصري الدكتور أشرف عقل

أبواب صنعاء القديمة كما يراها السفير المصري الدكتور أشرف عقل
من وحى العيش في اليمن الحبيب
د.أشرف عقل
( ١٥- أبواب صنعاء القديمة ) .
– مدينة صنعاء القديمة هي مدينة مسورة كان لها سبعة أبواب لم يبق منها إلا باب واحد هو باب اليمن ، وهي إحدى تلك المدن القديمة المأهولة باستمرار منذ القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل ، وقد أصبحت عاصمة مؤقتة لمملكة سبأ في القرن الأول للميلاد بعد استعادة أسر من قبيلة همدان للعرش السبئي من الحميريين .
– وقد جاء ذكرها في نصوص المسند بصيغة ” صنعو ” ، وهي مشتقة من ” مصنعة” ، وتعني حصن في العربية الجنوبية القديمة ، وقد تحولت المدينة في القرنين السابع والثامن الميلاديين إلى مركز هام لنشر الإسلام ، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في العديد من المساجد والحمامات وآلاف المنازل التى تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر ، أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ، ومنازل الآجر القديمة فقد زادت المدينة جمالا .
– وقد تميزت صنعاء بأبوابها السبعة ، التي تنقسم إلى أربعة أبواب رئيسية ، وثلاثة أبواب غير رئيسية ، وقد بنيت هذه الأبواب لحماية صنعاء من الأعداء في القديم ، وهي أحد الأسباب التي حافظت على مدينة صنعاء صامدة حتى وقتنا الحالي ، وفيما يلي توضيح لهذه الأبواب :
* الأبواب الرئيسية :
– باب اليمن : وهو الباب الذي ينفذ إلى جهة الجنوب ، وقد عُرف هذا الباب بأسماء أخرى ، ولكنها لم تكن مشهورة كشهرة الاسم الأصلي للباب ، ومن هذه الأسماء : باب غمدان ، وباب عدن ، وباب الحرية . ويعد باب اليمن من أجمل أبواب مدينة صنعاء ، والأكثر ترتيباً وعرضاً ، وهو الباب الوحيد الذي لم يتعرض للتخريب والهدم وظل بصورة سليمة .
– كما يعد هذا الباب معلما تاريخيا وسياحيا عمره أكثر من ألف عام ، حيث يعد المدخل الأساسي لمدينة صنعاء القديمة من الجهة الجنوبية ، والوحيد المتبقي بكامله من بين أربعة أبواب أخرى عرفت في السابق كمداخل للمدينة وهي : باب شعوب وباب السبح وباب ستران ، إلى جانب بابين آخرين أضيفا في فترة لاحقة هما : باب خزيمة وباب الشقاديف .
– وتشير المرويات التاريخية إلى أن سور صنعاء القديمة بأبوابه الأربعة ، وأبرزها باب اليمن وجد في عهد الدولة اليعفرية التى استمرت فى الفترة من ٤٣٩ إلى ٥٣٢ هجرية . فيما تشير مصادر أخرى إلى أنه بني في عهد الدولة الصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجري ، وأن سلاطين الدولة الأيوبية قاموا بتكملته عقب سيطرتهم على اليمن سنة ٥٦٩ هجرية .
– باب خزيمة : يؤدي هذا الباب إلى مقبرة خزيمة باتجاه الجنوب ، وهو يتبع للسور الخاص في منطقة حي بئر العزب .
– باب الشقاديف : اشتهر هذا الباب أيضا باسم باب الحديد ، ويتجه هذا الباب إلى جهة الشمال ، وهو تابع للسور الخاص في منطقة حي بئر العزب .
– باب شعوب : ويطل هذا الباب على حي شعوب الواقع في الجهة الشمالية لصنعاء .
– باب ستران : يؤدي باب ستران إلى الجهة الشرقية ، باتجاه جبل نقم والقلعة ، واشتهر باسم آخر هو باب القصر .
– باب السبحة : يؤدي هذا الباب إلى الجهة الغربية ، باتجاه كل من حي بئر العزب والحقل ، وقد عُرف أيضاً باسم باب السبح .
* الأبواب غير الرئيسية :
يوجد لمدينة صنعاء القديمة العديد من الأبواب غير الرئيسية هى :
– باب البلقة : يعد باب البلقة جزءا من السور الخاص بالمنطقة التي تُسمّى بمنطقة قاع اليهود ، وهو باتجاه الجنوب .
– باب الروم : يتبع باب الروم السور الخاص بمنطقة حي بئر العزب ، ويتجه هذا الباب إلى منطقة الشمال الغربي .
باب القاع : يعد هذا الباب بابا آخر للسور الخاص بالمنطقة ، والتي تعرف باسم منطقة قاع اليهود .
– والأبواب السالفة الذكر هي أبواب لأسوار خاصة بحي بئر العزب وقاع اليهود اللذين تم إنشائهما نتيجة للتوسع خارج إطار مدينة صنعاء القديمة المسورة ، وذلك خلال عهد الأيوبيين ومن بعدهم العثمانيين ، ونظراً لسماكة ومناعة جدار السور القديم فقد كان سطح السور يتسع لتمشي فيه ثمانية خيول مجتمعة ، وذلك وفقا لما ذكره الرحالة الإيطالي ” الوم كوستا ” في القرن التاسع الهجري ، كما توجد ممرات في وسط السور يمكن لفارسين أن يمشيا مجتمعين معاً أثناء التجوال والحراسة ، كما استعمل الممر نفسه لمرور عربات المدافع القديمة في حالات الدفاع عن المدينة لحمايتها من العدوان .
* المرجع : مصادر متعددة
اقرأ أيضا:زيارة لسوق الملح بصنعاء القديمة .. قلب المدينة النابض بالحياة